تستعد القوات التركية للتوجه نحو البحر المتوسط للمشاركة في مناورات عسكرية، وذلك بعد أقل من أسبوع من معارضة تركيا إجراء كل من اليونان ومصر مناورات عسكرية بحرية قرب سواحل جزيرة رودوس، وحذرت من تلك الخطوات واصفة إياها بغير القانونية.

وتجرى تركيا مناورات «شرق البحر الأبيض المتوسط للعام 2017» خاصة بالقوات البحرية في 16 و17 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري بمشاركة القوات البحرية الأمريكية والبلغارية والإنجليزية والرومانية بضيافة تركيا، بحسب ما ذكره موقع «RT».

وذكرت قيادة القوات البحرية التركية، في بيان، أن المناورات التي ستقام شرق البحر المتوسط ستشهد مشاركة القوات البحرية الأمريكية والبلغارية والإنجليزية والتركية والمجموعة البحرية الدائمة الثانية لحلف «الناتو» بجانب القوات الجوية التركية وقوات خفر السواحل التركي.

وتهدف المناورات إلى تدريب القوات البحرية المشتركة الحليفة على مواجهة المخاطر والتهديدات النابعة من الأزمات الإقليمية وتجربة تطبيق قواعد الاشتباك بالضوابط المطلوبة وتدريب عناصر مقر القيادة وتجربة أساطيل العمليات البحرية وتنفيذ إطلاق نار فعلي.

وتهدف المناورات أيضا إلى تجربة ضمان أمن السواحل أثناء الطواريء والكوارث الطبيعية وأعمال البحث والإنقاذ وتقديم المساعدات الإنسانية وعمليات الإخلاء الجوي بضوابط الإجلاء الصحي.

كما ستشهد المناورات اختبار قدرات وإمكانات السفينة البرمائية المصنعة محليا في تركيا «تي جي كي بيرقدار» التي انضمت إلى أسطول القوات البحرية التركية مؤخرا.

وسبق أن وصفت وزارة الخارجية التركية، في بيان لها الخميس 2 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، المناورات العسكرية المشتركة بين مصر واليونان «ميدوزا 5»، بأنها خرق واضح للقوانين الدولية.

وأوضحت أنها تلقت من مصادر عسكرية أن مصر واليونان تجريان مناورات هجومية برمائية مشتركة في جزيرة «رودوس» اليونانية، في الفترة ما بين 3 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، و4 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، بنما تنص «معاهدة باريس للسلام عام 1947» على «حظر كل أنواع التدريبات العسكرية في رودوس، التي تخلت عنها إيطاليا لصالح اليونان بشرط نزع السلاح منها».

وتابع البيان أن الجانب التركي «أبلغ تحذيراته بخصوص المناورات المذكورة إلى السفارة اليونانية بأنقرة. وتمّ التذكير بضرورة الابتعاد عن الأنشطة الأحادية الجانب التي تزيد من حدة التوتر في بحر إيجة».

ويعد التحذير التركي أول رد فعل يصدر من أنقرة بشأن مناورات عسكرية تجريها مصر مع اليونان.

وطالبت أنقرة، أثينا بالابتعاد عن القيام بأنشطة معادية ومخالفة للقوانين الدولية، بحسب «الأناضول».

والثلاثاء الماضي، أعلن الجيش المصري، وصول عناصر من قواته البحرية والجوية إلى اليونان، للمشاركة في التدريب العسكري «ميدوزا 5»، الذي تجرى فعالياته لعدة أيام.

ولم يحدد الجيش المصري، في بيان، تاريخ انطلاق التدريب المشترك في اليونان ولا مدته الزمنية.

وتتضمن المناورات، «تخطيط وإدارة العمليات البحرية، وتنفيذ تشكيلات إبحار نهاراً وليلاً، وتنفيذ عمليات الاعتراض البحري، وحق الزيارة والتفتيش للسفن المشتبه بها، وتنفيذ إجراءات البحث والإنقاذ، وتدريب أطقم الوحدات البحرية على تنفيذ التمارين المختلفة بالبحر».

وخلال العامين الماضيين، نظمت مصر واليونان 4 مناورات و5 زيارات متبادلة بين قادة عسكريين في البلدين.

ومنذ ديسمبر/كانون الأول 2015، أجرت مصر واليونان تدريبات عسكرية مشتركة، أحدثها على سواحل البحر المتوسط، في أغسطس/آب 2017، بهدف «تنسيق الجهود والعمل لمواجهة التحديات المتنامية بمنطقة البحر المتوسط»، بحسب الجيش المصري آنذاك.

وفي 2 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أعلن وزير الدفاع اليوناني، «فانوس كمنوس»، أن بلاده ستشارك في تدريبات عسكرية مشتركة ستجرى قريباً مع سلاح الجو (الإسرائيلي) وسلاح الجو المصري، إضافة إلى دول أخرى، بهدف تعزيز استقرار الوضع الأمني في منطقة الشرق الأوسط.

وتجمع مصر واليونان علاقات شراكة ظهرت بصورة لافتة منذ وصول الرئيس المصري، «عبدالفتاح السيسي»، إلى الرئاسة في 8 يونيو/حزيران 2014.

ويسعى «السيسي» إلى بناء محور مصري يوناني قبرصي في منطقة حوض البحر المتوسط لمواجهة تركيا، بوصفها خصما مشتركا لهم.

ويعتبر «السيسي» أنقرة تهديدا لاستقرار نظامه بسبب دعمها «الإخوان المسلمين» ضد الانقلاب العسكري، وهناك مصالح اقتصادية وأعداء مشتركون وخلاف تاريخي منذ أربعين عاما بين تركيا وقبرص حول جزئها التركي، وكذلك هناك خلافات بين أنقرة وأثينا.