قال الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب»، السبت، أن نظيره الروسي «فلاديمير بوتين»، طمأنه إنه «لم يتدخل في الانتخابات الرئاسية الأمريكية»، التي جاءت بـ«ترامب» إلى البيت الأبيض.

وأضاف «ترامب» للصحفيين على متن الطائرة الرئاسية التي أقلته إلى العاصمة الفيتنامية هانوي: «سألت بوتين إن كانت روسيا قد تدخلت في الانتخابات الأمريكية فنفى مرة أخرى».

ولفت إلى أن «بوتين شعر بالإهانة بسبب الاتهامات بتدخل موسكو في الانتخابات الأمريكية».

والتقى «ترامب» و«بوتين» لأول مرة في قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادي (أبك) في فيتنام، السبت، بحسب وكالات، رغم استبعاد بيان للبيت الأبيض عقد اجتماع رسمي بين الزعيمين.

وأمس، صافح «ترامب» نظيره «بوتين»، خلال مأدبة عشاء بالقمة.

وتبادل الزعيمان الابتسامات، ووقفا بجوار بعضهما لالتقاط صورة جماعية تذكارية مع قادة آخرين، ثم توجها للجلوس في مكانين مختلفين على المائدة.

وحول لقاء اليوم، قال «بوتين»، إن «ترامب شخص متعلم ومريح ومتحضر جدا على مستوى التواصل الشخصي».

وأضاف في إفادة للصحفيين في نهاية القمّة، أن البيان المشترك الذي أصدره مع «ترامب»، في شأن سوريا «مهمّ للغاية ويؤكّد مبادئ الحرب على الإرهاب».

أوضح «بوتين» أن اجتماعا ثنائيا مقترحا مع «ترامب»، لم يعقد بسبب مشكلات في ترتيب الموعد من الجانبَيْن، ومشكلات بروتوكوليّة (لم يكشف عنها).

وأضاف، أنّه لا تزال هناك حاجة إلى المزيد من الاتصالات الأميركيّة - الروسيّة على مستوى الرئيسَيْن والمسؤولين، لمناقشة قضايا تشمل الأمن والتنمية الاقتصاديّة.

وانتقد «بوتين»، هجوم بعض وسائل الإعلام الأمريكية على روسيا، بحسب «سبوتنيك».

وقال إن الولايات المتحدة اتبعت نهجاً لإغلاق وسائل الإعلام الروسية، مؤكداً أن بلاده سترد بالمثل.

وأضاف: «الهجوم على وسائل الإعلام الروسية في الولايات المتحدة هو هجوم على حرية التعبير ونحن نأسف لحدوث ذلك»، مشيراً إلى أنه «لا أدلة على تدخل وسائل الإعلام الروسية في الانتخابات الأمريكية ولا يمكن أن يكون».

يشار إلى أن وكالات المخابرات الأمريكية، خلصت في تقرير لها يناير/كانون الثاني الماضي، إلى أن الرئيس الروسي، كان قد أصدر توجيهات للتأثير على انتخابات 2016 لتصب في مصلحة «ترامب».

الوضع في سوريا

وفي بيان مشترك، قال الرئيسان «ترامب» و«بوتين»، إن هناك تصميما على هزيمة تنظيم «الدولة الإسلامية» في سوريا، معربين عن رضاهما عن نجاح الولايات المتحدة وروسيا في تعزيز جهود نزع السلاح بين المهنيين العسكريين الأمريكيين والروسيين الذين عجلوا بشكل كبير بخسائر التنظيم في ساحة المعركة في الأشهر الأخيرة.

واتفق الرئيسان على الحفاظ على قنوات اتصال عسكرية مفتوحة بين المهنيين العسكريين للمساعدة على ضمان سلامة القوات الأمريكية والروسية على حد سواء، وإلغاء تنازع القوات المشاركة في القتال ضد التنظيم، مؤكدين أن «هذه الجهود ستستمر حتى يتم تحقيق الهزيمة النهائية للتنظيم».

واتفق الرئيسان على أنه لا يوجد حل عسكري للصراع في سوريــا، وأن «الحل السياسي النهائي للصراع يجب أن يتم من خلال عملية جنيف بموجب قرار مجلس الأمن 2254».

وأضاف البيان: «كما أحاطوا علما بالتزام بشار الأسد مؤخرا بعملية جنيف والإصلاح الدستوري والانتخابات على النحو المطلوب بموجب قرار مجلس الأمن 2254».

واعتبر الرئيسان أن هذه الخطوات يجب أن تشمل التنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن 2254، بما في ذلك الإصلاح الدستوري والانتخابات الحرة والنزيهة تحت إشراف الأمم المتحدة، وفقا لأعلى معايير الشفافية الدولية، مع جميع السوريين، بمن فيهم أعضاء الشتات، المؤهلين للمشاركة. وأكد الرؤساء التزامهم بسيادة سوريا ووحدتها واستقلالها وسلامة أراضيها وطابعها غير الطائفي كما هو معرف في قرار مجلس الأمن 2254، وحث جميع الأطراف السورية على المشاركة بنشاط في العملية السياسية في جنيف ودعم الجهود الرامية إلى ضمان نجاحها.

وأخيرا «ترامب» و«بوتين»، أهمية مناطق تخفيف التصعيد كخطوة مؤقتة للحد من العنف في سوريــة، وإنفاذ اتفاقات وقف إطلاق النار، وتيسير وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق، وتهيئة الظروف للحل السياسي النهائي للصراع.

وناقش الرئيسان الحاجة المستمرة للحد من المعاناة الإنسانية في سوريــا، ودعا جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة إلى زيادة مساهماتها في تلبية هذه الاحتياجات الإنسانية خلال الأشهر المقبلة.