«ذي أتلانتيك»: مؤامرة القصر.. إجراءات «بن سلمان» تهدد استقرار آل «سعود»

الاثنين 6 نوفمبر 2017 04:11 ص

لا تزال هناك تفاصيل غير معروفة حول أسباب احتجاز 11 من رجال الأعمال والسياسيين الأكثر ثراء ونفوذا في المملكة العربية السعودية في فندق ريتز كارلتون وفنادق خمس نجوم أخرى في الرياض.

ولكن هناك شيء واضح، وهو أن حملة التطهير التي قادها الأمير «محمد بن سلمان»، السبت، ضد قادة رفيعي المستوى في المملكة تعد علامة أخرى على تعزيز ولي العهد لسلطته، منذ صعوده إلى ولاية العهد هذا الصيف.

وكان من بين المعتقلين من قبل لجنة مكافحة الفساد، التي تولى رئاستها ولي العهد نهاية الأسبوع، الأمير «الوليد بن طلال»، المستثمر الملياردير، مع ما لا يقل عن 10 شخصيات بارزة أخرى.

وبشكل منفصل، أطاح الملك «سلمان» بوزير الحرس الوطني السعودي، الذي كان يسيطر على آخر فروع الجيش التي لم تكن تحت سيطرة ولي العهد، وقد تم الإعلان أن هذه الخطوة جاءت في إطار تحقيقات خاصة بمكافحة الفساد.

ويأتي هذا الإجراء بعد أشهر قليلة من الإطاحة بالأمير «محمد بن نايف» وزير الداخلية السابق. وكان «محمد بن نايف» قد شغل منصب ولي العهد حتى صعود «بن سلمان» في يونيو/حزيران.

وعلى الرغم من أن مؤامرات القصر غالبا ما تكون سمة من سمات الأنظمة الراسخة التي تلعب فيها المحسوبية دورا هاما في تحديد من هو صالح ومن لا، فإن المستغرب في الأمر أن الأسرة المالكة نادرا ما قامت بعملية تطهير علنية بهذا الشكل.

وربما جاء استهداف الشخصيات العامة، مثل الأمير «الوليد بن طلال»، كرسالة من ولي العهد إلى منافسيه المحتملين على العرش، كما يشير إلى أنه في حال وجود منافسين، فإن ولي العهد الشاب مستعد بكل الوسائل الممكنة.

وقال «ديفيد أوتاواي»، زميل شؤون الشرق الأوسط في مركز وودرو ويلسون: «لم يحدث شيء من هذا القبيل من قبل في تاريخ المملكة، الأمر الذي يعطينا الإحساس بأن المملكة تدخل مياها غريبة لا تعرف عواقبها»، وأضاف أن الإجراءات «قد تهدد استقرار آل سعود لأعوام قادمة».

ويقع أكثر من نصف سكان المملكة دون سن 25 عاما، وهنا تماما حيث يسعى ولي العهد للحصول على الكثير من الدعم من شباب المملكة، لكن الحرس القديم في السعودية، الذي يفقد زمام السلطة من بين يديه بسرعة، كان أكثر تشككا في وتيرة التغيير في عهد «محمد بن سلمان».

وفي حين تركز الكثير من الاهتمام، في الآونة الأخيرة، على منح النساء السعوديات الحق في القيادة، لكن مبادرات ولي العهد الأخرى هي التي تسببت في القلق داخل المملكة.

ومن بين تلك المبادرات الصراع في اليمن، الذي ينظر إليه على أنه حرب بالوكالة ضد إيران، المنافس الإقليمي الرئيسي، وينظر إليه أيضا إلى حد كبير باعتباره حربا لا يمكن الفوز بها.

ويضاف إلى ذلك الحصار الذي تقوده السعودية على قطر، وبرنامج رؤية ولي العهد «رؤية 2030» الذي يهدف إلى الحد من الاعتماد الاقتصادي على النفط، وخطته لبيع 5% من شركة أرامكو السعودية، شركة النفط الحكومية، ويقول ولي العهد إنه يعتقد أن البيع سيجلب عائدات تصل إلى 100 مليار دولار.

رهانات «بن سلمان»

وقد تحدث الرئيس «ترامب» للملك «سلمان»، ولم تتحدث البيانات التي أدلى بها البيت الأبيض عن مناقشة الاعتقالات السعودية في الاتصال، وقال البيان إن الزعيمين بحثا الوضع في اليمن، حيث تشارك القوات بقيادة السعودية فى حرب بالوكالة ضد المتمردين المدعومين من إيران.

كما تردد أن «ترامب» شكر الملك على إنفاق 15 مليار دولار لشراء نظام الدفاع الصاروخي المضاد للصواريخ الباليستية «ثاد»، وفي وقت سابق، قال الرئيس الأمريكي إنه يأمل أن يتم إدراج أرامكو في بورصة نيويورك.

ولكن إذا كان الإصلاح الاقتصادي حجر الزاوية في خطة ولي العهد، فإن اعتقال الأمير «بن طلال»، أحد أغنى الرجال في العالم، يعتبر أسوأ وسيلة لإظهار ذلك.

ويملك «بن طلال» حصصا كبيرة في شركات التكنولوجيا العملاقة «أبل» و«تويتر»، فضلا عن المؤسسات الاستثمارية التقليدية مثل «سيتي جروب» و«نيوز كورب».

وتقدر ثروته بـ17 مليار دولار، وفقا لفوربس، ولديه علاقات وثيقة بالقادة الغربيين والشركات العالمية، وأدت أخبار احتجازه إلى انخفاض بنسبة 10% تقريبا في قيمة أسهم شركة المملكة القابضة.

وأشار «أوتاواي»، خبير الشرق الأوسط، إلى أن اعتقاله «قد يضعف كثيرا من الاهتمام الدولي بالاستثمار في رؤية ولي العهد لعام 2030، التي جعلت من القطاع الخاص غير النفطي المحرك الجديد للاقتصاد».

قد يكون ذلك صحيحا، لكن ولي العهد ربما يراهن على لعبة النفس الطويل، ومع ضمان دعم إدارة «ترامب» لهذا الفرع من العائلة المالكة الحاكمة، والقضاء على آخر بقايا المعارضة.

وإذا سار الأمر تماما وفقا لخطته، فسوف يعيد «بن سلمان» تشكيل بلده في صورة جديدة يكون فيها المتحكم الأوحد في كل مقاليدها، ولكن بينما ينتظر صعوده إلى العرش، وسط الاضطرابات التي خلقها، قد يجد أن العقبة تتمثل في الرأس التي ترتدي التاج.

  كلمات مفتاحية

اعتقال الأمراء محمد بن سلمان الخلافة الملكية الوليد بن طلال

الملك «سلمان» محذرا الأمير «أحمد»: العرش لـ«محمد» شئتم أم أبيتم