في ظل ما تشهده معظم دول العالم من توتر وعدم استقرار وعمليات إرهابية بشكل شبه مستمر، بات الهاجس الأمني يهدد مختلف البطولات العالمية وعلى رأسها كأس العالم لكرة القدم، حيث أصدر تنظيم «الدولة» تهديدات عديدة باستهداف مونديال 2018 بروسيا، وهو ما دفع دولة قطر للاستعداد المبكر لتأمين مونديال عام 2022 المقرر إقامته على ملاعبها، باستضافة المؤتمر الأول لأمن وسلامة الفعاليات الكبرى.

وثمن الأمين العام للمنظمة الدولية للشرطة الجنائية «الإنتربول»، «يورغن شتوك»، استضافة قطر للمؤتمر، مؤكداً أنه يشكل مثالاً للتعاون الشرطي الدولي وبمستوى عالٍ من الامتياز.

وقال: «هناك هدف مشترك بين دولة قطر والإنتربول هو مشروع ستاديا الذي أطلق عام 2012 لمساعدة الدول الأعضاء بالمنظمة في توفير الترتيبات الأمنية للفعاليات الكبرى».

وأكد «شتوك» على أهمية المؤتمر الذي يركز على موضوع أمن وسلامة الفعاليات الكبرى وسبل التعاون في هذا المجال، وذلك بالنظر إلى البيئة الهشة التي نعمل فيها في ظل الجريمة المنظمة والجريمة السيبرانية والإرهاب التي استهدفت الكثير من المدنيين الأبرياء، وخلف أضراراً كبيرة في الموارد العامة والخاصة وفعاليات كبرى».

وأضاف: «لدينا في هذا المؤتمر أكثر من 350 مشاركاً من أكثر من 65 دولة وجدول أعمال يوفر فرصاً كبيرة لمناقشة معلومات مهمة».

وأوضح أن «الإنتربول» أطلق هذا المشروع بالشراكة مع قطر لمساعدة أجهزة إنفاذ القانون على مستوى العالم، منوهاً بالتفاعل على مستوى الخبراء في منظومة إدارة المعرفة بما يسهم في تأمين الأحداث الكبرى.

بدوره أكد مدير عام مشروع «ستاديا» بالمنظمة الدولية للشرطة الجنائية الدولية «الإنتربول»، «فلاح الدوسري»، أن قطر تسعى لتنظيم نسخة متميزة لكأس العالم مع ترك إرث دائم لأجهزة إنفاذ القانون على مستوى العالم.

وأكد «الدوسري» أن «دولة قطر حريصة على إظهار كأس العالم 2022 بأفضل صورة للعالم، فالمونديال فرصة فريدة لإظهار قدراتها على المسرح العالمي».

تجدر الإشارة إلى أن دولة قطر تعتزم استقدام عناصر شرطة أجنبية من عدة دول مختلفة خلال فترة إقامة بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022 على ملاعبها، وذلك لمواجهة ظاهرة عنف المشجعين المشاغبين المعروفين بـ«هوليغانز» والتي تعد أحد الهواجس الرئيسية خلال البطولات العالمية، وهو ما حدث خلال نسختي عام 2010 بجنوب أفريقيا و2014 بالبرازيل، كما ازدادت المخاوف في أعقاب أعمال الشغب على هامش كأس أوروبا 2016 في فرنسا.

وأوضح الرائد «علي العلي»، نائب المدير التنفيذي للشؤون الأمنية في اللجنة العليا للمشاريع والإرث القطرية، قبيل تنظيم المؤتمر، أنهم يعملون على عدم تكرار هذه الأحداث في المونديال القطري.

وأضاف: «نعمل مع العديد من المنظمات والدول والوكالات الوطنية والإقليمية والدولية، نحن البلد الوحيد في العالم الذي حظي بعشرة أعوام للاستعداد لكأس العالم»، حيث منح الاتحاد الدولي «فيفا» قطر حق تنظيم البطولة منذ عام 2010.

وأشار «العلي» إلى أن عناصر الشرطة التي ستتم الاستعانة بهم، سيكونون من الدول التي تتأهل للمشاركة في كأس العالم.