استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

زلازل سياسية تهز المشرق العربي

الأحد 12 نوفمبر 2017 03:11 ص

ماذا حدث للعقل السياسي العربي؟ إلى أين يقودنا قادتنا المشارقة الميامين؟ ماذا يريدون تحقيقه من وراء تأزيم الناس أجمعين المعارض والمؤيد والتابع والمنافق والغني والفقير والقوي والضعيف؟

هل يريدون تحقيق مصالح ذاتية ولو على أسنة الرماح؟ أم يريدون بيع الأمة في سوق «نخاسة» البورصة العالمية بأبخس الأثمان كي يبقوا في أرائكهم متكئين وينعمون بكل خيرات الأرض؟

هل يريدون العودة بنا إلى عصر هيمنة الكنيسة «الأرض ومن عليها وما في باطنها ملك للبابا دون منافس»؟

ألم يعلموا بأن ذلك العهد قد انقرض وبرزت الدولة الحديثة وانتهى عصر العبودية والإذلال والاستبداد؟

* * *

استبشر الخلق في الجزيرة العربية من الماء إلى الماء بعصر جديد يقوده خادم الحرمين الملك «سلمان بن عبدالعزيز آل سعود» صاحب التجربة الطويلة في الحكم والموصوف من البعض بأنه أبوالمثقفين وحامي أهل الفكر وأصحاب الرأي في البلاد السعودية.

ومن يومه الأول ملكا أطاح بثلة من رجال الدولة بارك البعض خطوته تلك والبعض الآخر راح يرقب العواقب، وأعلنت «عاصفة الحزم» وقلنا إنه ملك الحزم والعزم لتوحيد كلمة أهل جزيرة العرب (الخليج العربي) وترسيخ قاعدة المحبة والمودة والألفة بين قياداتها ونخبها السياسية.

وقلنا في حينه إن عاصفة الحزم بارقة أمل ورسمنا عليها آمالا عراضا، ولكن طال انتظارنا لم نر أي أمل يدغدغ مشاعرنا بالنصر وعودة الشرعية إلى العاصمة صنعاء، بل آلام وجراح جسام.

المعلومات الواردة من أرض اليمن «تعيس الحظ» تؤكد أن خلافات تعتصر جنوب اليمن وأن القوات العربية التي أتت لنجدة الشعب اليمني واستعادة الشرعية تحولت إلى قوى احتلال تفرق ولا تجمع، وأن الرئيس الشرعي للبلاد غير مسموح له بالعودة إلى جنوب اليمن المحرر من الحوثيين وجند الرئيس السابق «علي عبدالله صالح».

وتروي المعلومات الواردة من اليمن أن هناك خلافات شديدة بين قوى التحالف، وأن القوات الإماراتية هي المسيطرة على الأرض والعباد في جنوب اليمن ولا دور للجانب السعودي قائدة عاصفة الحزم ولا للشرعية.

قتال شرس بين دعاة الانفصال وأنصار الوحدة اليمنية، واغتيالات تستهدف قيادات محددة في فصيل محدد، تقول المعلومات اليمنية: يا خادم الحرمين إن قيادة قوات الإمارات (الحزام الأمني) في عدن منعت وحداتكم العسكرية السعودية من تسلم مهامها المكلفة من قبل القيادة العامة في الرياض، هل يعقل ذلك؟

* * *

أصبحت سمعة المملكة في المحافل الدولية لا تشرف، فهي متهمة بارتكاب جرائم حرب في اليمن، وأنها سبب المجاعة وانتشار أمراض الملاريا والجرب وأمراض أخرى، ومنظمات حقوق الإنسان تلاحق المملكة في كل المنابر الدولية بالإدانة واستنكار ما تفعل في اليمن.

لماذا لا تجتهد القيادة السعودية في تكثيف القوة العسكرية برا وبحرا وجوا لتحقيق النصر في أسرع وقت ممكن وبأقل الخسائر البشرية وفي البنية التحتية؟

صواريخ «الحوثي/صالح» أصبحت تضرب في العمق ووصلت إلى الرياض عاصمة المملكة، ومن قبلها الطائف وضواحي مكة كما تقول وسائل الإعلام السعودية، كانت صواريخهم لا تتعدى نجران وجيزان وأقصى هدف كان خميس مشيط.

واليوم تطور مخيف يصل إلى العاصمة الرياض، نريد للعسكرية السعودية مكانة يعتد بها ويحسب حسابها عربيا ودوليا، ولكن مع الأسف سحبت العسكرية الإماراتية السجاد من تحت أقدام القيادة العسكرية السعودية خاصة في جنوب اليمن.

