خاص: الإمارات دعمت اعتقال السعودية للأمراء ورجال الأعمال

الاثنين 6 نوفمبر 2017 09:11 ص

كشف مصدر خاص لـ«الخليج الجديد»، أن حملة الاعتقالات التي شنتها السلطات السعودية، بحق أمراء ورجال أعمال ومسؤولين سابقين وحاليين، مدعومة من الإمارات، رغم الصمت الرسمي حولها.

ونقل شخص مقرب من الإمارات، ارتياح أبوظبي تجاه هذه الخطوة، كون أن هؤلاء المعتقلين لا يرحبون بعلاقة ولي العهد السعودي الأمير «محمد بن سلمان» مع الإمارات.

وشنت السلطات السعودية، مساء السبت، حملة اعتقالات واسعة بحق عدد من كبار الأمراء ووزراء سابقين وعدد من كبار المسؤولين ورجال الأعمال المعروفين، بمزاعم فساد مختلفة.

ولفت المصدر، إلى أن ولي عهد أبوظبي «محمد بن زايد»، كان على علم بكل ما جرى، وأرسل شخصية بارزة (لم يسمها)، للإشراف على عملية الاعتقالات.

وأشار المصدر، إلى أن هذه الشخصية الإماراتية، كانت متواجدة في فندق «ريتز كارلتون»، الذي احتجز فيه الأمراء.

الأمر ذاته، قاله المغرد السعودي الشهير «العهد الجديد»، حين غرد قائلا: «بن زايد ضليع فيما جرى يجري».

وأضاف: «تجمع المجموعة المعتقلة على غيضهم من بن زايد لتحكمه في البلد وقراره ومقدراته».

 

 

صمت رسمي

جاء ذلك، رغم الصمت الرسمي، لأبوظبي، تجاه الأحداث، فقد تجنب «بن زايد» أي تعليق على ما جرى في المملكة، واكتفى بتغريدات عامة عن استقبالات رسمية، ودعم الإمارات للسعودية في مواجهة القصف الصاروخي لـ«الحوثيين»، وأنها تقف بكل قوة وحزم مع المملكة، مؤكدا أن «أمن المملكة جزء لا يتجزأ من أمن دولة الإمارات».

كما لم يعلق وزير الدولة للشؤون الخارجية «أنور قرقاش»، وقائد شرطة دبي السابق «ضاحي خلفان»، على الاعتقالات، واكتفيا بالحديث عن القصف الحوثي للرياض بصاروخ باليستي، مؤكدين دعم الإمارات للسعودية.

دعم خفي

بينما جاء الاستثناء من مستشار «بن زايد» السابق وأستاذ العلوم السياسية «عبدالخالق عبدالله»، حين غرد بالقول: «أوامر ملكية شجاعة وغير مسبوقة البارحة لمحاربة الفساد في السعودية شملت عشرات الأمراء والوزراء بتهم اختلاس المال العام».

ونشر صورا للمعتقلين، وعلق عليها قائلا: «أبرز الموقوفين في السعودية وأبرز التهم حتى الآن».

وتابع منتقدا رفض البعض للاعتقالات: «الأصوات التي انتقدت انتشار الفساد بالسعودية أمس هي التي تنتقد أوامر محاربة الفساد اليوم.. أصوات نكرة وكارهة للسعودية فقط».

 

 

كما غرد رجل الأعمال الإماراتي البارز «خلف الحبتور»، داعما للقرارات السعودية، وقال: «إن قرار الملك سلمان باحتجاز بعض الشخصيات السعودية المعروفة رهن التحقيق في قضية فساد هو إثبات للعالم على مدى نزاهة السعودية».

وبعث في مقطع فيديو نشره عبر صفحته بـ«تويتر»، التحية للملك «سلمان» وولي عهده «محمد بن سلمان»، على هذه الخطوة، وقال: «نحن يد واحدة.. نحن وأنتم قيادة وشعبا».

