«نيويورك تايمز»: مقابلة «الحريري» لن تغير الشكوك حول وضعه

الاثنين 13 نوفمبر 2017 02:11 ص

ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية أنه من غير المرجح أن يقتنع الذين تنتابهم شكوك حول وضع رئيس الوزراء اللبناني «سعد الحريري» بالمقابلة التي أجرتها الإعلامية «بولا يعقوبيان»، وهي مذيعة لبنانية تقدم برنامجا حواريا مواليا للسعودية.

جاء ذلك بعد حوار أجرته قناة «المستقبل» اللبنانية مع «الحريري» -وهو الأول منذ أعلن من الرياض قبل أسبوع استقالته من رئاسة الحكومة- قال فيه إنه حر في السعودية وسيعود قريبا جدا إلى لبنان، بعد اتخاذ إجراءات تضمن أمنه وسلامته، وربط العودة عن استقالته بالالتزام بسياسة النأي بالنفس عن أزمات المنطقة.

وقال «الحريري» خلال اللقاء إنه سيعود إلى بلاده خلال يومين أو ثلاثة، وينفذ الإجراءات الدستورية المتعلقة باستقالته، موضحا أن العودة عن الاستقالة مرتبطة بالتأكيد على النأي بالنفس عن كل أزمات المنطقة، ومعلنا أنه سيعمل على إجراء حوار جاد بين الأطراف اللبنانية من أجل مصلحة لبنان ومصلحة الدول العربية.

وفيما يتعلق بملابسات استقالته وأسبابها، نفى «الحريري» ما تردد عن أنه مقيد الحركة في السعودية، وأكد أنه كتب قرار استقالته بيده، موضحا أنه كان موجودا في منزله منذ وصوله إلى الرياض.

وبدا الارتباك على «الحريري» واضحا عندما ظهر شخص وراء المذيعة يحمل أوراقا، ولوحظ أن «الحريري» ينظر إليه بشكل لافت للانتباه، وكان ذلك عند حديثه عن العودة القريبة إلى لبنان.

لكن تصريحات «الحريري» من غير المرجح أن تزيل الالتباس والتوتر بشأن ما إن كان قرار استقالته نابعا من إرادته الشخصية، أم أنه في الواقع قد سقط رهينة للسعوديين، أو ما إن كان قد تعرض للضغط حتى قدم استقالته كجزء من استراتيجية أوسع لتضييق الخناق على خصمهم الإقليمي، إيران.

ولم يقدم «الحريري» إجابات واضحة عن سبب إعلان استقالته من السعودية بدلا من لبنان، ولم يقدم كذلك أي تفاصيل جديدة حول ما وصفه بأنه مؤامرة للقضاء على حياته.

وبدا «الحريري» شاحبا ومتعبا، وحول عينيه هالات سوداء، وكانت نظراته موجهة أغلب المقابلة إلى جانب الغرفة، كما لو كان ينظر إلى شخص آخر.

وما زاد من الشكوك أن استقالة «الحريري» جاءت في نفس اليوم الذي أشرف فيه ولي العهد السعودي «محمد بن سلمان» على اعتقال مئات السعوديين في ما وصفه بأنه إجراءات صارمة ضد الفساد، بينما يصفه منتقدون بأنه حملة تكميم أفواه.

واعتبر كثيرون أن إعلان الاستقالة هو محاولة سعودية لإسقاط الحكومة الائتلافية التي عمل فيها «الحريري» مع ممثلي «حزب الله» حليف إيران.

ورفضت 5 محطات تليفزيونية لبنانية على الأقل إجراء مقابلة الأحد، قائلة إنه ما زال من غير الواضح ما إن كان «الحريري» قادرا على التحدث بحرية.

وكان الرئيس اللبناني «ميشال عون» قال إن رئيس الحكومة «سعد الحريري» يعيش في ظروف غامضة وملتبسة في الرياض، وهو ما أشار إليه أيضا عدد من رؤساء الدول الذين تناولوا هذا الموضوع خلال الأيام الماضية.

ورأى «عون» أن هذه الظروف وصلت إلى درجة الحد من حرية «الحريري»، وفرض قيود على إقامته وعلى التواصل معه حتى من أفراد عائلته، مضيفا أن هذه المعطيات تجعل كل ما صدر وسيصدر عن «الحريري» من مواقف أو ما سينسب إليه موضع شك والتباس، وإنه لا يمكن الركون إلى أي مواقف أو اعتبارها صادرة بإرادة رئيس الحكومة.

في الوقت نفسه، قالت وزارة الخارجية اللبنانية إن وزير الخارجية «جبران باسيل» أجرى اتصالات بوزراء خارجية عدد من الدول ومسؤولين في «الأمم المتحدة»، طالبهم فيها بتأمين عودة «الحريري» السريعة إلى بلده.

وقال رئيس مجلس النواب اللبناني «نبيه بري» إن استقالة «الحريري» يجب أن تكون عملا دستوريا وسياديا، وإنها لا تستقيم إلا إذا كانت على الأراضي اللبنانية.

وتزايدت الدعوات الدولية التي تطالب السعودية بالسماح برجوع «الحريري» لبلاده، حيث أعرب وزير الخارجية البريطاني «بوريس جونسون» عن أمله في أن يعود «الحريري» إلى بيروت دون مزيد من التأخير الإضافي، وسط تحذيرات رسمية لبنانية من أنه يعيش ظروفا غامضة وملتبسة في الرياض.

وتسببت الاستقالة المفاجئة لرئيس الوزراء اللبناني «سعد الحريري» في 4 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، في مزيد من توتر الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط الملتهبة بطبيعتها.

المصدر | الخليج الجديد + هاف بوست

  كلمات مفتاحية

السعودية لبنان إيران الحريري عون حزب الله استقالة العلاقات السعودية اللبنانية