«نفس».. أول فيلم إيراني من إخراج امرأة يترشح للأوسكار

الجمعة 10 نوفمبر 2017 04:11 ص

أثار فيلم «Nafas - نفس»، ضجة في المجتمع الإيراني، باعتباره أول فيلم من إخراج امرأة، ويحظى بفرصة الترشح لجائزة أوسكار كأفضل فيلم أجنبي هذا العام.

ويروي الفيلم، وفقا لوكالة «سبوتنيك» الروسية، قصة فتاة شابة تدعى «بحر»، يساعدها عالمها الخيالي على الهرب من الواقع العصيب الذي عاشت فيه في الريف بالقرب من طهران، في أعقاب الثورة الإسلامية عام 1979.

وعن فيلمها، قالت المخرجة «نرجس أبيار» (47 عاما)، في مقابلة مع وكالة «أسوشيتد برس»، مؤخرا، إن «السينما والثقافة والفن لا تعترف بأي حدود، بل أنها في الواقع تقرب البشرية معا».

وأشارت إلى أن «نفس» يركز على بطلة فيلمها «بحر»، وهي فتاة منطلقة، تربت هي وأشقائها بواسطة والدها المصاب بالربو، وبمساعدة من جدة الأطفال المتدينة.

ويظهر فيلم «نفس» التغيرات السريعة التي أصابت إيران بعد الثورة الإسلامية، وفيما بعد، مع سقوط صواريخ سكود، وغزو العراق لإيران، وبدء الحرب المدمرة التي دامت ثماني سنوات.

وتدور أجزاء من الفيلم في خيال «بحر»؛ لأنها تحاول أن تهرب من كل المعاناة التي حولها.

وتقول «أبيار» إنها قدمت فيلما مناهضا للحرب، و«يظهر الوجه الفاحش للحرب، الذي يجب أن نتجنبه، وهذا ما لن يخبرك به السياسيون».

الفيلم يعكس كيف يتقاطع الفن مع السياسة في إيران، سواء في الداخل أو في الخارج؛ حيث انتقده المتشددون، الذين وصفوا الحرب الإيرانية العراقية من الناحية الدينية، بأنها «الدفاع المقدس للسلطة الشيعية في مواجهة حكومة صدام حسين التي يهيمن عليها السنة».

وعلى الرغم من أن أول فيلم لـ«أبيار»، «شيار 143» أو «تراك 143»، حصل على ثناء المتشددين؛ بسبب تركيزه على دور الأمهات خلال الحرب بين إيران والعراق، إلا أن فيلم «نفس» أثار اعتراضهم؛ حيث قال رجل الدين المتشدد «أحمد ألاملهودا»: «يظهر هذا الفيلم بالضبط ما يريده أعداؤنا في الغرب».

وقدم الجنرال «محمد رضا نجدي»، وهو قائد كبير في الحرس في إيران، وجهة نظر مماثلة؛ حيث قال «نجدي»: إن «الغرب ينشر بالفعل دعاية سلبية بما فيه الكفاية ضدنا، لذا يجب أن لا ندفع ضرائبنا على هذا الفيلم».

وأشار إلى أن مؤسسة السينما «الفارابي» التي تديرها الدولة رشحت فيلم «نفس» لجائزة أوسكار.

تجدر الإشارة إلى أن الرئيس الإيراني، «حسن روحاني»، وعد بزيادة مشاركة المرأة في السينما، رغم أنه ليس من الواضح ما إذا كان تعهده ساعد على رفع المنافسين وفوز «أبيار» بترشيح «نفس».

إلا أن المخرجة «أبيار» أكدت أنها ما زالت على ثقة من قوة الفن لسد الفجوات الثقافية والسياسية.

تجدر الإشارة إلى أنه في العام الماضي، فاز المخرج الإيراني «أصغر فرهادي» بجائزة أوسكار للمرة الثانية عن فيلمه «البائع»، لكنه لم يتمكن من حضور حفل توزيع الجوائز بسبب حظر سفر الإيرانيين إلى أمريكا، بقرار من الرئيس الأمريكي « دونالد ترامب».

وتشير وكالة «سبوتنيك» إلى أنه لا يزال غير واضحا، ما إذا كانت «أبيار» وزوجها قادرين على الحصول على تأشيرة لحضور حفل توزيع جوائز الأوسكار، في شهر مارس/آذار المقبل، في ظل الحظر المفروض على سفر الإيرانيين إلى أمريكا.

وعلى الرغم من أنها لم تتراجع عن انتقادها لقرار «ترامب»، إلا أنها أكدت أنها ستحضر هي وزوجها حفل جوائز الأوسكار إذا منحتا تأشيرات، مبررة هذا بقولها: «يجب أن نذهب إلى لغة تجمع بين الدول معا وليس لغة الكراهية أو لغة تخلق فجوة بين الدول، هذا أمر يحدث في الولايات المتحدة، وأرى أن مجتمع الفن لا يفعل ذلك».

 

المصدر | الخليج الجديد + وكالات

  كلمات مفتاحية

إيران المرأة الإيرانية الأوسكار Nafas نفس نرجس أبيار