محللون: العلاقات الثنائية بين «حماس» وإيران ستشهد تقاربا كبيرا

الخميس 9 نوفمبر 2017 10:11 ص

قال محللون سياسيون فلسطينيون، إن العلاقات الثنائية بين حركة المقاومة الإسلامية «حماس» وإيران، ستشهد تقاربا كبيرا، خلال الفترة المقبلة، وستعود «قوية» كما كانت سابقا، قبل الأزمة السورية.

ويرى المحللون أن الحركة اضطرت للعودة لإيران بعد أن قوبلت بالعداء من قبل النظام العربي الرسمي، وبخاصة من السعودية، بعد تقارب، لم يستمر طويلا.

وأشاروا إلى أن القيادة الجديدة للحركة، التي انتخبت منتصف العام الجاري، تسعى لاستعادة العلاقات القوية مع طهران، تجنباً للعزلة في المنطقة، وسعياً للحصول على الدعم اللازم.

بحث عن الدعم

ورأى الدكتور «وليد المدلل»، رئيس مركز الدراسات السياسية والتنموية في غزة، أن «السياسات السعودية الأخيرة»، دفعت حركة حماس نحو المحور الإيراني مجددا.

وقال «هناك موجة عداء تقودها السعودية ضد حماس، ومن الطبيعي أن تبحث (الحركة) في الوقت الراهن عن الداعمين لها سياسياً وعسكريا وماليا».

وأضاف «علاقة حماس مع المحور الإيراني تتعافى بشكل كامل، عقب انتخابات حركة حماس الأخيرة».

ولفت إلى أن «حماس» قررت استعادة علاقاتها مع إيران، كونها «غير معنية بالمغامرة في ظل الظروف العربية الراهنة والإقليمية»، وخسارة هذه العلاقات التي تعود عليها بالفائدة.

وأكد أن «حماس لن تتلقى دعماً مادياً أو لوجيستياً من قبل المحاور الأخرى، بخلاف المحور الإيراني، فهي ليست على استعداد لخسارته».

لكنه أشار إلى أن «حماس» غير معنية باستعداء الأطراف الأخرى، كالسعودية ومصر والإمارات، في ذات الوقت.

أسباب التقارب

من جانبه، رأى الكاتب والمحلل السياسي، «مصطفى الصواف»، أن أسباب اقتراب حماس من إيران، تتمثل في «تقارب النظام العربي من إسرائيل، وهو ما يضر بمصالح الشعب الفلسطيني وقضيته».

وأضاف:«حماس تريد دعم المقاومة، وهذا ما لم تلبيه الدول العربية، فيما لبته إيران».

وتابع «المقاومة ومصلحة الشعب الفلسطيني، تتصدر الاعتبارات التي تحكم علاقات حماس مع جميع الأطراف».

ورأى أن «حماس، تحاول من خلال علاقتها مع إيران وحزب الله، تطوير القدرات العسكرية للمقاومة».

وتابع: «حماس في سياساتها تبحث عن الانفتاح مع الجميع، وهي تبحث عن دعم المقاومة بكل أشكالها، سواء المالية اللوجيستية، أو السياسية والعسكرية».

رفض العرب لـ «حماس»

من جانبه، قال الكاتب والمحلل السياسي «إبراهيم المدهون» إن النظام العربي الرسمي الذي تقوده السعودية، لم يسمح لحماس بالتقارب معها وهو ما دفعها للتحالف مع إيران تجنباً للعزلة الإقليمية.

وأشار إلى أن الحركة، لا تريد استعداء الرياض أو غلق الباب أمام استعادة العلاقات معها.

وقال:«حماس ستعمل جاهدة للحفاظ على علاقة متوازنة مع كافة الأطراف، فهي لا تريد التصادم مع أي دولة أو صراعات جانبية».

وأضاف «لا تريد حماس خسارة السعودية، باعتبارها قوة إقليمية مؤثرة، لكنها مضطرة للتحالف مع من يدعمها بالمال والسلاح».

واستدرك «عودة العلاقات مع إيران إلى ما كانت عليها قبل الثورة السورية، يعتبر تطورا نوعيا استراتيجيا».

