استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

أحلام «نتنياهو»

الثلاثاء 14 نوفمبر 2017 06:11 ص

لا أظن أن رئيس وزراء الكيان الصهيوني كان ليجد في أكثر أحلامه نرجسية واقعاً مثل هذا الذي يحيط به اليوم، الدولة التي قامت كل فلسفتها على أنها في محيط معادٍ، تجد نفسها اليوم وجيرانها يخطبون ودها، بل يتنافسون في التقرب منها.

مصر تقدم الغالي والنفيس لحماية حدودها الجنوبية، سوريا لم تعد موجودة على الخارطة، الأردن يحافظ على اتفاقية السلام، ودول من الخليج تهرول إلى تطبيع مجاني لا هدف له إلا كسب ود «أحمق واشنطن» المطاع.

ليس هذا وحسب، بل تتطوع دول الطوق ومعها دول خليجية للتضييق على «حماس» وإيقاف المصالحة، وضرب داعمي القضية الفلسطينية، ويرجون من الكيان الصهيوني أن يشاركهم حروبهم البينية وأزماتهم المفتعلة.

الوضع في الحقيقة من السخافة بمكان أن تصرح تل أبيب أنها تغلق مكاتب «الجزيرة» أسوة بالعرب، وأنها تتمتع بعلاقات طيبة مع بلاد الحرمين، وأنها تتشارك في الرؤى ضد الإسلاميين مع جيرانها المسلمين.

لا شك أن «نتنياهو» اليوم يعيش حلماً لم يكن ليتصوره هو ولا أي من قيادات الكيان من قبله، ولكن كيف وصلنا إلى هنا؟ كيف تجاوزنا قاع القيعان إلى ما هو أسفل منه؟

التفسير العربي الدائم هو أننا ضحايا لخطة صهيونية أمريكية للإطاحة بنا، ولبذر الخلاف بيننا، ولتولية شرارنا علينا، ولكن يؤسفني أن أزف إليكم حقيقة مغايرة، نحن هنا بصنع أيدينا وبركة ساستنا الذين أوصلونا إلى هذا المستقر المخجل بعد رحلة مضنية في غياهب غرورهم وجشعهم.

بعد تأسيس الكيان الصهيوني حارب العرب (إسرائيل)، ولكن خلال حربهم لها لم يكونوا متفرغين، فكان أمام «عبدالناصر» حرب المعارضين في الداخل، والسيطرة على القطر السوري. ثم وجد بعث سوريا وحكم الأردن أن الحفاظ على المقاعد خير من استرجاع الكرامة.

ثم ذهبت مصر إلى تل أبيب، وعلى حد تعبير «أحمد مطر»: «لم يعد الثور، ولكن ذهبت وراءه الحظيرة»، واليوم يتسابق البقية الباقية من العرب للحصول على صفقة القرن مع الكيان، وخلال هذا كله لم يحرك الكيان ساكناً.

يمكننا القول إن العدو الصهيوني اكتفى بتوطيد علاقته مع الغرب، وغرس أنيابه في دوائر التأثير هناك، وجلس متفرجاً أمام خلافاتنا وصراعاتنا لا يقض مضجعه إلا المقاومة الفلسطينية، التي انبرى قادة العرب اليوم ليواجهوها.

من المؤسف حقاً أن نعترف أن في منطقتنا من القدرات البشرية وعناصر القوة الاقتصادية والجيوسياسية ما هو كفيل أن يجعل موضوعاً مثل الاحتلال الصهيوني نقطة لا ترى في تاريخنا، لكن هذه النقطة ما زالت تكبر بأيد عربية خالصة.

وأكاد أجزم أنه حتى لو رفعت واشنطن يدها عن الكيان الصهيوني، فإنه لن يجد من يحاربه، بل ربما وجد من يحميه، ولعل منظري النظام العربي يناقشون أهمية وجود (إسرائيل) لضمان استقرار ما تبقى من عالمنا العربي.

الطامة الكبرى هي أن الشعوب العربية اليوم وبعد مآسي العقود الماضية لم يعد عدوها الأول هو ذلك الكيان، بل أصبحنا نقرأ المقالات ونسمع البيانات التي تقول إن (إسرائيل) عدو ثانوي أمام أعداء الداخل العربي.

وأصبحنا نقارن بدون خجل بين جرائم الكيان وجرائم بني جلدتنا، لترجح كفتنا كل مرة، وفي هذه الأثناء يجلس «نتنياهو» على كرسي جلدي في مكتبه مسترخيًا يقول في نفسه «آن لنا أن نرتاح اليوم».

* د. ماجد محمد الأنصاري أستاذ الاجتماع السياسي بجامعة قطر.

  كلمات مفتاحية

الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو النظام العربي التطبيع الخليجي قضية فلسطين المقاومة مصر الأردن