«نيويورك تايمز» تكشف ملامح خطة «ترامب» للسلام بالشرق الأوسط

الأحد 12 نوفمبر 2017 09:11 ص

كشفت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، الملامح الرئيسية، لخطة الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب»، للسلام في منطقة الشرق الأوسط.

وعكف فريق مستشاري «ترامب»، الحديثي العهد نسبياً بمسار السلام بالشرق الأوسط، طيلة 10 أشهر على الاطلاع عن الجوانب الشائكة في أشد نزاعات العالم استعصاء على الحل، وفق شهادات مسؤولين بالبيت الأبيض، بحسب «العربي الجديد».

ولفتت الصحيفة، إلى أن «ترامب» وفريقه، انتقلوا في الوقت الراهن لمرحلة جديدة في مغامرتهم على أمل أن يبلوروا ما تمكنوا من معرفته في خطوات ملموسة تنهي الطريق المسدود الذي أرق رؤساء لديهم خبرة أوسع حول المنطقة.

واستعرض تقرير «نيويورك تايمز» جوانب الخطوة الأمريكية، التي اعتبر أنها تهدف إلى تجاوز كل المبادرات الأمريكية السابقة، في أفق تحقيق ما يقول «ترامب» إنه «الاتفاق النهائي».

وجمع الفريق وثائق أولية، لبحث مواضيع مختلفة على ارتباط بالنزاع الفلسطيني الإسرائيلي.

ونقلت الصحيفة، عن مسؤولين قولهم إنهم يتوقعون أن تتطرق لنقاط الخلاف القائمة كوضع القدس المحتلة والمستوطنات بالضفة الغربية المحتلة.

وأضافت الصحيفة أنه رغم عدم إعلان «ترامب» التزامه بدولة فلسطينية، فإن الخبراء قالوا إنهم يتوقعون أن يتمحور مخططه حول ما يسمى بحل الدولتين، الذي كان في صلب جهود السلام طيلة سنوات.

ولم يفت «نيويورك تايمز»، الإشارة إلى أن المطامح بتحقيق السلام عالقة بشبكة من الملفات الأخرى التي تطغى بالمنطقة، كما تجسد في الأيام الأخيرة من خلال المواجهة المتصاعدة بين المملكة العربية و«حزب الله» المدعوم من إيران.

وأضافت أن (إسرائيل) تشاطر السعودية، المخاوف نفسها من «حزب الله»، وكذا المحاولات التي تقوم بها إيران لإقامة ممر بري يخترق جنوب سوريا، مؤكدة أنه في حال اندلاع حرب مع «حزب الله»، فإنها قد تفشل أي مبادرة مع الجانب الفلسطيني.

مباحثات

ونقلت الصحيفة، عن مبعوث «ترامب» للسلام بالشرق الأوسط وكبير مفاوضيه «جايسون غرينبلات»، قوله: «أمضينا وقتاً طويلاً في الاستماع والتفاعل مع الإسرائيليين، والفلسطينيين وقادة إقليميين بارزين طيلة الأشهر القليلة الماضية من أجل المساعدة في الوصول إلى اتفاق سلام دائم».

وأضاف أنه «لن نقوم بوضع جدول زمني مصطنع حول التطورات أو حول تقديم أية أفكار محددة، ولن نقوم أيضاً بفرض أي اتفاق».

وتابع: «هدفنا هو تسهيل، وليس إملاء، اتفاق سلام دائم لتحسين ظروف عيش الإسرائيليين والفلسطينيين والوضع الأمني بالمنطقة»، على حد تعبيره.

مبادرة «ترامب»

وبشأن خلفيات التحركات الأمريكية، ذكرت «نيويورك تايمز» أن «ترامب»، الذي يعتبر نفسه صانع اتفاقات، قرر دخول التحدي حينما تسلم المنصب الرئاسي في يناير/كانون الثاني الماضي، بعدما استرعت اهتمامه فكرة التمكن من تحقيق نجاح حيث فشل رؤساء آخرون.

وعهد «ترامب» بذلك إلى صهره وكبير مستشاريه «جاريد كوشنر»، حيث لفتت إلى أن كليهما لا يمتلك أي خبرة مسبقة حول الملف، وبأن المبادرة لقيت انتقادات، بيد أن قيام الرئيس باستقدام أحد أقاربه للقيام بالمهمة تم النظر إليه كمؤشر يدل على جدية الخطوة بالمنطقة.

من جانب آخر، ذكرت الصحيفة الأمريكية، أن فريق «ترامب» يرى تظافر عدة عوامل تجعل اللحظة ملائمة لتقديم مبادرة جديدة، بما في ذلك رغبة الدول العربية في التوصل لحل نهائي للنزاع وذلك من أجل التركيز مجدداً على إيران، التي يعتبرونها التهديد الأكبر.

وأضافت أنه «عندما يأخذ هذا الأمر بعين الاعتبار، فإنه يفسر حرص مصر على رعاية مصالحة بين محمود عباس، الذي يترأس الضفة الغربية، وحركة حماس، التي تسيطر على غزة، في اتفاق يوطد مكانة السلطة الفلسطينية كممثل للشعب الفلسطيني».

وذكرت «نيويورك تايمز» في هذا الصدد أن السعودية، وجهت الدعوة إلى «عباس» لزيارة الرياض من أجل التشديد على أهمية المصالحة.

