حديث التطبيع والدعاية لنظام «بشار» يثيران الجدل بـ«قرطاج السينمائي»

الجمعة 10 نوفمبر 2017 12:11 م

أثارت بعض المشاركات في الدورة الـ28 لمهرجان «أيام قرطاج السينمائية»، التي تتواصل فعالياتها في تونس، جدلا سياسيا واسعا؛ لينطبق على المهرجان مقولة: «لا صوت يعلو فوق صوت السياسة.. حتى في محافل الفن».

إذ فجّرت مشاركة المخرج اللبناني، «زياد دويري»، في لائحة الأفلام الطويلة المشاركة بالمسابقة الرسمية للمهرجان بفيلم «القضّية 23»، جدلا واسعا حول مسألة التطبيع مع «إسرائيل».

فـ«دويري» متهم بالتطبيع مع دولة الاحتلال منذ قيامه بتصوير مشاهد من فيلمه «الصدمة» (2012) في «إسرائيل»، وتعامله مع طاقم عمل إسرائيلي.

ورغم جملة التتويجات التي سبق أن حظى بها فيلم «القضّية 23»، إلا أن ذلك لم يشفع لـ«دويري» لدى عدد من الناشطين التونسيين المناهضين للتطبيع مع «إسرائيل»؛ حيث تعالت أصواتهم مستنكرة مشاركة من شأنها أن تمنح انطباعا بفتح تونس مجالها الثقافي لسينمائيين «طبّعوا مع إسرائيل».

وفي هذا الصدد، اعتبر المتحدّث باسم «الحملة التونسية لمقاطعة ومناهضة التطبيع مع الكيان الصهيوني»، «غسان بن خليفة»، أنّ «دويري مطبّع»؛ حيث «زار إسرائيل وعاش فيها 11 شهرا، وتعامل مع منتج وتقنيين إسرائيليين».

وأضاف، لـ«الأناضول»، أن «دويري» له «مشاركات في وسائل إعلام إسرائيلية، وأن الأخير يعتبر إسرائيل بلدا عاديا يمكن التعامل معه».

وتابع أنّ «إدارة المهرجان تريدنا أن نعتبر الفيلم المشارك (القضية 23) بعيدا عن جميع أشكال التطبيع، في حين أنّ إسم مخرجه كاف لطرح هذه القضية وإثارة الجدل حولها».

يذكر إلى أن فيلم «القضّية 23» حاز على جائزة أفضل ممثّل للفلسطيني «كامل الباشا» في الدورة الأخيرة لمهرجان البندقية السينمائي، كما توّج بـ«النجمة الفضية» في الدورة الأولى لمهرجان الجونة السينمائي.

الدّعاية لنظام «بشار»

وبخلاف فيلم «القضّية 23»، أثارت الجدل بالمهرجان، أيضا، مشاركة المخرج السوري الموالي لنظام «بشار الأسد »،«جود سعيد»، بفيلم «مطر حمص» في مسابقة الأفلام الروائية.

وعلى إثر تلك المشاركة، قرر المخرج السوري، «سامر عجوري»، الانسحاب من المهرجان.

وعن ذلك، قال «عجوري»، في بيان، الإثنين الماضي، إنه «تلقّى دعوة، منذ نحو شهر، للمشاركة في مهرجان قرطاج، ضمن مسابقة الأفلام القصيرة، خارج المسابقة الرسمية».

وأضاف: «ومنذ أيّام، صدرت قائمة الأفلام المشاركة في جميع مسابقات المهرجان، ومن بين الأفلام الروائية المشاركة، ظهر فيلم (مطر حمص) لمخرج النظام السوري، جود سعيد».

وتابع أن «فيلم (مطر حمص) يستغلّ فيه مخرجه، بشكل سافر، حطام مدينة كاملة دمّرت تحت قصف طائرات الجيش السوري ونيران دباباته، ليستخدمها خلفيّات سينمائيّة، بطريقة لا يمكن وصفها إلا بأنها تمثيل وتشنيع بجثة حمص».

ومستنكرا أيضا مشاركة «جود سعيد» في المهرجان، قال المخرج التونسي، «منجي الفرحاني»، إنّ «الجهة المشرفة على السينما في تونس لا تزال هي نفسها منذ سنوات».

وأضاف، لـ«الأناضول»، أن هذه «الجهة تنتمي بالأساس إلى اليسار الفرانكوفوني (الناطق بالفرنسية) الثقافي ممن يتبنّون توجّها معينا نختلف معه حتى في نوعية الأفلام».

وحسب «الفرحاني»، فإنه «كان من المفترض أن تعرض في تونس بلد الثورة أفلام تتماهى مع خطّ الثّورات، غير أن المعادلات تختلف، ومن المؤسف أن نرى في قاعاتنا أفلاما تساند النظام السوري».

واعتبر المخرج التونسي أنّ «التوجّه العام في تونس بعيد عن تبنّي الثورات، فهم (بعض السياسيين والمثقفين) مستعدون للذهاب إلى (إسرائيل)، غير أن ما سيمنعهم هو أن الثورات ستبقى حية في قلوب الشعوب».

من جانبها، ترفض إدارة مهرجان «أيّام قرطاج السّينمائية» الخوض في الاتهامات الموجّهة إليها.

فيما قال مصدر من الإدارة نفسها -تحفظ عن ذكر اسمه- إنّ «المهرجان ثقافي بالأساس، وبعيد كل البعد عن الصراعات السّياسية».

وتشهد الدّورة 28 لمهرجان «أيام قرطاج السينمائية» الذي انطلقت السبت الماضي وتتواصل حتى يوم غد السبت، مشاركة 180 فيلمًا تونسيًا وعربيًا وأجنبيًا، من أكثر من 20 بلدًا.

  كلمات مفتاحية

أيام قرطاج مطر حمص القضية 23 الصدمة التطبيع الترويج لبشار

سينمائيون فلسطينيون يدعون نظراءهم الإماراتيين لرفض التطبيع