العلاقات الكويتية التركية أهم من أي وقت مضى.. لماذا؟

الثلاثاء 14 نوفمبر 2017 11:11 ص

اعتبر مراقبون أن زيارة الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان»، إلى الكويت تعكس الرغبة المشتركة لتقوية العلاقات الثنائية بين البلدين على مختلف المستويات، وهي العلاقات التي تعتبر أهم من أي وقت مضى، نظرا للظروف والأوضاع المتشابكة التي تمر بها المنطقة، لا سيما ما يتعلق بالأزمتين الخليجية والسورية.

وعلى الصعيد السياسي، تعتبر العلاقات التركية الكويتية على مدى عقد كامل، من العلاقات الأكثر تميزا واستقرارا في منطقة الخليج، مقارنة بالعلاقة التي تربط تركيا بدول الخليج الأخرى، والتي عادة ما تشهد صعودا أو هبوطا، حسب التطورات الإقليمية أو التقلبات السياسية.

وبحسب صحيفة «القبس» الكويتية، يعتبر العام الحالي علامة فارقة في تاريخ العلاقات بين البلدين، حيث شهد زيارات رسمية رفيعة المستوى للطرفين، شهدت توقيع العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم المشتركة، كما تم الاتفاق أيضا على متابعة التعاون والتنسيق سياسيا وزيادة حجم التبادل التجاري والاستثمارات المشتركة، وكذلك زيادة التعاون الدفاعي والعسكري بين البلدين.

ووفق مراقبين، لا تقتصر أهمية العلاقات التركية الكويتية على الصعيد الثنائي فقط، بل ينظر إليها أيضا على أنها علاقات ضرورية وحيوية بالنسبة الى المنطقة، فالبلدان يحاولان احتواء الأزمات الإقليمية التي اندلعت أخيرا، والبحث عن حلول سلمية لها، كما أنهما يتبعان سياسة نشطة فيما يتعلق بالدبلوماسية الإنسانية.

ويعد الملف السوري من الملفات المشتركة التي يتعاون فيها الطرفان على تلبية احتياجات النازحين واللاجئين السوريين.

ويثمّن الجانب التركي كثيرا للكويت موقفها إبان المحاولة الانقلابية الفاشلة، فعلى عكس بعض الدول التي تأخرت وأتاحت بعض منابرها الإعلامية لشخصيات معارضة، أملاً في سقوط الحكومة التركية المنتخبة، كانت الكويت سبّاقة في إدانة الانقلاب.

ويحظى الجهد الذي تبذله الكويت وأميرها الشيخ «صباح الأحمد الجابر الصباح» في الأزمة الخليجية الأخيرة بتقدير تركي كبير، وتعد تركيا من أوائل الدول التي تواصلت مع الكويت فور اندلاع الأزمة ودعمت مبادرتها في الوساطة.

وللأسباب السابقة، بهذا المعنى، فإن الجهد التركي الكويتي مهم جدا بالنسبة الى أمن واستقرار المنطقة، وهناك بالتأكيد من لا يناسبه هذا الوضع ويريد تقويض الجهود الدبلوماسية الثنائية، وهناك في المقابل من يريد استمرارها وعدم توقفها.

ويسعى البعض الى تقليل حجم الجهود المشتركة للدولتين أو الإشارة إلى فشل مساعيهما، في الوقت الذي يتم إغفال حقيقة أنهما نجحتا في منع اندلاع حرب جديدة في المنطقة.

وكان أمير الكويت قال خلال مؤتمر صحفي مع الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» في البيت الأبيض، في سبتمبر/أيلول الماضي، إن الكويت نجحت في منع «عسكرة» الأزمة الخليجية.

في المقابل، نجحت تركيا في تحقيق الهدف نفسه عندما فعّلت تعاونها الدفاعي مع قطر.

الاقتصاد

وبالإضافة للأهمية السياسية للعلاقات بين البلدين، تأتي الأهمية الاقتصادية، حيث يسعى الطرفان إلى تعزيز هذه العلاقات بما يعكس القدرات الكامنة للبلدين، إذ تسعى الحكومتان إلى رفع التبادل التجاري إلى 3 مليارات دولار بحلول عام 2020.

وعلى الرغم من أنه رقم طموح، فإن هناك إمكانية بالفعل إلى الاقتراب منه، فقد سمحت التسهيلات التي أقرتها الحكومة التركية في القطاعات الاستثمارية المختلفة للكويتيين بالاستثمار بشكل كبير في السنوات الأخيرة، خصوصا في قطاع المصارف والبنى التحتيّة والسياحة، وللهيئة العامة الكويتية للاستثمار، استثمارات في قطاعات مختلفة في تركيا.

وبفضل قانون التملّك الذي تم إقراره في السنوات الأخيرة، الذي يعطي ميزات إضافية كالإقامة، ازداد حجم المستثمرين الكويتيين في المجال العقاري بشكل كبير، ويحتل المواطنون الكويتيون موقعا متقدما في قائمة المتملكين الأجانب للعقارات التركية.

وتعتبر الكويت من أولى الدول الخليجية التي استثمرت في القطاع المصرفي في تركيا.

والبنك الكويتي التركي من النماذج الرائدة في العمل المصرفي المشترك، وهو واحد من أهم البنوك الإسلامية في تركيا اليوم.

وهناك أيضا بنك برقان، الذي دخل تركيا عام 2012 بعد استحواذه على يوروبنك تكفين، كما افتتحت بعض البنوك الكويتية فروعاً لها في تركيا لتسهيل التعاملات المالية للمواطنين.

ويعتبر القطاع السياحي من القطاعات المهمة بالنسبة إلى تركيا، التي تحرص دائما على كل ما من شأنه تشجيع السياحة وتسهيلها.

وعلى الرغم من أن عدد السياح الخليجيين عموما لا يزال قليلا مقارنة بالسياح الأجانب، فإن عدد الزائرين والسياح القادمين من الكويت في ازدياد متواصل خلال السنوات القليلة الماضية، حيث بلغ عددهم عام 2016 قرابة 180 ألفا.

التعاون الدفاعي

يرى بعض الخبراء العسكريين أن العلاقات الدفاعية بين البلدين أقل مما هو مطلوب، حتى مقارنة بالعلاقات الموجودة بين تركيا وباقي دول مجلس التعاون الخليجي، لا سيما في ما يتعلق بالتعاون في مجال الصناعات الدفاعية، إذ قامت أنقرة خلال السنوات القليلة الماضية بصفقات عسكرية مع مختلف دول مجلس التعاون، إلى أن المحاولات مستمرة لتقوية العلاقات في هذا الجانب.

ويعتبر طموح أنقرة بالمشاركة في الخطط الكويتية لتطوير وتحديث القطاع الدفاعي والعسكري الكويتي أكبر بكثير مما تمّ حتى الآن.

ووصل الرئيس التركي إلى الكويت أمس الإثنين، والتقى اليوم أميرها الشيخ «صباح الجابر الأحمد الصباح»، ومسؤولين آخرين، وبحثا العديد من القضايا.

والكويت هي ثاني محطة من جولة الرئيس التركي التي بدأها أمس بزيارة روسيا، ويختتمها بزيارة قطر. (طالع المزيد)

  كلمات مفتاحية

الكويت تركيا العلاقات الكويتية التركية أردوغان أمير الكويت

الكويت وتركيا.. 4 قمم في 2017 تعزز العلاقات