«الغارديان»: أطفال اليمن جوعى بعد إغلاق المنافذ

الاثنين 13 نوفمبر 2017 12:11 م

نشرت صحيفة «الغارديان» البريطانية تقريرا بعنوان أطفال اليمن جوعى بسبب إغلاق قوات التحالف العربي الذي تقوده السعودية جميع المنافذ الجوية والبحرية والبرية بشكل مؤقت، على خلفية إطلاق «الحوثيين» صاروخا باليستيا، نحو مطار الرياض الأسبوع الماضي.

وفي بداية التقرير، استعرضت الصحيفة حال طفل يمني يدعى «عبدالعزيز الحسينية» (9 سنوات) يرقد بألم على فراش في مستشفى بشرق مدينة الحديبة باليمن وقد بدا نحيلا للغاية وأشبه بهيكل عظمي.

وقال التقرير إن هناك أكثر من 460 ألف طفل في اليمن يعانون من سوء التغذية الحاد.

وأشار إلى أن نحو 7 ملايين شخص في اليمن على حافة المجاعة، إضافة إلى انتشار مرض الكوليرا بعد العمليات العسكرية لقوات التحالف في اليمن.

وبحسب التقرير، فإن 45% فقط من المستشفيات اليمنية ما زالت تعمل، إذ أغلقت معظمها بسبب القتال أو قلة المواد الطبية أو بسبب استهدافها من قبل طائرات التحالف.

ولفت إلى أن مستشفى الثورة الذي يرقد فيها عبدالعزيز يعالج نحو 2500 مريض يوميا مقارنة بـ 700 شخص قبل بدء الصراع في مارس/آذار 2015.

وتحذر وكالات الإغاثة من أن الأزمة الإنسانية الكارثية في اليمن قد تصبح قريبا أشبه بسيناريو كابوس إذا لم تخفف المملكة العربية السعودية الحصار المفروض على الموانئ البرية والبحرية والجوية في البلاد، وهي خطوة تصر المملكة على أنها ضرورية بعد أن أطلق «الحوثيون» صاروخا باليستيا باتجاه مطار الرياض الدولي هذا الشهر.

وتم إلغاء رحلات الطيران الإنسانية التابعة لـ«الأمم المتحدة» خلال الأسبوع الماضى وتم منع اللجنة الدولية للصليب الأحمر بالإضافة إلى منظمة أطباء بلا حدود من تقديم مساعدات طبية حيوية إلى البلاد.

ووفقا للتقرير فإن أكثر من 20 مليون يمني -  70% من السكان - هم في حاجة إلى مساعدات إنسانية يتم حظرها.

وقال مساعد مدير «الأمم المتحدة»، «مارك لوكوك» إنه إذا استمرت القيود فإن اليمن سيواجه أكبر مجاعة يشهدها العالم منذ عقود طويلة مع ملايين الضحايا.

ووفقا لشبكة نظم الإنذار المبكر بالمجاعة، فإن لحج هي أكثر المحافظات اليمنية معاناة من انعدام الأمن الغذائي في البلاد، وهي في المستوى الرابع، بينما يشير المستوى الخامس للمجاعة كاملة.

وفي أسواق الحديدة ولحج، يكون الغذاء متوفرا، فالأكشاك مليئة بالفواكه والخضروات الطازجة وأكياس الدقيق والفاصوليا، لكن النقص الوحيد هو الزبائن الذين لا يستطيعون تحمل تكلفة الطعام.

ففي الحديدة، ارتفع سعر كيس الطحين الذي يبلغ وزنه 50 كغم من 5500 ريال يمني قبل الحرب إلى 7600 ريال.

وقال «عرفات» الذي جاء لشراء 3 كيلوغرامات فقط من الطحين «أصبحت الفاكهة والخضار ترفا مثل اللحوم».

واعتاد «عرفات» على شراء 50 كغم من الطحين لإطعام عائلته المكونة من 5 أطفال قبل الحرب.

وبالإضافة إلى أزمة الجوع، شهدت اليمن أسوأ تفشي للكوليرا سجلت على الإطلاق، مع أكثر من 900 ألف حالة يشتبه فيها وأكثر من 2190 حالة وفاة.

ورغم أن الأرقام آخذة في الارتفاع، فقد بدأ معدل الإصابة في سبتمبر/أيلول ينخفض، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى استجابة وكالات الإغاثة التي أنشأت مراكز لعلاج الكوليرا في البلدات والمدن في جميع أنحاء البلاد.

وقالت المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية في جنيف الأسبوع الماضي «إذا لم يتم وقف الإغلاق خلال الأيام المقبلة، فقد نرى أن هذا التقدم قد توقف».

وظلت شحنة قادمة من الصليب الأحمر من الكلور، (تستخدم للوقاية من الكوليرا)، عالقة لليوم الخامس الأحد على الجانب السعودي من الحدود مع اليمن.

وبدون المعالجة المجانية للكوليرا والمعونة الإنسانية الأساسية، تحذر الوكالات الدولية من أن العديد من الأطفال اليمنيين مثل «عبدالعزيز» سوف يعانون.

وتقول يمنية وهي تمسك طفلتها «نحن ضعفاء، أطفالنا ضعفاء وليس لدينا شيء متبقي لإعطائهم، ولا يمكننا حتى أن نطعم حيواناتنا بعد الآن.. الله وحده يمكن أن ينقذنا الآن».

  كلمات مفتاحية

اليمن أطفال مجاعة السعودية

«‎الأمم المتحدة» تحذر: نصف محافظات اليمن على بُعد خطوة من «المجاعة»