لحظة مواتية

من جانبه اعتبر «نيمرود نوفيك»رالباحث المشارك بـ«منتدى السياسة الإسرائيلية» والذي تقلد منصب مستشار الشؤون الخارجية لدى رئيس الوزراء السابق «شمعون بيريز»، الذي شارك في مفاوضات أسلو في تسعينات القرن الماضي، أن اللحظة المواتية قد اقتربت.

وهذا الأخير، استدرك في تصريحه للصحيفة قائلا: «لكن من الواضح أن السؤالين المحوريين هما هل سيقرر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قبول ذلك»، مضيفا: «هل سيقرر الرئيس ترامب، حينما سيتلقى المخطط من فريقه، بأن ذلك يستحق الرأسمال السياسي المطلوب».

وفي هذا الصدد، قالت الصحيفة: «لا نتنياهو ولا عباس في موقف جيد من أجل التفاوض»، فالأول تواجهه تحقيقات الفساد وضغوط من اليمين ضمن تحالفه الضيق من أجل عدم تقديم أي تنازلات، فيما يتقدم الثاني بالسن ويواجه معارضة شديدة.

ولفتت الصحيفة، إلى ما يظل مهيمناً هو حالة عدم اليقين، لا سيما في صفوف من أمضوا أعواماً طويلة يكافحون من أجل التغلب على التحديات نفسها وبواسطة سلسلة الأدوات نفسها.

وبالإضافة لـ«كوشنر» و«غرينبلات»، توضح الصحيفة أن الفريق الذي يعد مبادرة «ترامب» يضم شخصين آخرين، هما نائبة مستشار الأمن القومي «دينا باول»، والسفير الأمريكي لدى تل أبيب «ديفيد فريدمان».

وأضافت أن الفريق يقوم بالتشاور مع القنصل الأمريكي العام بالقدس «دونالد بلوم»، ومسؤولين آخرين بوزارة الخارجية ومجلس الأمن القومي، فيما نقلت عن مسؤولين تأكيدهم أن الجهود لتحقيق المبادرة لن تتبلور قبل بداية العام المقبل.

دعم (إسرائيل)

من جهة أخرى، ذكرت «نيويورك تايمز» أن ترامب وفريقه لا يجدون أدنى حرج في إظهار موالاتهم لـ(إسرائيل)، فالرئيس الأمريكي افتخر سابقاً بكونه «الصديق الأكبر» لـ(إسرائيل)، فيما «كوشنر»، و«غرينبلات»، و«فريدمان» جميعهم من اليهود الأرثودوكس، وتجمعهم علاقات وثيقة مع (إسرائيل).

إلى ذلك، لفت تقرير الصحيفة، إلى أن المسؤولين من الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني يعبرون في المحادثات الخاصة عن مخاوفهم من أن «ترامب» وفريقه ما زالوا ساذجين ولا يعرفون الكثير عن الشرق الأوسط وغير فاعلين في تحقيق أهدافهم.

عمل جيد

أما مفاوض السلام بالشرق الأوسط المخضرم «دينيس روس»، فقال إن «فريق ترامب قاموا بعمل جيد في تقديم أنفسهم على أنهم استطاعوا السماع للأطراف»، والآن «أصبح ينظر إليهم على محمل الجد» بالمنطقة.

وأضاف: «إذا قمت ببساطة باستئناف المحادثات بدون أن يرافق ذلك أي شيء، لا أحد سيأخذ ما تقوم به على محمل الجد».

وتابع: «سيقول الأشخاص لقد شاهدنا هذا الفيلم في السابق، عليك أن تري الناس أن شيئاً جديداً يحدث هذه المرة».

ونقلت الصحيفة، أن بعض الخبراء يرون أن مخطط «ترامب» قد يأتي ببنود لتعزيز الثقة يكون كل طرف قد وافق عليها مسبقاً.

وبالنسبة لـ(إسرائيل)، فإن ذلك سيهم الحد من الأنشطة الاستيطانية وحصرها بالمستوطنات القائمة وعدم الاستيلاء على أراض جديدة، وكذا التزامها من جديد بحل الدولتين، وإعادة تخصيص جزء صغير من الضفة الغربية لمنح الفلسطينيين سلطات أكبر.

أما بالنسبة لفلسطين، حسب الصحيفة، فإن ذلك قد يهم العودة للتعاون الأمني التام مع (إسرائيل)، والكف عن البحث عن الاعتراف الدولي، والتوقف عن تقديم الأجور لعائلات وأسر الأسرى الفلسطينيين.

وبالنسبة للدول العربية، لا سيما السعودية ومصر والإمارات العربية المتحدة والأردن، فيمكن أن تلتزم بفتح الأجواء الجوية في وجه الرحلات الجوية، وتقديم تأشيرات عمل، وكذا ربط شبكات الاتصالات.

وتوقفت المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، نهاية أبريل/نيسان 2014، دون تحقيق أية نتائج تذكر، بعد 9 أشهر من المباحثات برعاية أمريكية وأوروبية؛ بسبب رفض (إسرائيل) وقف الاستيطان، وقبول حدود 1967 كأساس للمفاوضات، والإفراج عن معتقلين فلسطينيين قدماء في سجونها.

المصدر | الخليج الجديد + العربي الجديد

  كلمات مفتاحية

السلام ترامب فلسطين إسرائيل الشرق الأوسط