استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

الخليج العربي يعيش حالة حرب

الجمعة 10 نوفمبر 2017 03:11 ص

قلق منقطع النظير يعيش في ظله المجتمع الخليجي برمته، إعصار أو زلزال سياسي يجتاح المملكة العربية السعودية ولا يعلم ارتداداته على المنطقة إلا الله عز وجل. نظام حكم في الرياض يريد الخروج من شرنقة نظام دام قرابة المائة عام له رؤوس كثيرة، واليوم جاء الوقت الذي يقتضي أن يكون هناك رأس واحد لا غير.

هكذا يفعل الأمير محمد بن سلمان ما يفعل، قد يلاقي قبولا عند البعض ورفضا عند البعض الآخر. والحق أن البلاد مرت بزلازل لا تقل عن ما يجري في مملكة ابن سعود اليوم، وأستدعي من الذاكرة نماذج من تلك الزلازل حدثت مطلع ستينات القرن الماضي، انهيار أول وحدة عربية تمت بين قطرين عربيين جمهوريين مصر وسورية 1958وتولد نظام جديد هو الجمهورية العربية المتحدة.

اتهمت السعودية بأنها وراء ذلك الانفصال عام 1961،واجتاح العالم العربي غضب شديد على القيادة السعودية في حينه. ردات الفعل جاءت من اليمن بسقوط أقدم نظام ملكي في جزيرة العرب نتيجة ثورة الجيش اليمني الذي أطاح بنظام الإمامة الملكي باليمن في سبتمبر 1962 ودخلت اليمن برمتها في أتون حرب أطرافها الجمهورية العربية المتحدة (مصر) والسعودية والجيش والشعب اليمني من طرف آخر.

نتيجة تلك الحرب لجأ الأمراء السعوديون الخمسة ( الأمير طلال بن عبد العزيز، والأمير فواز بن عبد العزيز، والأمير عبد المحسن بن عبد العزيز، والأمير بدر بن عبدالعزيز، والأمير محمد بن سعد ) إلى القاهرة وإعلان معارضتهم لما يجري في السعودية، وانضم إليهم طيارون سعوديون من سلاح الجو لجأوا بطائراتهم العسكرية إلى القاهرة، وكذلك وزراء سابقون.

حدث انقلاب ملكي في داخل الأسرة الحاكمة على الملك سعود وأزيح عن العرش وتولى الحكم الملك فيصل بن عبد العزيز الذي كان ولى العهد في حينة (1964)، وقام بإصلاحات داخلية يشهد لها المواطن السعودي.

دار الفلك دورته وتم الاعتراف السعودي بالنظام الجمهوري في اليمن، ووضعت الحرب أوزارها بعد مضي خمس سنوات ونيف. كان ذلك نتيجة زيارة قام بها الرئيس جمال عبد الناصر إلى جدة للاجتماع بالملك فيصل، وعادت العلاقات إلى سابق عهدها بين الدولتين، وعاد الأمراء الخمسة إلى بلادهم وانحلت جبهة التحرير العربية التي أسسها الأمراء الخمسة.

* * *

ما دفعني إلى استدعاء هذا التاريخ هو ما يجري على الساحة اليمنية والسعودية على حد سواء، انقلاب في صنعاء يقوده الحوثيون والرئيس السابق على عبد الله صالح على الحكومة الشرعية بقيادة الرئيس عبد ربه منصور هادي، وتتصدى له ما يعرف بقوات "التحالف العربي" بقيادة السعودية لاستعادة الشرعية اليمنية.

الحرب الدائرة على أرض اليمن اليوم تقودها السعودية، وفي الجانب الآخر قوة يمنية (الحوثي وصالح) تقودها إيران كما تورد وسائل الإعلام ولو عن بعد، وتسلحها وتدربها، صواريخها طالت العاصمة الرياض.

في هذا الإطار لابد من إدانة تلك العملية بكل أبعادها، وقد أحسنت القيادة السياسية القطرية عندما أدانت ذلك الفعل الحوثي بإطلاق صواريخه البالستية على مدن المملكة وآخرها الرياض العاصمة، رغم الحصار الذي تفرضه السعودية على قطر وقطع العلاقات الدبلوماسية والقنصلية بين الدولتين رغم الروابط التاريخية والأسرية بينهما.

