«خاشقجي»: سلطة «بن سلمان» المطلقة ستفسد السعودية

السبت 11 نوفمبر 2017 06:11 ص

كشف الكاتب السعودي «جمال خاشقجي»، أنه يشعر بـ«القلق من التطورات الأخيرة التي تحدث في الرياض».

وأكد خلال لقاء له مع «التلفزيون العربي»، أن «ما يحصل في السعودية ليس صراع أجنحة، إذ لا توجد أجنحة أو مراكز قوى في المملكة»، موضحا أنه «على مدار العقود السابقة، عرفت السعودية حكما تشاركيا بين أبناء الملك الراحل عبد العزيز بن عبدالرحمن، ولكن هذه الظاهرة لم يعد لها وجود حاليا، والحاكم الفعلي للبلاد هو شخص واحد، وهو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الذي أسند الملك سلمان له كافة المسؤوليات».

وأضاف «لا أراه (حكم بن سلمان) شيئا إيجابيا، فقد ثبت عبر التاريخ أن جمع السلطة في يد شخص واحد أمر مضر للشخص وللمجتمع والبلاد. السلطة المطلقة هي مفسدة مطلقا»، متمنيا من الأمير محمد بن سلمان «توسيع قاعدة الشراكة، والبداية بشعبه الذي به متعلمون وكفاءات بالمئات يتمنون منحهم الفرصة كي يخدموا بلادهم».

وأشار إلى أن «المملكة تحتاج إلى القيام بعدة أمور من أجل محاربة الفساد، وأهم هذه الأمور: إصلاح المنظومة القضائية، والسماح للصحافة بممارسة مهمتها الحقيقية بالاستقصاء والبحث عن الفساد، بدلا من الإشادة بما يحدث. وبالإضافة إلى ذلك، من الضروري أن تكون هناك شفافية، ويجب أن يخرج متحدث يطلع الرأي العام بتفاصيل ما يجري».

وأردف «حملة الاعتقالات الجارية تتناقض مع الانفتاح الاستثماري الذي يقوده محمد بن سلمان على المدى القصير، لكنها ستجعل المملكة أكثر استقرارا على المدى البعيد. فالجميع يعرف أن الفساد كان مستشريا في السعودية، حتى وصل الأمر إلى أبناء الملوك الذين جنوا مليارات. والبيئة الفاسدة لا تجذب استثمارا حقيقيا على المدى البعيد».

واستبعد «خاشقجي» أن يكون لحملة الاعتقالات أهدافا سياسية تتجاوز أهدافها المعلنة بمحاربة الفساد، مستدركا «لكني لا أستطيع الجزم، فقد تظهر لنا مفاجآت في المستقبل، ولكن الأمير محمد بن سلمان اعتلى العرش ولم يشكل أي من المعتقلين حجر عثرة أمامه، والساحة السياسية كانت قد فرغت بالفعل للأمير».

اعتقال «بن طلال»

وتعلقيا على اعتقال الملياردير السعودي «الوليد بن طلال»، قال «خاشقجي»، «من الناحية السياسية، كان الوليد بن طلال مؤيدا لمشاريع ولي العهد وإصلاحاته الاقتصادية، وأرسل لي نصا: ارجع يا جمال كي نعمل جميعا على بناء الدولة السعودية الرابعة التي يقودها أخي الأمير محمد بن سلمان، ولم يرسل لي فقط هذه الرسالة، بل وصلت إلى آخرين».

وشدد «خاشقجي» على أنه لن يعود للسعودية، مؤكدا «لا أستطيع العودة إلى السعودية حتى أطمئن أنني لن أعتقل لرأيي، مثلما حدث مع غيري».

و«خاشقجي» معروف بقربه من «الوليد بن طلال»، الذي كلفه بمشروع فضائية «العرب»، التي لم تعمر إلا يوما واحداً وتم توقيفها في البحرين، وحاول الأمير السعودي إطلاقها مرة أخرى من قبرص، ولندن وأخيرًا الدوحة، قبل أن يقرر في النهاية إغلاقها.

