التايمز: تعرض البريطانية المسجونة في إيران للتحقيق بشكل تعسفي

السبت 11 نوفمبر 2017 12:11 م

كشفت صحيفة «التايمز»، عن تعرض السيدة البريطانية المحتجزة في إيران، للتحقيق بشكل تعسفي بعد إرغامها على ارتداء غطاء للرأس وتم فصلها عن طفلها الرضيع.

وقالت الصحيفة، إنه حُكم على الإيرانية الحاصلة على الجنسية البريطانية «نازانين زغاري راتكليف»، وتبلغ من العُمر 38 عاما، بالسجن لمدة خمس سنوات بعد اتهامها بالتآمر للإطاحة بالنظام الإيراني.

ولفتت الصحيفة إلى أن الأم البريطانية مهددة بإضافة 5 سنوات أخرى على قضيتها، بسبب تصريحات وزير الخارجية البريطانية «بوريس جونسون»، الأخيرة، التي استغلتها السلطات الإيرانية في إثبات التهم عليها.

وفي التفاصيل، قالت زميلة لـ«نازانين»، بعد الإفراج عنها، إن الأخيرة أمضت الأشهر الثمانية الأولى في الحبس الانفرادي، حيث جرى استجوابها من قبل الحرس الثوري، بعد أن أرغموها على ارتداء غطاء للرأس، أو حجاب إسلامي، باعتباره إلزاميا في إيرانيا على كافة النساء.

وقالت الأمريكية الكندية البالغة من العُمر 66 عاما «حوما هودفار»، بعد أن أمضت يومين في السجن مع «نازانين»، في يونيو/حزيران الماضي، إنها «ظلت تبكي بشكل هستيري لا يمكن السيطرة عليه بعد فصلها بالإكراه عن ابنتها غابرييلا البالغة من العمر عامين».

ولفتت في تصريحاتها لـ«التايمز»: «كانت نازانين مستاءة بشكل لا يوصف. وكان المحققون قد وعدوها أنها إذا وقعت على بعض الأوراق فإنها سوف تكون قادرة على الخروج لتكون مع طفلتها».

«حوما»، أمضت ثلاثة أشهر خلف القضبان في إيران بتهم غير واضحة، وبسؤال بعض المواقع الصحفية القريبة من السلطة عنها، تبين أنها -مثل «نازانين»- تندرج في إطار «التخطيط لإسقاط نظام الحكم».

وقالت «حوما»: «كانت يائسة، ذهبت إليهم ووقعت الأوراق التي حددوها، لكنهم لم يسمحوا لها بالخروج».

وأضافت «حوما» التي تعمل مديرة لإحدى المنظمات الخيرية، عن «نازانين»: «شعرها كان يسقط، وكنا نجد كتلا ضخمة منه تغطي بطانياتنا».

وتابعت «كانت تبكي على ابنتها التي كانت ستحتفل بعيد ميلادها الثاني. ولم تفعل سوى الحديث عن الفتاة الصغيرة والبكاء».

وأضافت «حوما»، التي تدرس الأنثروبولوجيا في جامعة «كونكورديا» في مونتريال، إن المحتجزات كن يسرن إلى غرف الاستجواب وهن يرتدين أغطية الرأس أو معصوبات العينين، وبكين وهن يجلسن في مواجهة الجدار.

وقالت «استراتيجيتهم هى محاولة كسر سجيناتهن، وجعلهن يبكين».

وقال زوج المعتقلة البريطانية، «ريتشارد راتكليف» لصحيفة «التايمز»: «حتى والدة وابنة زغاري راتكليف تم إرغامهن على ارتداء غطاء الرأس أثناء الزيارات الأسرية الأولى»

وقال «كانوا يعصبون عينى أم زانين وغابرييلا ويأخذونهن إلى غرفة الاجتماعات ويهددون بتخويفهن».

وأضاف: «عندما يسمح لنزانين بمقابلة محاميها، فإنها تكون معصوبة العينين وتستجوب بغطاء على رأسها».

