موافقة مبدئية على بيع «F35» للإمارات.. والسعودية غير مستبعدة

الاثنين 6 نوفمبر 2017 07:11 ص

وافقت إدارة الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب»، على النظر في طلب الإمارات للتفاوض بشأن شراء المقاتلة الشبحية «F 35»، في الوقت الذي توقع مراقبون أن تليها السعودية في شراء الطائرات الشبيحة، شريطة إنهاء الأزمة الخليجية.

يأتي قرار إدارة «ترامب»، بالمخالفة للسياسة التي فرضها الرئيس السابق «باراك أوباما»، ورفض فيها باستمرار النظر في طلب الجانب الإماراتي حول اقتناء هذه المقاتلة منذ عام 2011، مبررا ذلك بالتزام واشنطن بالحفاظ على ما يسمى بـ«التفوق النوعي لـ(إسرائيل)».

كما تأتي الموافقة، كجزء من استراتيجية أمريكية كبرى لتعزيز التعاون الاستراتيجي مع دولة الإمارات، كما ذكر تقرير نشرته صحيفة «ديفينس نيوز» الأمريكية المتخصصة في الصناعات الدفاعية.

أزمة الخيج و(إسرائيل)

وربط مسؤول سابق في «البنتاغون»، الموافقة النهائية على الطلب الإماراتي، بإنهاء الأزمة الخليجية المشتعلة بين السعودية والإمارات والبحرين ومصر من جانب، وقطر من جانب آخر.

وأضاف المسؤول، أن هذا النزاع تحتاج الإدارة إلى تعديله، قبل أن تتمكن من تنفيذ استراتيجية «ترامب» الجديدة لمواجهة التهديدات النووية وغير النووية من إيران.

وأشار إلى أن الولايات المتحدة، رغم موافقتها، ستواصل منح (إسرائيل) مميزات التفرد، باعتبارها القوة الجوية الوحيدة في المنطقة لتشغيل المقاتلة «F 35».

ورفضت وزارة الدفاع الإسرائيلية، التعليق العام على إمكانية تخفيف القيود المفروضة على بيع المقاتلة الأمريكية، غير أن مصادر مطلعة توقعت ألا تعترض (إسرائيل) بشكل مبدئي على اقتناء الإمارات للمقاتلات، لكنها لن تحظى بموافقة أوسع لدول «مجلس التعاون الخليجي» الأخرى.

وبررت المصادر موافقتها، بالقول: «الإمارات لا تشترك مع الحدود البحرية أو البرية مع (إسرائيل)، وذلك على عكس السعودية»، مضيفة: «كما أن القوات الجوية الإماراتية شاركت علنا مع القوات الجوية الإسرائيلية في العديد من المناورات الدولية، وآخرها مارس/آذار الماضي في اليونان، بالإضافة إلى القوات الجوية الإيطالية».

ونقلت الصحيفة، عن كبير مديري مركز السياسة اليهودية ومقره واشنطن «شوشانا براين»، قوله إنه «في ظل السيناريوهات التي يمكن تصورها حاليا، لا أتوقع أن تستخدم دولة الإمارات هذه الطائرة لمهاجمة (إسرائيل)».

وكشف تقرير نشره مجلس الأعمال الأمريكي الإماراتي الشهر الماضي، مجموعة واسعة من المجالات، التي ساهمت أبوظبي فيها بشكل جوهري، من أجل أمن الولايات المتحدة ومصالحها بداخل الخليج العربي وخارجه، ومنها مكافحة الإرهاب، وجهودها إعادة الإعمار في أفغانستان.

وأشار التقرير إلى أن دولة الإمارات العربية المتحدة، هي واحدة من أكبر عملاء برنامج المبيعات العسكرية الأجنبية في الولايات المتحدة، كما أنها من بين أفضل 15 منفذا للدفاع في العالم.

ونقل عن رئيس مجلس الأعمال الإماراتي الأمريكي «داني سيبريت»، قوله إنه يتعين على واشنطن النظر في طلبات دولة الإمارات، بناء على مزايا شراكتها طويلة الأمد مع الولايات المتحدة، ومساهمتها في الاستقرار الاقليمي.