وفي سابقة لم تشهدها السعودية، ألقت السلطات، مساء السبت الماضي، القبض على العشرات من الأمراء والوزراء الحاليين والسابقين ورجال أعمال، بتهم فساد بينهم «الوليد بن طلال».

يأتي ذلك، بعد إصدار العاهل السعودي الملك «سلمان بن عبدالعزيز»، حزمة أوامر ملكية، يقضي أحدها بتشكيل لجنة عليا برئاسة ولي العهد، الأمير «محمد بن سلمان»، للتحقيق في قضايا الفساد، واتخاذ ما يلزم تجاه المتورطين.

خطأ بروتوكولي

وفي سياق مختلف، وتعليقا على استقالة رئيس الوزراء اللبناني المستقيل «سعد الحريري» من السعودية، أكد «خاشقجي»، «لا شك أن ذلك خطأ بروتوكولي، وقد يضعف موقفه في الانتخابات المقبلة، ولكن علينا أن نتذكر أن الحريري يرتدي قبعتين؛ القبعة الأولى رئاسته الحكومة في لبنان بوصفه مواطنا لبنانيا، والقبعة الثانية رئاسته لشركة سعودي أوجيه، بوصفه مواطنا سعوديا».

وتابع «بالرغم من أن الحريري وصل إلى السعودية قبل استقالته باعتباره رئيسا للوزراء، فإننا لا ندري بالتحديد ماذا جرى بعد ذلك، وقد يكون سعد الحريري متهما بالفساد مثله مثل غيره. ولا يجوز أن تلاحق المملكة شركة عظيمة كشركة بن لادن وتتجاوز عن شركة أخرى مثل سعودي أوجيه، ففساد الأخيرة أكبر من فساد الأولى».

وأشار «خاشقجي»، إلى أن «لبنان لن يتحول إلى ساحة للحرب بين إيران والسعودية، لأنه لا توجد ميليشيات تحارب حزب الله في البلد، والمكان الوحيد الذي يجب أن تواجه السعودية حزب الله فيه هو سوريا، فالثورة السورية عادلة ويجب دعمها، والسوريون يكرهون إيران وحزب الله ومستعدون لمحاربتهما، غير أن الانتصار في سوريا وتحولها من المحور الإيراني إلى المحور السني السعودي التركي المصري سيغير كافة موازين القوى في المنطقة».

وكان «الحريري» أعلن استقالته بشكل مفاجئ من رئاسة الحكومة، السبت الماضي، وبرر ذلك بسيطرة إيران، عبر «حزب الله»، على القرار في لبنان.

وفي وقت سابق، حذر وزير الخارجية الأمريكي، «ريكس تيلرسون»، من استخدام لبنان كساحة لصراعات بالوكالة، واصفا «الحريري» بـ«الشريك القوي»، بينما جدد الأمين العام لـ«حزب الله» اللبناني، «حسن نصرالله»، اتهامه للسعودية باحتجاز «الحريري»، ومنعه من العودة للبنان.

الأزمة الخليجية

وحول الأزمة الخليجية القائمة منذ يونيو/حزيران الماضي، أكد «خاشقجي»، أن دوافع الأزمة وحصار قطر هو «الحرب على الإسلام السياسي».

وقطعت كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها مع قطر، في 5 يونيو/حزيران الماضي، وفرضت عليها إجراءات عقابية بدعوى «دعمها للإرهاب»، وهو ما نفته الدوحة، وقالت إنها تواجه حملة «افتراءات وأكاذيب».

ومازالت الأزمة تراوح مكانها رغم دعوات إقليمية ودولية لأطرافها إلى التفاوض والحوار.
 

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

اعتقال الأمراء السعودية بن سلمان خاشقجي استقالة الحريري حزب الله الأزمة الخليجية