نعت الصحف المصرية الصادرة صباح الثلاثاء مفاوضات «سد النهضة» التي تعثرت في الاجتماع السابع عشر للجنة الثلاثية، وأعلنت فشل الاجتماع مطالبة الحكومة بالبحث عن سيناريوهات بديلة تلجأ إليها، بينما احتفلت بهبوط أسعار الدولار قرشين في مواجهة الجنيه، لكن الاحتفال المشوب بالحذر جاء وسط توقعات بقرب موجة ارتفاع الأسعار، خاصة تذاكر مترو الأنفاق الذي يعد وسيلة المواصلات الأكثر شعبية بالقاهرة.

واهتمت الصحف بجولة وزير الخارجية التي وصلت إلى المحطة الكويتية لبحث مساعي نزع فتيل الأزمة اللبنانية، وإيضاحات السفير السعودي بالقاهرة حول أسباب طلب الاجتماع العاجل لوزراء الخارجية العرب.

اقتصاديا، نقلت الصحف قلقا برلمانيا من مستويات الدين العام، بالإضافة إلى تكلفة فاتورة الإصلاحات الاقتصادية التي بلغت 105 مليارات، وإعلان هيئة قناة السويس اعتزامها الدخول في شراكة مع شركة الجرافات الإماراتية، لتطوير المواني المصرية.

مباحثات كويتية

أبرزت صحيفة «الأهرام» لقاء أمير الكويت الشيخ «صباح الأحمد الجابر» بوزير الخارجية المصري «سامح شكري» خلال زيارة الأخير إلى الكويت في إطار جولة عربية لمحاولة نزع فتيل الأزمة اللبنانية المتصاعدة، وبحث تطورات الأوضاع في المنطقة، وسبل تعزيز وحدة الصف العربي في مواجهة التحديات المتزايدة.

وقالت الصحيفة إن هناك «توافقا مصريا كويتيا على تعزيز وحدة الصف العربي» وحماية الأمن القومي، موضحة أن «شكري» بحث خلال اللقاء التطورات الأخيرة التي تشهدها المنطقة، وما تنطوي عليه من تصعيد يبعث على القلق، لاسيما عقب الاعتداء الصاروخي من جانب الحوثيين ضد الرياض، وتفجير أنبوب النفط البحريني، والتطورات السياسية على الساحة اللبنانية، الأمر الذي يقتضي تكثيف آليات التشاور وتنسيق المواقف بين الدول العربية حفاظا على الأمن القومي العربي وتجنيب المنطقة المزيد من أسباب التوتر وعدم الاستقرار.

من جانبه، استعرض الشيخ «صباح الأحمد» المساعي التي تقوم بها دولة الكويت من أجل الحفاظ على وحدة الصف العربي ومواجهة التحديات المختلفة، مؤكدا محورية الدور المصري على صعيد العمل العربي المشترك باعتبارها دعامة رئيسية لأمن المنطقة العربية واستقرارها.

وزراء الخارجية العرب

في الإطار ذاته، نقلت صحيفة «المصري اليوم» تصريحات سفير السعودية بالقاهرة ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية «أحمد قطان» التي قال فيها إن دعوة المملكة لاجتماع وزراء خارجية الدول العربية الطارئ بالجامعة العربية، جاء للرد على عربدة الدول المارقة، خاصة إيران وتدخلاتها في الدول العربية، معتبرا أن «الدول العربية تعيش حالة من التوتر وعدم الاستقرار بسبب ممارسات إيران، لذلك علينا التصدي لها بكل قوة لنوقف كل هذا العبث الإيراني في المنطقة».

وشدد «قطان»، على أنه من حق الشعوب أن تعيش في أمن وسلام دون أي تهديدات أو تدخلات، مؤكدا أن السعودية لن تقف مكتوفة الأيدي أمام «عبث إيران في المنطقة» بحسب وصفه، خاصة في اليمن لأنه لولا إيران ما حدث شيء في اليمن لأنها تمد الحوثيين بالأسلحة المتطورة.

في إطار الجامعة العربية أيضا، كشفت صحيفة «الأخبار» عن مباحثات أجراها الأمين العام للجامعة «أحمد أبوالغيط» مع أمير الكويت حول مستجدات الأوضاع الإقليمية بشكل عام، وتطورات عدد من الموضوعات القضايا التي تكتسب أولوية خاصة على المستوى العربي خلال الفترة الراهنة. 

فشل الاجتماع الـ17

تناولت صحيفة «الشروق» أنباء تعثر مفاوضات «سد النهضة» و«فشل الاجتماع الـ17» لوزراء المياه بدول مصر والسودان وإثيوبيا، ونقلت عن مصادر مصرية قولها إن السودان وإثيوبيا أصرا على مواقف متعنتة وحاولا إضافة بنود تبعد نتائج الدراسات عن الحقيقة، بحسب قولهم.

كما نقلت الصحيفة تشديدات خبراء على ضرورة لجوء القاهرة لبدائل أخرى في ملف سد النهضة، من بينها اللجوء لوساطة الدول الكبرى، أو التقدم بشكوى لمجلس الأمن للحفاظ على حقوق القاهرة التاريخية في حصتها من مياه النهر، أو تقديم شكوى لمحكمة العدل الدولية والأمم المتحدة للتدخل في هذا الشأن.

