هاجم زعيم التيار الصدري الشيعي في العراق، «مقتدى الصدر»، الحرب على اليمن، مطالبًا برفع الحصار عنها وعدم تجويع الشعب اليمني، محذرا من جر المنطقة إلى ما لا تحمد عقباه.

وقال «الصدر»، في بيان له نشره على «تويتر»: إنّ «الشعب اليمني يعيش أقسى الظروف الإنسانية، وأشنعها بسبب الحصار الذي يفرضه التحالف حاليًا عليه، ولأسباب سياسية بحتة، وصراعات إقليمية لا تسمن ولا تغني من جوع».

وتعد تصريحات «الصدر» الصادرة أمس الأربعاء، أول موقف علني للزعيم الشيعي ضدّ السعودية، منذ أن زار المملكة في تموز/يوليو الماضي.

وكان «الصدر» التقى ولي العهد السعودي، «محمد بن سلمان»، في زيارة اعتبرت حينها ضمن سياسة سعودية تهدف إلى سحب زعيم التيار الأقوى شعبيًا بالجنوب العراقي إلى جانبها.

وطالب «الصدر» بـ«رفع الحصار فورًا عن اليمن، وعدم معاقبة الشعوب وتجويعها، والتفريق بين الأمور السياسية والإنسانية»، محذرا من أن «صراع العرب فيما بينهم، يذهب بقوة العروبة والإسلام».

واعتبر مراقبون للشأن العراقي أن بيان «الصدر» دليل على فشل السياسة الخارجية للمملكة.

وقال الخبير السياسي، «فائق محمد»، لـ«العربي الجديد»، إنّ «الصدر لم يستطع أن يثبت على اتفاقاته مع السعودية، وهو اليوم بهذا التصريح ينقلب على الرياض بعد أن تمكن من البقاء بحالة صمت لنحو ثلاثة أشهر من موقفه من اليمن».

وكان «الصدر»، قد أمر أنصاره بإزالة جميع الشعارات واللافتات المناهضة للسعودية من الشوارع العراقية، وذلك بعد زيارته للرياض قبل نحو 3 أشهر.

ويتزعم السياسي البارز ما يعرف بالتيار الصدري في العراق، والذي يشغل 34 مقعداً في مجلس النواب، فضلاً عن فصيل جناح مسلح يحمل اسم (سرايا السلام)، وهو واحد من فصائل الحشد الشعبي الشيعي الذي يقاتل إلى جانب القوات العراقية ضد تنظيم «الدولة الإسلامية».

وبدأت العلاقات العراقية - السعودية في التحسن في الآونة الأخيرة، وتمثل ذلك في زيارة أجراها وزير الخارجية السعودي «عادل الجبير» إلى بغداد في 25 فبراير/شباط 2017، وكانت تلك الزيارة الأولى لمسؤول سعودي إلى العراق منذ 14 عاما.