الاتحاد الأوروبي يحذر من التدخل السعودي في لبنان

الاثنين 13 نوفمبر 2017 09:11 ص

حذر الاتحاد الأوروبي، اليوم الإثنين، السعودية من التدخل في الشأن اللبناني، داعيا رئيس الوزراء اللبناني المستقيل «سعد الحريري» إلى العودة إلى لبنان، كما حث كل القوى السياسية اللبنانية على التركيز على جدول الأعمال الداخلي للبلاد.

ودفعت استقالة «الحريري»، التي أعلنت من الرياض، وتداعياتها، لبنان إلى واجهة صراع إقليمي بين إيران والسعودية على مدى الأيام القليلة الماضية.

وقالت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي «فيدريكا موغيريني» للصحفيين: «نناشد أولا وقبل أي شيء القوى السياسية التركيز على لبنان، وما يمكن أن تقدمه لمواطنيها، كما نناشد رئيس الوزراء الحريري العودة إلى بلده وحكومة الوحدة... للتركيز على إنجازاتها الداخلية».

وأضافت عقب استضافتها لاجتماع وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي في بروكسل: «نتوقع عدم التدخل الخارجي في جدول الأعمال الوطني هذا، ونؤمن بأن ذلك ضروري لتجنب جلب صراعات إقليمية إلى لبنان».

وأشادت «موغيريني» بإنجازات الحكومة اللبنانية برئاسة «الحريري» الذي استقال خوفا من الاغتيال على حد قوله.

وانتقد «الحريري» جماعة «حزب الله» التي تدعمها إيران، وهي الجماعة الممثلة في ائتلافه الحكومي، لعملها على زرع الفتنة في العالم العربي، وقال إنه ربما يتراجع عن استقالته إذا وافقت الجماعة على ألا تكون طرفا في الصراعات الإقليمية.

وعلى هامش الاجتماع الوزاري في بروكسل، دعا وزير الخارجية الفرنسي «جان إيف لو دريان» إلى عدم تدخل دول أخرى في الشأن اللبناني.

وقال: «منشغلون بالوضع في لبنان... وقلقون بشأن استقراره... وسيادته وعدم التدخل (في شؤونه)».

ولدى سؤال الصحفيين له عن «الحريري»، قال «لودريان»: «يجب أن تحظى كل الشخصيات السياسية بحرية كاملة في الحركة حتى يتم التوصل لحل سياسي في لبنان».

كما قال وزير الخارجية الألماني، «زيغمار غابرييل»، إن على «الحريري» العودة إلى بلده لأن رحيله هز لبنان.

وحذر وزير خارجية لوكسمبورغ، «جو أسيلبورن»، الرياض، من أن انهيار لبنان سيزيد من زعزعة استقرار الشرق الأوسط المضطرب، مضيفا أن وجود «أزمة رهينة، إذا كان هذا ما يحدث مع رئيس وزراء اللبناني في السعودية، ليست خبرا طيبا للغاية بالنسبة للمنطقة».

وفي 4 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، أعلن «الحريري» استقالته أثناء زيارة للسعودية، قائلا، في خطاب متلفز، إنه يعتقد بوجود «مخطط لاغتياله».

وأرجع قراره إلى «مساعي إيران لخطف لبنان وفرض الوصاية عليه بعد تمكن حزب الله من فرض أمر واقع بقوة سلاحه».

وقال «الحريري»، أمس، في مقابلة تليفزيونية إنه سيعود إلى لبنان «خلال أيام لا أسابيع أو أشهر»، من أجل إتمام الإجراءات الدستورية لاستقالته.

لكن تصريحات «الحريري» من غير المرجح أن تزيل الالتباس والتوتر بشأن ما إن كان قرار استقالته نابعا من إرادته الشخصية، أم أنه في الواقع قد سقط رهينة للسعوديين، أو ما إن كان قد تعرض للضغط ليقدم استقالته كجزء من استراتيجية أوسع لتضييق الخناق على خصم المملكة الإقليمي، إيران.

ولم يقدم «الحريري» إجابات واضحة عن سبب إعلان استقالته من السعودية بدلا من لبنان، ولم يقدم كذلك أي تفاصيل جديدة حول ما وصفه بأنه مؤامرة للقضاء على حياته.

وبدا «الحريري» في لقائه التليفزيوني، شاحبا ومتعبا، وحول عينيه هالات سوداء، وكانت نظراته موجهة أغلب المقابلة إلى جانب الغرفة، كما لو كان ينظر إلى شخص آخر.

وكان الرئيس اللبناني، قال إن رئيس الحكومة «سعد الحريري» يعيش في ظروف غامضة وملتبسة في الرياض، وهو ما أشار إليه أيضا عدد من رؤساء الدول الذين تناولوا هذا الموضوع خلال الأيام الماضية.

 

المصدر | الخليج الجديد+ رويترز

  كلمات مفتاحية

لبنان السعودية الاتحاد الأوروبي الحريري إيران