ما هي أكثر المخاوف التي تواجهها المرأة العربية؟

الاثنين 13 نوفمبر 2017 11:11 ص

تختلف المرأة العربية، عن مثيلاتها حول العالم، من ناحية العقبات والأنماط الثقافية التي تواجهها على مدار حياتها، من أجل أن تحصل على أساسيات حقوقها وتتمكن من تحقيق أحلامها لنفسها ووطنها.

وعلى رأس تلك العقبات التي لابد وأن تمر بها غالبية النساء العربيات، هي الخوف، سواء من دائرة الأسرة، أو المحيط الاجتماعي، أو العادات والتقاليد الجائرة على المرأة وحقوقها.

وحول ذلك، يقول علماء النفس، ومنهم «جون واطسون»: «إن الخوف مجموعة صغيرة من العواطف الأساسية، أو الفطرية، ويرتبط ارتباطا وثيقا بالتوتر، وهناك اختلاف كبير بين خوف المرأة، وخوف الرجل، ويختلف ذلك الخوف تبعا للمجتمعات أيضا».

ولكن بتسليط الضوء على أكثر الأشياء التي تجعل المرأة في الوطن العربي تشعر بالخوف؛ ترى اختصاصية تحليل وتعديل السلوك «ابتسام قاسم»، أن «الخوف يمكن أن يكون مرضا معديا، يحدث نتيجة توجهات المجتمعات وسلوكها، فالشخص فيها يتعلم الخوف بغض النظر عما إذا كان قد تعرض إلى صدمات نفسية أم لا». وهو ما يعرف بـ «تكيف الخوف، أو الخوف الاشتراطي»، ومن أهم هذه الأنماط في الوطن العربي:

الخوف من شبح العنوسة والطلاق

ترتفع يوما بعد يوم نسبة العنوسة في الوطن العربي بشكل كبير ومقلق، حيث أصبحت 35% من الفتيات في كل من الكويت، وقطر، والبحرين، قد بلغن مرحلة العنوسة، وفي العراق وصلت النسبة إلى 85%، أما في الإمارات فبلغت 68%.

وتشير الخبيرة أن كل هذه الأرقام والإحصاءات تشكل هاجسا للفتاة العربية، ما يجعلها تشعر بالخوف من شبح العنوسة، وبالتالي التعرض إلى انتكاسة نفسية شديدة، مضيفة: «بل إن الأمر قد يتحول عند بعضهن إلى ما يشبه الرهاب "رهاب العنوسة"، حتى إن لم تكن الفتاة قد بلغت سن الزواج المتعارف عليه في مجتمعها».

كما يأتي الطلاق على رأس مخاوف المرأة العربية، باعتباره وصمة تعيب المطلقة وتحملها مسؤولية فشل العلاقة وتنتقص منها، كما يهددها من الارتباط من جديد.

التحرش اللفظي والجسدي

كما ترى «قاسم» أن التحرش لم يعد ظاهرة مؤقتة، بل أصبح واقعا محتوما، وحمى، ومرضا يضرب المجتمع، على حد تعبيرها.

وتشير حول ذلك إلى أنه لم يعد الأمر يقتصر على التلميحات اللفظية الخادشة للحياء، بل أصبح أكثر انتشارا وأذى، ووصل حد التطاول الجسدي، «حيث نجد أطفالا لم يتجاوزا العاشرة من عمرهم، يتحرشون بالفتيات، لذا فمن الطبيعي أن تشعر الفتيات العربيات بالخوف على سلامتهن، ومهما كانت عقوبة المتحرش كبيرة، فإن ذلك لا يمحو أثره السيئ على نفسية الفتاة»، وذلك مقابل أن بعض الدول لا تضع قوانين رادعة وكافية للمعتدين.

التحيز إلى الجنس الآخر

وتقول الخبيرة حول التمييز الجنسي بين الرجل والمرأة في المجتمع العربي، إنه «على الرغم من أن المرأة انتزعت كثيرا من حقوقها، إلا أننا مازلنا نعاين تحيزا من قبل بعض الأفراد والأسر إلى الذكور، ولا يمكن أن ننكر أننا في المجتمع العربي نعطي الرجل حقوقا أكثر من المرأة باعتبار أنها كائن "ضعيف"، و"غير مسؤول" على الرغم من أنها أثبتت عكس ذلك، وهو ما يجعلها تشعر بالخوف من هدر حقوقها».

الخيانة والزواج مرة أخرى

لفتت الخبيرة إلى أن المرأة العربية ترى بأن ارتباط زوجها بأخرى، هو نوع من أنواع الخيانة، حتى وإن تم في إطار الشرع والقانون، فهي ترى بأن زوجها لا يحق له الارتباط بامرأة أخرى طالما أنها لم تقصر في حقه، لذا يمكن وصف هذا الأمر بأنه من أكثر المخاوف والكوابيس التي تراود المرأة العربية؛ على حد قوله.

سن اليأس المبكر

وبحسب «ابتسام قاسم»، فإن انقطاع الدورة الشهرية يحدث بعد سن الأربعين، ويعني ذلك نهاية مرحلة الخصوبة عند المرأة، وبالتالي فقدان القدرة على الإنجاب، وهذا ما يجعلها تشعر بالخوف، ويزداد الأمر سوءا حينما يراودها هاجس انقطاعها في وقت مبكر، خاصة إذا كانت غير متزوجة، أو متزوجة ويرغب زوجها في مزيد من الأطفال.

علاوة على الأفكار المجتمعية السائدة، التي تطالب المرأة بالإنجاب وتكوين العائلة الكبيرة، بغض النظر عن استعدادها النفسي أو أهليتها، وهو مايضغط عليها نفسيا.

وتختتم اختصاصية تحليل وتعديل السلوك «ابتسام قاسم»، موضحة أن الشخص الذي يشعر بالخوف، هو أكثر قدرة على تغيير سلوكه نحو الأفضل، إلا أن المشكلة تكمن في أن يميل إلى الهرب، أو الاختباء، لأنه سيصاب حينها بالتوتر الشديد، إضافة إلى الاضطرابات والصدمات النفسية، وعلينا أن نعلم أيضا أن هناك اختلافا كبيرا بين الثقافات حول كيفية الاستجابة إلى الخوف، وأن الخوف هو جزء من الطبيعة البشرية.

 

المصدر | الخليج الجديد + سيدتي

  كلمات مفتاحية

المرأة العربية الوطن العربي الخوف قلق توتر خوف مجتمع ثقافة العنوسة الطلاق