من جانبها أبرزت صحيفة «الوطن» سفر رئيس الوزراء الإثيوبي «هايلي ماريام ديسالين» إلى الدوحة، التي تتوتر علاقاتها بالقاهرة، بدعوة من أمير قطر الشيخ «تميم بن حمد»، وقالت إن ذلك يأتي تزامنا مع فشل اجتماع اللجنة الثلاثية بالقاهرة ورفض الجانبين الإثيوبي والسوداني التقرير الاستهلالي لدراسات آثار السد السلبية.

هبوط الدولار.. وأحاديث الغلاء

واحتفت صحيفة «الأهرام» بهبوط أسعار الدولار أمام الجنيه بنحو قرشين في تعاملات البنوك والصرافة، ليسجل في معظم البنوك 17.58 جنيه للشراء و17.68 جنيه للبيع، وزعمت الصحيفة أن ذلك أدى إلى تدفق مبالغ كبيرة منه خوفا من مزيد من التراجع خلال الأيام المقبلة.

بشريات هبوط الدولار، اصطدمت بكشف صحيفة «المصري اليوم» اعتزام وزارة النقل رفع سعر تذكرة مترو الأنفاق مجددا عقب اكتمال تركيب البوابات الذكية بالمحطات، ونقلت عن المتحدث الرسمي للهيئة العامة لمترو الأنفاق «أحمد عبدالهادي» قوله إن تركيب البوابات الجديدة يعطي الفرصة لتقسيم المحطات إلى شرائح لتحقيق العدالة بين الركاب على غرار جميع دول العالم التي تستخدم هذا النظام، بحسب قوله.

كما صدّرت صحيفة «البوابة» صفحتها الأولى بتوجيهات الرئيس المصري «عبدالفتاح السيسي» بتكثيف إجراءات الرقابة على الأسواق ومنافذ البيع لمكافحة احتكار السلع والتأكد من عدم المغالاة في الأسعار للتخفيف من الأعباء على المواطنين، والتزام الجهات المعنية بتنفيذ منظومة الخبز الجديدة، وهي التوجيهات التي تقترن عادة بارتفاع الأسعار.

الدين العام مقلق

ونشرت صحيفة «المصري اليوم» حوارا مطولا مع وكيل مجلس النواب المصري «سليمان وهدان»، قال فيه إن مستوى ارتفاع الدين العام أصبح مقلقا، وتوقع تدخل البرلمان لوضع نهاية وحد للاقتراض الحكومي، وكشف عن أن ميزانية مجلس النواب الحالية بلغت مليارا و200 مليون جنيه في العام، معتبرا أنها غير كافية للعمل البرلماني.

وشدد «وهدان» على أنه لا تصالح مع جماعة «الإخوان المسلمون» المعارضة بالبلاد، وزعم أن الشعب يرسل رسالة يومية تقول إنه «ليس لكم مكان بيننا»، وأثنى على الأداء البرلماني لنواب حزب النور ذي المرجعية السلفية مؤكدا أنهم بعيدون عن العمل على أساس ديني، وأن أداء نوابهم راق، بحسب قوله.

شراكة مع الإمارات

وأبرزت صحيفة الأهرام إعلان رئيس هيئة قناة السويس والهيئة العامة الاقتصادية لمنطقة القناة الفريق «مهاب مميش»، أن الهيئة بصدد الدخول في شراكة مع شركة الجرافات الإماراتية، لتطوير الموانئ المصرية التي تحتاج إلى أعمال تكريك للنهوض بها، وتطوير المواني الموجودة في المنطقة وخارج البلاد.

وأشار «مميش» إلى أن كراكات الهيئة تقوم حاليا بأعمال تطوير ميناء بورسعيد، بدون الاستعانة بكراكة أجنبية واحدة، وبعد الانتهاء من تطوير الميناء سيتم البدء في تطهير وتكريك بحيرة التمساح بالاسماعيلية وبحيرة البردويل والبحيرات الأخرى، لكي تكون صالحة للاستخدام الآدمي وللحياة البحرية على حد سواء، مشيرا إلى أن هناك توجيهات من القيادة السياسية بالبدء في تطوير شامل لميناء العريش ليكون منفذ شبه جزيرة سيناء على العالم.

فاتورة الإصلاح 105 مليارات

وكشفت صحيفة «الأهرام» أن موازنة العالم المالي الحالي 2016/2017 تخللتها قرارات اقتصادية تم الإعلان عنها، والإصرار على تنفيذها بهدف إصلاح ما أفسدته تشوهات توجيه الدعم لغير مستحقيه، وأن هذه الإصلاحات أدت إلى ارتفاع فاتورة عدد من البنود أصرت الحكومة على تحملها، ووصلت تكلفة تلك البنود نحو 105 مليارات جنيه، لابد من طلب اعتماد إضافي لتغطيتها.

وشملت تفاصيل هذه الإصلاحات بحسب ما أوضحه نائب وزير المالية لشئون الخزانة «محمد معيط»، ارتفاع بند الفوائد من مستويات 292.5 مليار جنيه إلى نحو 316.6 مليار جنيه، بزيادة قدرها 24.1 مليار جنيه، نتيجة تحمل الموازنة بالفروق التي شملت سعر الصرف، فضلا عن أن ارتفاع معدلات الفائدة أوقف الاجراءات الإصلاحية التي تواكبت مع تحرير سعر الصرف، ورفعت كلفة هذا الدين وأدت إلى تحمل الموازنة عبء تلك الخطوة، وتوالي مسلسل ارتفاع التكلفة ليشمل الدعم والمنح والمزايا الاجتماعية، الذي قفز من 206 مليارات جنيه إلى نحو 276 مليار جنيه، بفارق قياسي سجل 70 مليار جنيه.