 

 

بينما اعتبر المغرد «مجتهد الإمارات»، قرارات السعودية، تصب في مصلحة «بن زايد»، وغرد بالقول: «محمد بن زايد في مجالسه الخاصة يفتخر أنه وراء إزاحة (ولي العهد السابق) محمد بن نايف.. واليوم احتفالات داخل قصره بازاحة وزير الحرس الوطني الأمير (متعب بن عبدالله) والقضاء على نفوذه داخل المؤسسة الأمنية».

وأضاف: «محمد بن زايد و(مستشار بن زايد محمد) دحلان وراء الفتنة التى تحدث داخل الأسرة الحاكمة في السعودية»،

وتابع: «وإن لم يتنبه العقلاء لخطر هؤلاء ستدخل السعودية في صراعات داخلية».

 

 

يأتي ذلك، في الوقت الذي كشف حساب «فضائح عربية»، على «تويتر»، دعما إماراتيا خفيا لحملة الاعتقالات.

وغرد الحساب، قائلا: «الحكومة الإماراتية زودت السلطات السعودية بكشف بأرصدة الوليد بن طلال وشخصيات أخري».

 

 

فيما أشار مغردون إماراتيون، إلى ما كتبه مستشار الثقافة والتراث بديوان ولي عهد أبوظبي «حمد المزروعي»، في يوليو/تموز الماضي، حين غرد قائلا: «وداعا يا متعب بن عبدالله»، لافتين إلى أن الانقلاب على «متعب» خطط له منذ مدة، وللإمارات يد فيه.

تأثير إماراتي

وسبق أن تحدثت وسائل إعلام غربية عن التأثير القوي لـ«بن زايد» على «بن سلمان»، مدللين على ذلك، بما كشفته الأزمة الخليجية الأخيرة، التي اندلعت عندما قطعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها بقطر بدعوى دعمها الإرهاب، وهو ما تنفيه الدوحة بشدة.

وينظر للعلاقة بين «بن سلمان» و«بن زايد»، باعتبارها مركز التحول السعودي، بعدما باتت سياسات السعودية الدولة المحافظة الغنية بالنفط، تتوافق مع سياسات جارتها الأصغر حجما والأكثر ليبرالية وتنوعا اقتصاديا.

ويتخذ السعوديون خطوات أكثر جرأة للحد من التيار الديني في الداخل وتشديد موقفهم تجاه الجماعات الإسلامية في الخارج، وهو الأمر الذي تقوم به الإمارات منذ فترة طويلة.

وترى القيادة الإماراتية أن «بن سلمان» هو أفضل رهان لمنع زعزعة الاستقرار في المملكة، على حد قول الأشخاص المقربين من القيادة الإماراتية.

وجاءت حملة الاعتقالات التي وصفها مراقبون بالانقلاب الجديد، لينهي العاهل السعودي وولي عهده خطوات الإطاحة بالعديد ممن يعتقد أنهم قد يشكلون عقبة أمام تصعيد «بن سلمان» لقيادة المملكة.

يأتي ذلك في ظل تقارير إعلامية محلية وغربية، تقول إن بيان تنازل الملك «سلمان» عن الحكم لنجله «محمد»، قد تم تسجيله بالفعل، وينتظر اللحظة المناسبة للإعلان عنه.

وقد صعد «محمد بن سلمان»، البالغ من العمر 31 عاما، بسرعة في سلم القيادة السعودية، بعد أن أصبح والده ملكا أوائل عام 2015، حين تولي المحافظ الدفاعية والاقتصادية، قبل أن يتم تعيينه في يونيو/حزيران هذا العام وليا للعهد.

وساعد «بن زايد»، الذي يبلغ من العمر 56 عاما، والحاكم الفعلي للإمارات، في تنظيم زيارة الرئيس «دونالد ترامب» للمملكة في مايو/آيار الماضي.

كما قدم «بن زايد» لـ«بن سلمان» دعما واسعا عبر جهود اللوبي الإماراتي في الولايات المتحدة للترويج له باعتباره الحليف الأنسب لواشنطن في مواجهة التطرف والإرهاب.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

السعودية الإمارات بن زايد بن سلمان اعتقالات خلف الحبتور عبدالخالق عبدالله