* * *

يتضح أن اليمن عامل مشترك في الأحداث التي تعج بها المملكة السعودية، في الستينات سقط الملك سعود نتيجة الثورة اليمنية كما أشرنا، وجاء فيصل بإصلاحاته، وبقي في الحكم حتى اغتيل عام 1975.

جاء من بعده الملك خالد والملك فهد، ثم أتى الملك عبد الله الذي وافته المنية في الرياض (2015). جاء الملك سلمان من بعده وأحدث زلزالا في البلاد قيل إنه زلزال حميد.

وتتابعت العواصف من حرب اليمن إلى اعتقالات شملت رؤوسا كبيرة من أفراد العائلة الحاكمة ورجال أعمال يشار إليهم بالبنان في البلاد وخارجها وكذلك صفوة من كبار رجال الفكر الوسطي الإسلامي. هناك من يرى أن ولى العهد الأمير محمد بن سلمان بما يفعل في البلاد اليوم يؤسس حركة إصلاحية ليبرالية مؤيدة من جيل في السعودية مدعومة من قوى خارج المملكة وأعني بذلك الولايات المتحدة.

* * *

لقد أمسك ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بكل وسائل القوة والإكراه، ولم يعد هناك من له رأي فيما يفعل يؤثر على مسيرته في الداخل، لكن إلى أي مدى سيستقر الوضع في البلاد، يرى الكاتب أن الأمر في الداخل سيستمر دون إحداث أي اهتزاز، لكن الاهتزازات أو إن شئت الزلزال قادم من الأطراف!

اليمن حرب مستعرة على تخوم المملكة الجنوبية صواريخها تمتد لتصل إلى القلب، الخليج كما يقول الشيخ صباح أمير دولة الكويت في حديثة إلى برلمان الكويت: "الآن هناك تطورات خطيرة متسارعة يشهدها إقليمنا الملتهب".

فماذا تعني تلك العبارة؟

إنها تعني الكثير لمن يعرف الشيخ صباح. في إقليمنا الملتهب قطر فرض عليها حصار غير مبرر وتُدبر لها المكائد من الثلاثي المحاصر لها الأمر الذي قد يدفع بقطر إلى الاستعانة بقوى من خارج الحدود تتساوى مع قوة الدول المحاصِرة لها، وقد تتطور الأمور إلى مالا تحمد عقباه.

الإمارات وعُمان ليستا بعيدتين عن مواجهة ميدانية تمتد من محافظة المهرة جنوبا إلى مسندم شمالا. البحرين قد تعصف بها العواصف من الداخل ولا حامي لها لأن الكل منشغل في الخليج بهمه. إيران متربصة بالخليج كله، وعلى أهل الخليج جميعهم ألا يسمحوا للفئران أن تعبث بالمائدة.

* * *

للخروج من هذه المحنة وحماية الخليج من الزلازل الداخلية ومن الجوار الجغرافي يتطلب الأمر رفع الحصار عن قطر دون شروط، الدعوة لاجتماع طارئ لقادة مجلس التعاون لوضع استراتيجية حديثة تنهي حرب اليمن لصالح الشرعية وإعادة إعماره، وضمه كدولة مستقلة لعضوية مجلس التعاون الخليجي والعمل على تنميته اقتصاديا وعلميا، وإنهاء جميع الخلافات البينية وعدم اجترار شرور الماضي، فتلك أمة قد خلت لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت.

آخر القول: سارعوا يا قادتنا الميامين في الخليج إلى إطفاء نيران الفتنة ومزقوا طبول الحرب حتى لا نسمع صداها.

* د. محمد صالح المسفر استاذ العلوم السياسية بجامعة قطر.

المصدر | الشرق القطرية

  كلمات مفتاحية

الخليج العربي حصار قطر حرب اليمن السعودية بن سلمان إيران مجلس التعاون الخليجي