وأضاف أن «اتفاق التعاون الدفاعي الجديد، والذى يستمر 15 عاما، يهدف إلى أن يكون اتفاقا شاملا غير محدد المدة يشمل في النهاية المقاتلة الشبحية F 35 وغيرها من الأسلحة الأمريكية، بالإضافة إلى البحث والتطوير المشترك، والمزيد من التعاون فى العمليات الخاصة والمبادرات الثنائية الأخرى».

السعودية على الخط

في المقابل، قال مدير برنامج الخليج وسياسة الطاقة بمعهد واشنطن «سيمون هندرسون»، إن «واشنطن على استعداد لبيع المقاتلة المتطورة إلى السعودية، وذلك في حال بددت المخاوف بشأن نواياها تجاه (إسرائيل)».

وأضاف: «ستنظر الولايات المتحدة في بيع طائرات إلى السعوديين إذا لم يكن السعوديون يشكلون تهديدا لـ(إسرائيل)».

وقبل أيام، أعرب وزير الاستخبارات السعودي الأسبق «تركي الفيصل» عن رغبته في أن يتحقق افتتاح سفارة إسرائيلية في الرياض في أقرب وقت، قائلا: «اقتربنا كثيرا من افتتاح سفارة إسرائيلية في الرياض، نرجو أن يتحقق الأمر قريبا».

واستبعد «الفيصل» أن تكون بلاده قد دخلت في صفقة سرية مع «إسرائيل» بسبب العداء المشترك لإيران، لكنه أكد أن استمرار القضية الفلسطينية يضيع على المنطقة فرصة تعاون كبيرة بين العرب و(إسرائيل)، مشيدا بقرار الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» عدم التصديق على المعاهدة النووية مع إيران، ووصف ذلك بـ«الخطوة الإيجابية».

وتواصل السعودية من خلال تحركات واتصالات ولقاءات مع مسؤولين إسرائيليين، تهيئة الشارع السعودي لتقبل التوجه الجديد نحو التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي.

وشهدت الشهور الأخيرة، انطلاق دعوات بالسعودية غير مسبوقة للتطبيع مع «إسرائيل»، رغم أن التصريح بهذا الأمر علنا كان من قبيل «التابوهات» (المحرمات)، قبل وصول الأمير «محمد بن سلمان»، إلى رأس السلطة في المملكة.

وشهدت الفترة الأخيرة، تقاربا اقتصاديا غير رسمي بين الرياض وتل أبيب؛ حيث زار رجال أعمال ومسؤولون سعوديون «إسرائيل»، والتقطت عدسات الكاميرات مصافحات بين مسؤولين إسرائيليين وأمراء سعوديين؛ وهو أمر غير مسبوق.

جاء ذلك في وقت يتحدث فيه محللون ومسؤولون إسرائيليون عن تنسيق وتقدم في العلاقات بين دول عربية و«إسرائيل»، ويتوقعون أن يظهر بعضها، لا سيما مع السعودية، بشكل مضطرد إلى العلن، على قاعدة أن ما يجمع الطرفين هو العداء المشترك لإيران.

وكانت وكالات أنباء ووسائل إعلام ذكرت أن ولي العهد السعودي الأمير «محمد بن سلمان» قد زار إسرائيل سرا في سبتمبر/أيلول الماضي، وهو خبر سارعت وزارة الخارجية السعودية إلى نفيه.

وتتمتع المقاتلة أمريكية «F 35»، بقدرة كبيرة على المناورة وتفادي رصدها من قبل الرادارات، ما جعلها تسمي بـ«المقاتلة الشبح».

ويصل طول الطائرة إلى نحو 15 مترا، وارتفاعها إلى 4.33 مترا.

وتتميز الطائرة بأنها الأعلى سعرا في التاريخ، ويبلغ ثمن النسخة الواحدة منها 110 ملايين دولار.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

السعودية الإمارات إف-35 أمريكا الأزمة الخليجية إسرائيل