وبحسب الزوج، فقد أدت تلك الممارسات بحقها إلى أضرار نفسية جسيمة على «نازانين»، تسببت في إصابتها بالميول الانتحارية.

ولفتت أسرتها للصحيفة البريطانية إلى أنه إذا ما تلقت «نازانين» مضاعفة للحكم الصادر بحقها بعد تصريحات وزير الخارجية الأخيرة، فقد تقدم بالفعل على الانتحار.

وتواجه «نازانين زغاري راتكليف»، التي عملت في لندن كمسؤولة في مؤسسة «تومسون رويترز» الخيرية، خمس سنوات إضافية بعد رفع قضية جديدة ضدها في عطلة نهاية الأسبوع الماضي، بعد أربعة أيام من تصريحات «بوريس جونسون» قال فيها بالخطأ «إنها كانت في إيران لتدريب الصحفيين».

بينما قالت العائلة وصاحب عملها ومحاموها مرارا بأنها كانت في طهران في عطلة تزور والديها عندما تم القبض عليها في أبريل/نيسان الماضي.

وردد القضاء الإيراني ووسائل الإعلام المحلية، بيان «جونسون» كدليل على إدانتها. وهي تواجه الآن محاكمة جديدة في تهمة «الدعاية ضد النظام».

في حين رفض «جونسون»، الذي استغرق خمسة أيام لإصدار إيضاح، الاعتذار.

وذكرت  صحيفة «إيفنينج ستاندرد» البريطانية في تقرير، الخميس الماضي، أن وزيرة الدولة السابقة للأعمال التجارية الصغيرة والمشاريع «آنا سوبري»، قالت إن «تصريحاته (جونسون) كانت غير دقيقة بالمرة. إذا استمروا (الإيرانيين) في الضرر بحياة هذه المرأة ووضعها في المزيد من الخطر من الاحتجاز غير القانوني، فيجب على وزير الخارجية (البريطاني) أن يتنحى ويستقيل فورا».

ومن جهتها، دعت وزيرة الخارجية في حكومة الظل «إميلي ثورنبيري»، «بوريس جونسون» إلى أن يعترف بأنه أدلى بحقائق خاطئة وأن يعتذر بصراحة ودون تحفظ لعائلة «راتكليف».

وقالت «ثورنبيري»: «إذا لم يكن لديه النباهة اللازمة لفعل ذلك، فإنه يستحق أن يخسر وظيفته على الفور».

ورأت «تيوليب صديق»، النائبة البرلمانية عن المنطقة التي كانت تعيش فيها البريطانية المحتجزة، أن دور وزير الخارجية هو حماية المواطنين البريطانيين في الخارج وهو ما «أخفق في فعله بأشد الطرق»، مضيفة «هذا الأمر يخص حياة أم صغيرة، وعليه (جونسون) أن يستقيل الآن».

وفي اتصال هاتفي مع وزير الخارجية الإيراني «جواد ظريف»، قال «جونسون» إن تعليقاته «لا تقدم أساسا يمكن تبريره لاتخاذ إجراء قضائي جديد»، وأنه يعتزم زيارة إيران قبل نهاية العام لمناقشة القضية.

بالمقابل، قال «ظريف» لـ«جونسون» إن التطورات في القضية قبل أيام «لا صلة لها بتعليقاته».

وقال «راتكليف» لـ«بي بي سي»، إن «جونسون» يجب أن يتقدم بتصريح أمام مجلس العموم لسحب ما قاله.

وأضاف: «أسوأ ما يمكن فعله هو الصمت فجأة وخلق مشكلة دون تقديم أي إيضاحات». 

وقال إنه ما زال يأمل أن تعود وزوجته وابنته إلى بريطانيا لعطلة عيد الميلاد.

وتنفي «نازانين زغاري راتكليف» الاتهامات الموجهة إليها بمحاولة إسقاط نظام الحكم في إيران، ولكنها خسرت الاستئناف الذي تقدمت به في أبريل/ نيسان الماضي.

 

المصدر | التايمز + متابعات

  كلمات مفتاحية

إيران بريطانيا اعتقال سجن حبس إسقاط نظام الحكم الخارجية البريطانية غطاء للرأس