«و.بوست»: «بن سلمان» ينفذ حملة تطهير سياسي على الطريقة الصينية

الاثنين 6 نوفمبر 2017 04:11 ص

صرح ولي العهد السعودي، الأمير «محمد بن سلمان»، أنه يعمل على مكافحة الفساد، بيد أن الاعتقالات الواسعة التي أجراها في صفوف وزراء الحكومة وكبار الأمراء، ليلة السبت، فاجأت المراقبين العرب، الذين لم يتوقعوا مثل تلك الخطوة الجريئة والمحفوفة بالمخاطر.

وكان الحاكم الفعلي للبلاد، البالغ من العمر 32 عاما، قد سيطر بتلك الخطوة الجريئة على غالبية مراكز الثقل التجارية والسياسية في المملكة، في محاولة جديدة لكسب السيطرة السياسية ودفع التغيير في المملكة النفطية.

وقال أحد قادة الأعمال السعوديين، الأحد، إن الأمير «يشكل سعودية جديدة»، وأشار إلى أن حملة مكافحة الفساد تأتي بعد تحركات أخرى مثيرة للجدل، بما فى ذلك المرسوم الملكي الذي سمح للنساء بالقيادة، إضافةً إلى الحد من سلطات الشرطة الدينية.

وأضاف: «هذا أمر محفوف بالمخاطر»، لأن «بن سلمان» يتحدى الآن كبار الأمراء والمحافظين الدينيين في وقت واحد، وأعرب مسؤول تنفيذي، يؤيد جهود الأمير الإصلاحية، عن قلقه من أنه «يقاتل على الكثير من الجبهات في وقت واحد».

وتشمل قائمة المعتقلين الأمير «متعب بن عبد الله»، ابن الملك الراحل ورئيس الحرس الوطني السعودي، والذي كان عادة مركز ثقل السلطة القبلية، وقال المسؤول التنفيذي: «كان الحرس الوطني يحقق جزءا من التوازن داخل العائلة المالكة، ولقد اختل ذلك التوازن الآن، إنه جالوت، القادر على محاربة الجميع».

ويبدو أن «بن سلمان» قد عمد إلى تفكيك نظام الحكم التقليدي في المملكة، الذي كان ينطوي على عملية بطيئة، ومتواصلة أحيانا، للتوافق داخل العائلة المالكة، وقد استولى الأمير الشاب بدلا من ذلك على السلطة التنفيذية، وحملها بقوة على دفع جدول أعماله.

وقد تم عرض الواجهة الأمامية لعملية التغيير هذه قبل أسبوع، عندما استضاف «بن سلمان» مجموعة من قادة التكنولوجيا والأعمال من جميع أنحاء العالم، وأظهرت عمليات الاعتقال، ليلة السبت، القبضة الحديدية للأمير، داخل قفاز مخملي يحمل المستقبل.

ووصف «بن سلمان» حملته في مقطع فيديو قصير تم نشره على نطاق واسع في وسائل التواصل الاجتماعي السعودية، وقال فيه: «أؤكد لكم أن أي شخص متورط في الفساد لن ينجو، سواء كان أميرا أو وزيرا، أو أي شخص».

ورافق الاعتقالات مرسوم بإنشاء «لجنة عليا» لمكافحة الفساد، وتملك اللجنة «الحق في اتخاذ أي تدابير احترازية تراها مناسبة»، بما في ذلك مصادرة الأصول وحظر السفر.

وقد اختار «بن سلمان» اللعب على وتر شعبي عند السعوديين الأصغر سنا، فقد أدى الفساد إلى إضعاف المملكة لأجيال، واستنزف خزائن المملكة، وأعاق التحديث الذي يقول ولي العهد إنه يرغب به.

ويراهن «بن سلمان» على قدرته على تعبئة هؤلاء السعوديين الأصغر سنا، ضد الأمراء الأكبر سنا، ويأمل أن تدعم المؤسسة الدينية أيضا تطهير النخبة.

وتشمل قائمة المعتقلين أقطاب الأعمال، مثل الملياردير الأمير «الوليد بن طلال»، رئيس شركة المملكة القابضة، وأحد أبرز المستثمرين السعوديين العالميين، و«صالح كامل» و«وليد الإبراهيم»، المؤسسين لأول قنوات فضائية في المنطقة، و«عادل فقيه»، وزير الاقتصاد والتخطيط، الذي كان حتى الانقلاب واحدا من كبار ملازمي «بن سلمان» في تطوير برنامجه الإصلاحي.

وحطم «بن سلمان» الآن دائرة قيادة الملك السابق، «عبدالله»، الذي توفي عام 2015، وبالإضافة إلى الأمير «متعب»، تم اعتقال الأمير «تركي بن ​​عبدالله»، وهو ابن بارز آخر للملك الراحل وحاكم سابق لمقاطعة الرياض، كما اعتقل «خالد التويجري»، الذي كان رئيسا للديوان الملكي في عهد «عبدالله»، وفي يونيو/حزيران، أطاح «بن سلمان» بالأمير «محمد بن نايف»، ولي العهد السابق، ومهد الطريق أمامه ليخلف والده الملك «سلمان»، البالغ من العمر 81 عاما.

وبينما يتغنى دائما بخطاب الإصلاح، فإن تطهير هذا الأسبوع يشبه نهج الأنظمة الاستبدادية، مثل الصين، وقد استخدم الرئيس «شي جين بينغ» حركة مماثلة بزعم مكافحة الفساد، لإحلال وتجديد جيل من القادة الحزبيين والعسكريين، ولتغيير أسلوب القيادة الجماعية الذي اعتمده الحكام الصينيون مؤخرا.

ويحظى «بن سلمان» بدعم قوي من الرئيس «ترامب» ودائرته الداخلية، وربما لم يكن من قبيل الصدفة الزيارة الشخصية من قبل «جاريد كوشنر»، المستشار الأول لـ«ترامب»، وزوج ابنته، الشهر الماضي، إلى الرياض، ويقال إن «الأميرين» قد بقيا معا حتى الساعة الـ4 صباحا تقريبا لعدة ليال، في تبادل القصص ووضع استراتيجية التخطيط.

ومن المرجح أن يكون «بن سلمان» قد أغراه وصفه بأنه «ترامب» السعودية، ولكن نموذج «شي» ولعبته لمكافحة الفساد قد تكون النموذج الأقرب لـ«بن سلمان».

المصدر | ديفيد أغناتشيوس - واشنطن بوست

  كلمات مفتاحية

اعتقال الأمراء محمد بن سلمان تطهير استبداد