الميليشيات الشيعية تلجأ لـ«التمائم» خوفا من «الدولة الإسلامية»

السبت 17 يناير 2015 03:01 ص

لجأ مقاتلو المليشيات الشيعية والحشد الشعبي إلى المشعوذين والعرّافين للحصول على «التمائم»، معتقدين بأنها تقيهم من الإصابة برصاص المعارك الشرسة التي تدور رحاها في عدد من المحافظات العراقية، خاصة بعد عجزهم عن مواجهة رصاص مقاتلي تنظيم «الدولة الإسلامية» وتفاديه.

ومن ناحية أخرى، وجد المشعوذون في العراق ضالتهم في الحرب،كتجار سلاح يبيعون التمائم والتعاويذ لمقاتلي المليشيات الشيعية، سعر التعويذة الواحدة يختلف بحسب النوع، إذ يصل سعر التعويذة من 100 دولار إلى 1000 دولار، يصنعها مشعوذون وعرّافون مختصون يختمونها بطلاسم سحرية خاصة بهم.

وتنتشر ظاهرة السحرة والمشعوذين بكثافة في المناطق الجنوبية من العراق ذات الغالبية الشيعية.

قال «المحمداوي» وهو أحد مقاتلي الحشد الشعبي، يربط على يديه قطع قماش خضراء اللون، تحتوي كل واحدة منها على تميمة عليها طلاسم سحرية صنعها له أحد المشعوذين، قال  إنه «هو والمئات من رفاقه يذهبون بين فترة وأخرى إلى أحد الروحانيين، على حد وصفه، في مدينة الناصرية جنوب العراق لشراء التمائم والتعويذات التي تقيهم من الرصاص، كما يعتقد».

وأوضح أن «قطعة القماش الخضراء التي يلفها على يديه أنقذته عدة مرات من رصاص قناص استهدفه في معارك شمال بغداد».

في الوقت ذاته أصيب «حيدر السوداني» بذراعه الأيمن رغم حمله تميمة تقيه من الرصاص.

ولفت «حيدر» إلى أن «سبب شرائه للتميمة نصيحة أحد رفاقه، بعد مقتل المئات من رفاقه خلال المعارك ضد مقاتلي تنظيم «الدولة الإسلامية».

وأضاف: أنه «لم يوفق بالتميمة التي اشتراها بـ700 دولار، لكونه أصيب في منطقة الذراع التي يحمل فيها التميمة، كما توعّد بمحاسبة من ابتاعها له، لكونه سخر له مع التعويذة جنياً ضعيفاً غير قادر على حمايته»، على حد قوله.

من ناحية أخرى، قال «أبو كرار» وهو رجل بدت عليه ملامح مخيفة يفرش أمامه مجموعة من الأحجار الكريمة والخرز يبيعها لمن يعتقدون أنها فعلاً تجلب لهم الرزق وتقضي لهم حوائجهم وتحميهم من رصاص الأعداء، في حديث لـ«الخليج   أونلاين»: إن «لديه أنواعاً مختلفة من الخرز يجلبها من الهند وأفريقيا»، وأشار إلى أن «الخرز مختلفة منها للزواج، والرزق، والمنصب، وقضاء الحوائج».

وأكد أن «أكثر من يقبل عليه حالياً، المقاتلون من المليشيات الشيعية لشراء الخرز التي تقيهم من رصاص العدو»، مشيراً إلى أنه «بعد سيطرة مقاتلي تنظيم «الدولة الإسلامية» على أجزاء واسعة من العراق؛ أصبح الإقبال على شراء التمائم والتعويذات والخرز من قبل مقاتلي الجيش والمليشيات بشكل كبير، لكونها تسخر لحاملها أعواناً من الجن يكونون برفقته طالما حملها معه»، وبيّن أن «أكثر ما يباع من التعويذات والخرز هي التي تحمي من الرصاص والانفجارات»، على حد قوله.

من جهته، عزا الباحث الاجتماعي، «أحمد إبراهيم»، سبب تفشي ظاهرة السحر والشعوذة في العراق بعد أن كادت تنقرض في الأعوام الماضية؛ إلى «غياب سلطة القانون، ودور علماء الدين».

وقال «إبراهيم»: إن «علماء الدين يتحملون الجزء الأكبر من المسؤولية في توضيح مدى خطورة السحرة والمشعوذين على المجتمع العراقي، باعتباره مجتمعاً إسلامياً»، مشيراً إلى أن «مثل هذه الخرافات تسيء للإسلام والمسلمين»، وأضاف أن «سلطة القانون المغيبة عن العرافين والمشعوذين سبب آخر لانتشار مثل هؤلاء، علماً أن القانون العراقي يصنف أعمال السحر والشعوذة ضمن جرائم النصب والاحتيال، التي تكون عقوبتها السجن لسنوات».

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

الدولة الإسلامية الميليشيات الشيعية العراق السحر التمائم المشعوذون

استخبارات كردستان العراق: الميليشيات الشيعية قد تسبب مشكلة أكبر من «الدولة الإسلامية»