السعودية تلعب بالنار

الأحد 12 نوفمبر 2017 05:11 ص

تناول الكاتب الصحفي التركي «أمين بازارجي» في مقاله الأحد في صحيفة أكشام موضوع دعم الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» للإجراءات الأخيرة في المملكة العربية السعودية والتي تمثلت باعتقال عدد من الأمراء ورجال الأعمال.

وبدأ «بازارجي» مقاله بالحديث عما قاله «ترامب» عن التطورات في الرياض، حيث قال «بازارجي» لقد أشاد بالإدارة السعودية.

وقال «أنا على ثقة من الملك سلمان وولي عهده» وأن «بن سلمان يعرف ما يفعله وأن أولئك الذين تعرضوا للمعاملة الشديدة قد سرقوا بلدانهم لسنوات عديدة».

لقد أخذ «ترامب» عندما كان في زيارته الشهيرة للرياض بجواره كل من قائد الانقلاب في مصر الجنرال «عبدالفتاح السيسي» وكذلك الملك سلمان عندما افتتح مركز مكافحة التطرف في الرياض. لقد وضعوا أيديهم في يده وقدموا علامات على تشكل التحالف. ولهذا فإن «ترامب» قد سار بهم. وإذا استمروا في هذا الطريق ومشوا بشكل أعمق فسوف يتحول الأمر قريبا إلى حريق كبير. وسوف يحرق المملكة العربية السعودية أولا.

ويضيف الكاتب أنه لابد من التأكيد على عدد من النقاط أولا، إذا كنا نتحدث عن المتطرفين، علينا أن نضع الولايات المتحدة في المقام الأول. لقد نثروا الدم والدموع في كل مكان لمسته أقدامهم. وحالة أفغانستان والعراق واضحة إن الولايات المتحدة اليوم تشكل تهديدا لوحدها في أجزاء كثيرة من العالم.

ثانيا، ليس هناك فرق بين عملية الفساد التي نفذت في المملكة العربية السعودية اليوم وبين الانقلاب القضائي الذي تمت محاولة تنفيذه في 17-25 ديسمبر/كانون الأول في تركيا. لقد وضعت خطة لتحييد الجانب الآخر وتدميره تماما.

والأمر الثالث هو أن آخر شخص يمكن أن يتحدث عن السرقة هو الرئيس الأمريكي. لأن الاقتصاد الأمريكي يقوم على مخطط السطو العالمي، ولذلك فقط لديه وجود عسكري في جميع أنحاء العالم .

في الواقع تلعب المملكة العربية السعودية بالنار، ليس لدى البلاد خلفية تاريخية للدولة ولا تقاليد دولة. إن مفهوم الديمقراطية لم يمر هناك أبدا بل يتم تنفيذ إدارة البلد من خلال طريقة فريدة من نوعها تقوم على حكم الأسر والأشخاص.

ويمكن أن تكون العمليات التي نفذت هذه الأيام هي نذير الفوضى الذي سيدخل البلاد في سلسلة من الانقسامات والتشظي، وهذا هو الذي يفعله ولي العهد عديم الخبرة ذو الـ 32 عاما، الذي قال عنه ترامب إنه كان جدير بالثقة جدا.

وبالإضافة إلى ذلك، يتم دق طبول الحرب ضد إيران، وإذا حدث مثل هذا الأمر، فإن كلا الجانبين سيعانون من خسائر فادحة. سوف يتم إنهاك إيران كما تستهدف أمريكا. ومع ذلك، بالنسبة لي ستكون المملكة العربية السعودية هي التي ستتعرض للضرر الحقيقي. لأن إيران وريثة الإمبراطورية الفارسية، وتحكمها تقاليد الدولة، أما على الجانب الآخر فهناك السعودية التي تحكمها التقاليد القبلية.

بالتأكيد فإن الدولة التي ستشتري معظم الأسلحة من الولايات المتحدة هي المملكة العربية السعودية. وفي حالة نشوب نزاع، ستبيع أمريكا أسلحة بمئات مليارات الدولارات إلى السعودية. وسوف تكسب واشنطن المزيد من المال من عملية بيع الأسلحة الجديدة. وربما ستصل البلاد إلى حافة الانقسام. وهذا بالفعل جزء من خطط الولايات المتحدة.

ومن وجهة نظر الكاتب فإنه من الطبيعي أن يدعم ترامب هذه التطورات و بطبيعة الحال، سيقوم بالثناء على ولي العهد، هل سيكون هناك أفضل من هذا الوضع بالنسبة إلى  الولايات المتحدة؟

ويشير الكاتب أيضا إلى تجاهل المأساة الإنسانية في اليمن حيث هناك بالفعل جدل خطير بين السعودية وإيران حول اليمن.

 وبسبب الصراعات، فقد الآلاف من المدنيين أرواحهم. ووصل 7 ملايين شخص إلى حد المجاعة. كما تضرر حوالي نصف مليون يمني من وباء الكوليرا.

وفي حين هناك الملايين من الناس في انتظار المساعدة. فقد أغلقت الحدود البرية والجوية والبحرية بهدف منع دخول الصواريخ وغيرها من المواد العسكرية.

إن كارثة إنسانية تقع على الشعب اليمني. ويبدو أن الوضع يزداد سوءا كل يوم. بالطبع هذا ليس من المهم بالنسبة للولايات المتحدة.

 ولكن الطرفين إيران والسعودية يلعبان في المنطقة! والأكثر أهمية هو كم من السهل بالنسبة لأولئك القول في كل فرصة إنهم يتصرفون باسم الإسلام.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

السعودية أمريكا ترامب إيران بن سلمان