* * *

في مطلع الأسبوع طالعتنا وسائل الإعلام السعودية أن أمرا ملكيا صدر بإلقاء القبض على رؤوس كبيرة من العائلة الحاكمة في السعودية وشخصيات رفيعة المستوى من المواطنين ووزراء منهم خارج الخدمة ومنهم من برح يمارس عمله الحكومي تحت شعار محاربة الفساد والمفسدين.

والكاتب يرحب ويشد على يد كل من يحارب الفساد ويقطع دابره.

لكن يا خادم الحرمين نريدها ثورة تشمل كل من أثرى بطريق غير مشروع أو بطريق استغلال المنصب والجاه لا نريد استثناء، حرب «عاصفة الصحراء» خلقت فاسدين كثرا يجب أن يطالهم هذا المشروع، بعض النخب وضعت يدها على الشواطئ البحرية بغير حق أو بهبات وهمية وهذه أمور تدخل تحت بند الفساد.

* * *

زلزال سياسي أزعم أنه هز الشرق الأوسط كله ذلك هو إعلان رئيس وزراء لبنان السيد «الحريري» استقالته من رئاسة الوزارة اللبنانية من العاصمة السعودية الرياض عبر وسائل الإعلام غير اللبنانية، وهو يشكل سابقة خطيرة في السياسة الدولية.

إذ إن الأعراف الدبلوماسية والسياسية تقتضي أن يقدم رئيس الوزراء استقالته إلى رئيس الدولة مباشرة، ويكلف بتسيير الأمور حتى تشكيل حكومة جديدة وهذا لم يحدث بالنسبة لـ«الحريري».

تقول التقارير السياسية من عواصم عربية وأجنبية أن الرئيس «الحريري» استدعي للرياض بهدف اعتقاله بتهمة الفساد بوصفه يحمل الجنسية السعودية إلى جانب اللبنانية الأصل، وأنه أجبر على الاستقالة من منصبه ليتسنى للسلطات السعودية اعتقاله، وهذا ما حدث.

هذا الإجراء سيقود لبنان إلى مأزق سياسي لا تستطيع المملكة السعودية حل ذلك المأزق، وقد يقود إلى مواجهات لا تحمد عقباها على الساحة اللبنانية الأمر الذي قد يؤدي إلى مواجهات مع قوى أخرى من خارج السيادة اللبنانية وسوف يتمدد الشر إلى مناطق خارج لبنان.

وهنا أؤكد القول بأنه ليس للكاتب علاقة أو سابق للقاء بالشيخ «الحريري» لكن أرجو ألا يُمس بسوء تحت أي ذريعة وأن يطلق سراحه اتقاء لفتنة قادمة لا محالة.

* * *

جبهة أخرى مفتوحة منذ 155 يوما وهي حصار دولة قطر وقطع العلاقات الدبلوماسية، وإثارة النعرات القبلية ضد النظام السياسي القطري وتلميع شخصيات قطرية بديلة لا وجود لها ولا أثر في الساحة القطرية.

رحتم وأنتم القيادة والرمز لجزيرة العرب تسيرون خلف من لم يتعلم من التاريخ وتجارب الشعوب لتلحقوا أضرارا بالغة بمكانتكم السامية وهيبتكم السياسية بحصاركم السند الوحيد لكم في الخليج دولة قطر وأنا الشاهد الأمين على ذلك.

راح إعلامكم يعمل على تشويه سمعتها، ولكن هيت له؟! لا أريد الاسترسال في الحديث عن هذا الزلزال (الحصار) الذي هز الخليج العربي بضفتيه، لكني أرجو الله أن تعيدوا ترميم العلاقة مع قطر في أسرع وقت ممكن، وأمامنا أيام وأشهر عجاف قادمة دعونا نتفرغ جميعا لمواجهتها واعلموا أن العودة للحق فضيلة.

آخر القول: هل تستطيع السعودية فتح أربع جبهات ساخنات في آن واحد وتنجو من ارتداد تلك الزلازل؟ جبهة داخلية شاقة بكل أبعادها، جبهة حرب مستعرة في جنوب البلاد، اليمن، وجبهة حصار قطر وأبعادها الداخلية والخارجية، وجبهة في لبنان لا جدال بأن شررها وارتداد زلزالها سيمتد إلى السعودية.

أرجو الله عز وجل أن يحفظ المملكة من كل شر لتحافظ على بسط السلم والأمن والاستقرار والهدوء والرخاء في سائر بلدان الخليج والعالم العربي دون عنف.

* د. محمد صالح المسفر أستاذ العلوم السياسية بجامعة قطر

المصدر | الشرق القطرية

  كلمات مفتاحية

المشرق العربي العقل السياسي العربي الأزمة الخليجية حصار قطر السعودية حملة اعتقالات سعودية استقالة الحريري حرب اليمن لبنان