«الحريري»: سأعود للبنان قريبا جدا لتقديم استقالتي بشكل دستوري

الأحد 12 نوفمبر 2017 07:11 ص

قال رئيس الوزراء اللبناني المستقيل «سعد الحريري»، إنه قدم استقالته من رئاسة الحكومة بسبب حرصه على مصلحة لبنان.

وأكد «الحريري»، في أول مقابلة له بعد استقالته على قناة «المستقبل» اللبنانية، «أنا لست ضد حزب الله كحزب سياسي ولكن ضد أن يخرب لبنان».

وأوضح «قررت التحدث الآن في مقابلة تليفزيونية بسبب اللغط الدائر حاليا حول الاستقالة»، مؤكدا «هناك تهديد أمني لي ولكن أنا لا أهتم بحياتي».

وأضاف «أردت من استقالتي بالسعودية أن أقوم بعمل صدمة للبنانيين، صدمة إيجابية».

وتابع «السعودية تحب لبنان ولكن لا تحبها أكثر من الرياض»، مضيفا أن «الملك سلمان يعتبرني مثل ابنه، وولي العهد يكن لي كل الاحترام».

وأردف «سأعود إلى لبنان قريبا جدا لتقديم استقالتي بشكل دستوري»، مشددا «لست ضد حزب الله كحزب سياسي لكن عليه ألا يتسبب بخراب لبنان».

واستدرك «شعرت بوجود خطر على لبنان وأبلغت الجميع بذلك، وهناك جزء من المكون اللبناني يريد ضرب الاستقرار الخليجي»، مشددا «لا يجب أن يلعب حزب في لبنان دورا خارجيا».

وأضاف «الحريري»، «أنا هنا حر في الرياض، وأستطيع المغادرة وقتما أشاء، وأسرتي متواجدة بالرياض لأني اخشى عليهم، فأنا لدي عائلة ولا أريد لأولادي أن يعيشوا ما عشته عند مقتل والدي».

وأوضح أن «الملك سلمان والسعودية هنا كلها تتمنى استقرار لبنان»، مضيفا «اليوم السعودي يموت وهناك لوم كبير على لبنان بأنها المتسببة بذلك، والصاروخ الذي استهدف الرياض ليس شيئا عاديا وهناك فريق لبناني يعمل في اليمن».

وطالب الجميع بالتعقل حول ما يثار حول نية (إسرائيل) بضرب لبنان بمعرفة السعودية، قائلا «علينا أن نتعلم من ألاعيب (إسرائيل)، وهنا توجد دولة اسمها إيران تتدخل في شؤون الدول العربية»، مضيفا «عندي مصلحة لبنان فقط لا غير»، مشددا السعودية في حرب 2006 هي أكثر من وقفت بجوار لبنان.

وأكد أنه سيعود للبنان معلقا «بيت الحريري يسع الجميع، وسأضحى من أجل لبنان ولكن بشروط، لا أستطيع أن أضحي وغيري يسير بمساره».

ووجه «الحريري» الشكر لكل اللبنانيين، قائلا «سعد الحريري سيعود على لبنان، وسيعود قريبا جدا»، مضيفا «أقول لكم شغلة واحدة لبنان أولا، ويجب أن نضعها بأعيننا».

وأكد أن من حق الرئيس اللبناني «ميشيل عون» الدستوري أن أذهب إليه وأقدم استقالتي أمامه، مضيفا «هو معه حق بتمسكه بذلك، وحينما أرجع إلى لبنان سيحدث حوار طويل معه ونناقش التسوية».

وأضاف «التسوية تقوم فقط على النأي بالنفس»، مضيفا «سأعود إلى لبنان فقط بعد إعداد الترتيبات الأمنية اللازمة».

وأشار إلى أنه لم «تتدخل السعودية ولا مرة في شأن لبنان الداخلي، وكان كل ما يطلب مني فقط الحياد والنأي بالنفس».

وتابع «أنا مع الشيعة وكل الطوائف، وأنا أمثلهم جمعيا، ومصلحتنا أن نتحد من أجل لبنان».

ودلل «الحريري» على تدخل إيران بلبنان قائلا، «(الرئيس الإيراني) روحاني قال قبل أيام إن قرار لبنان هو قرار إيراني».

وأضاف «أردت استمرار التسوية ولا أسمح للنظام السوري أو غيره بفعل ما يريد في لبنان، التسوية يعني كانت أن ننأى بأنفسنا وأن لا ننجر إلى الصراعات وأن نحافظ على العلاقات الجيدة مع الدول العربية والدولية واستقالتي هي صحوة».

وأبدى «الحريري» استعداده لـ«المفاوضات مع كل الفرقاء السياسيين بعد الاستقالة».

وفي وقت سابق من اليوم، أكد الرئيس اللبناني، «ميشال عون»، على مضمون البيان الذي صدر، السبت، عن مكتب الإعلام بالرئاسة اللبنانية، حول «الظروف الغامضة والملتبسة التي يعيش فيها رئيس مجلس الوزراء المستقيل سعد الحريري في الرياض».

واعتبر «عون» أن هذه الظروف وصلت إلى درجة الحد من حرية «الحريري» وفرض شروط على إقامته وعلى التواصل معه حتى من أفراد عائلته، وفقا لصحف محلية لبنانية.

وأشار إلى أن «هذه المعطيات تجعل كل ما صدر وسيصدر عن الحريري من مواقف أو ما سينسب إليه، موضع شك والتباس ولا يمكن الركون إليه أو اعتباره مواقف صادرة بملء إرادة رئيس الحكومة».

والسبت، طالب الرئيس اللبناني «ميشال عون»، الرياض بتوضيح الأسباب التي تحول دون عودة «الحريري» إلى بيروت.

وأكد «عون»: «لبنان لا يقبل بأن يكون الحريري في وضع يتناقض مع الاتفاقات الدولية»، مضيفا أن «أي شيء قاله أو ربما يقوله الحريري لا يعكس الحقيقة بسبب الغموض المحيط بوضعه».

واندلعت أزمة جديدة بين السعودية ولبنان، إثر إعلان «الحريري» استقالته من الرياض.

وأعلن «الحريري» استقالته بشكل مفاجئ من رئاسة الحكومة، السبت الماضي، وبرر ذلك بسيطرة إيران، عبر «حزب الله»، على القرار في لبنان، بينما دفعت هذه الاستقالة لبنان إلى أزمة سياسية عميقة، أعادته إلى صدارة الصراع الإقليمي بين السعودية وإيران.

وطالبت السعودية، مواطنيها مغادرة لبنان في أقرب فرصة وعدم السفر إليها، وهي خطوة اتخذتها أيضا كل من الإمارات والكويت والبحرين.

وفي وقت سابق، جدد الأمين العام لـ«حزب الله»، «حسن نصرالله»، اتهامه للسعودية باحتجاز «الحريري»، ومنعه من العودة إلى لبنان، مشيرا إلى أن المملكة تحرض (إسرائيل) على ضرب لبنان.

يشار إلى أن وزير الخارجية الأمريكي، «ريكس تيلرسون» حذر، الجمعة، من استخدام لبنان كساحة لصراعات بالوكالة، بينما أعرب وزير الخارجية الألماني «زيغمار غابرييل» عن قلقه إزاء زعزعة استقرار لبنان.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

استقالة الحريري إيران السعودية حزب الله