«عبدالله العطية»: قطر حققت معجزة بحسن إدارتها للأزمة الخليجية

الأحد 12 نوفمبر 2017 09:11 ص

في حوار طويل، تحدث «عبدالله بن حمد العطية»، نائب رئيس الوزراء القطري وزير الطاقة والصناعة السابق لأكثر من 20 سنة، عن تداعيات الأزمة الخليجية على الاقتصاد القطري ومنطقة الخليج، وقال «العطية»: «شكراً للأزمة، لقد تعلمنا الكثير، ويجب ألا نعود لما قبل 5 يونيو/حزيران حتى بعد انتهاء الأزمة».

وأضاف «العطية»: «لو كانت مزاعم أبوظبي حقيقية حول تمويل قطر للإرهاب لأوقفت استيراد الغاز القطري والتحويلات المالية المرتبطة بها، لكنهم يعرفون أكثر من غيرهم أنها تهم باطلة»، بحسب «العربي الجديد».

وتحدث «العطية» عن الدروس المستفادة من الأزمة وأبرزها ضرورة العمل على الاكتفاء الذاتي وبناء النفس، كما تطرق لمستقبل صناعة الطاقة حول العالم، ومستقبل منظمة أوبك واتجاهات أسعار النفط ومدى عودة الأسعار لمستويات ما قبل 2014، وعن سر التنسيق السعودي الروسي الأخير في مجال الطاقة رغم الخلافات السياسية الحادة بين البلدين، وردّ على تكهنات بعضهم حول نشوب حرب في منطقة شرق البحر المتوسط على مواقع الغاز في ظل عدم ترسيم الحدود البحرية والخلافات بين دول المنطقة.

تأثيرات الأزمة

- بعد مرور أكثر من 5 أشهر على اندلاع الأزمة الخليجية، ما هو تقييمكم لتداعيات الأزمة على الاقتصاد القطري ومنطقة الخليج؟

أولاً: الأزمة الخليجية جاءت مفاجئة، وكما ذكر سمو الشيخ «تميم بن حمد آل ثاني»، أمير البلاد، في لقائه مع شبكة التليفزيون الأمريكي «سي بي إس» قبل أيام، بأنه لم تكن هناك أية بوادر للخلاف، ولم نشعر بأية خلافات في القمم التي شارك فيها الأمير في الرياض، وكذلك اجتماعه مع الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب».

ولم تذكر تلك الدول أي خلاف أو أي اتهام إلى دولة قطر، وبالعكس بحثت تلك الاجتماعات في موضوع الإرهاب وتجفيف منابعه وتمويله، ولم تكن هناك أي إشارة لاتهام قطر بأنها تمول الإرهاب، ما يدل على أن ما حصل صنيعة موقف، ومحاولة «شيطنة» قطر لتبرير بعض الأمور الداخلية في دول الحصار، وهذا ما نراه يحدث لاحقا من إقامة بعض دول الحصار علاقات مع (إسرائيل)، وقضية جعل قطر عدوا وهميا يمكن استخدامه في توقيف وسجن معارضين، بتهمة العمالة للدوحة.

إدارة الأزمة

- لكن، هل أثرت الأزمة سلباً على قطر؟ وكيف أدارت الدوحة الأزمة على المستوى الاقتصادي من وجهة نظركم؟

في البداية كان هناك إرباك، لم نكن نتوقع ما حدث أبدا، ولم يكن في الحسبان أن تقوم هذه الدول، خاصة السعودية والإمارات والبحرين، بذلك، لأن مصر ليس لها تأثير في المنطقة، وأُتي بها كضيف شرف، والتي بيننا وبينها (الدول الثلاث) اتفاقية دول مجلس التعاون الخليجي، واتفاقية التبادل التجاري لدول الخليج، فقد أسست قطر منذ 1981 مع الدول الأخرى مجلس التعاون، على أساس 6 دول بينها اتفاقيات اقتصادية وأمنية والمواطنة والتجارة البينية، وأيضا ثمة بند لحل الخلافات، فأي خلاف ينشأ بين دولتين يحال إلى لجنة مختصة لفض المنازعات، لكن كل هذا لم يحترم من قبل الدول الثلاث، وهنا تكمن المشكلة الأساسية.

طبعا في البداية كانت هناك «ربكة» داخل قطر، لأن قطر كانت تستورد احتياجاتها من تلك الدول وتصدر لها، وهناك علاقات وتبادل تجاري، لكن قطر حققت معجزة حقيقية في كيفية التعامل مع هذه الأزمة والتكيف معها خلال أسابيع، واعتقدت تلك الدول بأن هذا الحصار البري والجوي والبحري والتجاري، سوف يضغط على قطر ويخنق المواطنين والمقيمين، ما يؤدي إلى انهيار الاقتصاد القطري.

الكيد السياسي

- هل تتوقع نشوب حرب في هذه المنطقة بسبب النزاعات حول ملكية الحقول والحدود البحرية؟

لا أتوقع أية حروب، لأن المياه مقسمة، والحدود شبه واضحة، ولكل الدول الحق في أن تستكشف مناطقها ضمن القوانين البحرية، وقطر تتعامل باحترافية في السوق، وتحيّد الخلافات السياسية، ليس كالإخوة في دول الحصار، خلافاتهم عمياء، أي انحدار إلى الهاوية، نحن في قطر بالعكس فصلنا الخلافات السياسية عن الاقتصاد، وقد بعنا شحنات كبيرة من الغاز إلى مصر، ومستمرون في إمداد أبوظبي بالغاز.

وذات مرة تساءلت: كيف لأبوظبي أن تتهم قطر بـ«الإرهاب» وهي تشتري كميات كبيرة من الغاز وتسدد لقطر مئات الملايين من الدولارات شهريا؟ وهذا يدل على التناقض والانتهازية السياسية والنفاق السياسي، لأن أبوظبي تعلم بأن 30% من إنتاج الكهرباء فيها يعتمد على الغاز القطري.

وفي الوقت نفسه، يجعل هذا أبوظبي في موقف صعب، إنها تحاول إقناع العالم بأن قطر تمول الإرهاب، وهي تشتري منها كميات كبيرة من الغاز، وهذا ما يسمى بالنفاق السياسي الذي ليس له أي تبرير، فهم لا يستطيعون التبرير أمام العالم، عندما يُسألون حول هذا الموضوع، إذا أنت مقتنع بأن قطر تمول الإرهاب، فيجب أن تلغي كل عقودك مع قطر؟

المصدر | الخليج الجديد+العربي الجديد

  كلمات مفتاحية

قطر العطية دول حصار اتهامات إرهاب الأمير تميم الأمير الوالد النفط الغاز امريكا ترامب