وتابع «لا يوجد أي عائق بين تطوير العلاقات بين حماس وإيران وحزب الله، فالواقع الإقليمي بات يدفع لتطوير العلاقات».

وتوترت علاقات إيران مع حركة «حماس» في أعقاب مغادرة رئيسها «خالد مشعل»، العاصمة السورية دمشق في فبراير/شباط 2012، ليتخذ من العاصمة القطرية الدوحة، مقرا له.

وزاد من حدة هذا التوتر التقارب «المؤقت»، الذي شهدته علاقات «حماس» مع الرياض الخصم اللدود لإيران.

وسعت «حماس» عقب وفاة العاهل السعودي الراحل «عبدالله بن عبدالعزيز» في يناير/كانون ثاني 2015، وتولي الملك «سلمان» مقاليد الحكم للتقارب مع الرياض، وفتح صفحة جديدة معها.

وكانت علاقات الحركة مع المملكة، أواخر عهد الملك «عبدالله» متوترة بشدة، نظرا لعداء الأخير الشديد لجماعة الإخوان المسلمين، والحركات المقربة منها.

وشهد تقارب «حماس»، من الرياض ذروته في يوليو/تموز 2015، حينما زارها «خالد مشعل» والتقى العاهل السعودي الملك «سلمان» وولي عهده السابق «محمد بن نايف»، وولي ولي العهد «محمد بن سلمان» (ولي العهد الحالي).

وتحدثت تقارير صحفية في ذلك الوقت، عن رغبة الرياض في ضم «حماس» للتحالف السني ضد إيران وحلفائها في المنطقة.

وتسببت زيارة «مشعل» للرياض بغضب إيران، حيث قالت تقارير آنذاك، إن طهران ألغت زيارة كانت مقررة لوفد قيادي من حماس.

كما هاجمت صحف إيرانية، في تلك الفترة حماس ورئيسها «خالد مشعل»؛ ونقلت عن مسؤول رفيع في «الحرس الثوري» استنكاره لتلك الزيارة، وتساؤلاته حول أسبابها، واعتبارها «موجهة من السعودية ضد إيران».

توتر العلاقات مع السعودية

بيد أن علاقات «حماس» والرياض لم تشهد تطورا كبيرا وعادت للتوتر من جديد مع بدء الأزمة الخليجية الأخيرة، في أعقاب فرض السعودية والإمارات ومصر والبحرين، حصاراً على دولة قطر في 5 يونيو/حزيران الماضي.

وزاد من توتر العلاقات، مطالبة وزير الخارجية السعودي «عادل الجبير» في 6 يونيو/حزيران، قطر بالتوقف عن دعم جماعات مثل الإخوان المسلمين وحركة «حماس».

وأثار بيان «الجبير» غضب «حماس»، حيث ردت عليه في بيان صحفي عبرت خلاله عن «الأسف والاستهجان» لتصريحاته.

وفي أعقاب انتخاب «إسماعيل هنية»، رئيسا للمكتب السياسي لحماس خلفاً لـ«خالد مشعل» بداية مايو/أيار الماضي، بدأت الحركة في تغيير سياساتها الإقليمية، حيث عملت على استعادة الدفء في علاقاتها مع إيران، وحليفتها منظمة «حزب الله» اللبنانية.

وزار وفد برئاسة «صالح العاروري» نائب رئيس المكتب السياسي لحماس، العاصمة الإيرانية طهران في 23 أكتوبر/تشرين أول الماضي، والتقى بمسؤولين إيرانيين كبار.

وقال «العاروري» في تصريحات صحفية خلال الزيارة آنذاك، إن حركته «تتعهد بالحفاظ على علاقات وثيقة مع إيران واحتفاظ الحركة بسلاحها».

ومطلع الشهر الجاري، التقى نائب رئيس المكتب السياسي لـ«حماس»، «صالح العاروري»، الأمين العام لـ«حزب الله» في بيروت.

وشدد الطرفان على «التلاقي بين الحركات المقاومة والتنسيق فيما بينها لمواجهة الاحتلال»، و«تجميع قوى المقاومة وحشدها ضد الاحتلال».

  كلمات مفتاحية

حماس إيران النظام العربي حزب الله السعودية خالد مشعل هنية