«لوفيغارو»: لقاء «الحريري» المتلفز أقرب إلى فيلم رعب وجاسوسية

الثلاثاء 14 نوفمبر 2017 04:11 ص

«حوار تلفزيوني غريب بدا فيه الرعب على وجهه»، هكذا وصفت صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية، الحوار التلفزيوني الذي أجراه رئيس الحكومة اللبنانية المستقيل «سعد الحريري»، مساء الأحد الماضي، مضيفة: «يمكن أن يكون حلقة من تلفزيون الواقع أو فيلم جاسوسية».

وفي افتتاحيتها، قالت الصحيفة إن الأمر يتعلق بـ«سر السيناريو غير القابل للتصديق عن استقالة مفروضة بالقوة، على الحريري من قبل رجل السعودية القوي (ولي العهد الأمير) محمد بن سلمان»، بحسب ما نقلته عنها صحيفة «العربي الجديد».

إجبار على الاستقالة

وحسب شهادات مختلفة تم تجميعها في لبنان ومصادر متنوعة، وفق الصحيفة، تحدثت عنها وسائل إعلام لبنانية وأجنبية، ترسّخ أن «رئيس الحكومة قطع بعنف كل اتصالٍ مع مستشاريه الأكثر قرباً، ولم يخبر أحداً بنيته في الاستقالة، حين تم استدعاؤه إلى الرياض، يوم 2 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري».

وأضافت: «فور وصوله للعاصمة السعودية، سُحب منه هاتفه الخاص، وساعته الذكية، وتمت معاملته دون احترام للمقام الذي يمثله».

وتتابع: «حين ظهر في التلفزيون السعودي، في الرابع من نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، لم يكن يحمل ساعته، اتضح بالنسبة لمن يعرفونه أنه ليس من كتب إعلان الاستقالة».

وتنقل الصحيفة أن بعض المصادر تقول إن «الحريري» قضى ليلة أو ليلتين في فندق «ريتز كارلتون»؛ حيث يحتجز الأمراء السعوديون المتهمون بالفساد من قبل الأمير «بن سلمان»، قبل أن يعود إلى مقر إقامته تحت مراقبة مشددة، وقبل أن يبعث إشارات تثبت أنه «لا يزال حيّا».

كما تتحدث الصحيفة عن إصرار الصحفية اللبنانية، «بولا يعقوبيان»، التي أجرت الحوار مع «الحريري»، الأحد الماضي، على طرح أسئلة تثبت للمشاهد أن اللقاء أصيل ومباشر.

وكانت الأسئلة صريحة ومباشرة، عن كتابته لرسالة الاستقالة، وعن دخوله لفندق «ريتز كارلتون»، وعن سبب قطع الاتصال مع مقربيه.

وتتحدث الصحيفة الفرنسية عن غضب يسود عائلة «الحريري» وحزبه، من سعي السعودية لاستبداله بأخيه الأكبر «بهاء الحريري».

وتعلق «لوفيغارو» بأن أجوبة «الحريري» كانت تتقصد تكذيب رواية الإكراه الذي يكون قد مُورِس عليه.

ولكن، وبعيداً عن كلماته، «كان كل شيء في تصرفاته يبدو مناقضاً لكلامه».

رعب

وتشير الصحيفة الفرنسية إلى اللقطة التي يظهر فيها «الحريري» منهاراً وغير قادر على الابتسام، وهو على وشك البكاء والصحفية تنصحه بشرب الماء من كأسها، لأنها لم تلمسه.

وتصف الصحيفة هذه اللقطات، وتقول إنها تلخص، لوحدها، لحظة تلفزيونية غريبة، اعتبرها كثيرٌ من اللبنانيين، سواء اتفقوا مع الشخصية السياسية أو اختلفوا معها، «قاسيةً من الناحية الإنسانية»، خصوصاً حين التقطت الكاميرا غفلةً صورة رجلٍ واقف خلف الصحفية اللبنانية، وورقة بيضاء بين يديه، ثم نظرة «الحريري» السوداء، وعيناه الغائرتين.

وتتحدث «لوفيغارو»، عن صُوَر بُثّت مباشرة على «تويتر» يمكن أن يُقرَأ فيها الرعب على وجه «الحريري»، وترسم سيناريوهات حول الضغوط السياسية الممارسة مباشرة على المسؤول اللبناني.

وفي نهاية المطاف، فإن الأداء التلفزيوني لرئيس الحكومة اللبناني المستقيل لم يكذّب مَحكيَّ الأحداث التي تطورت مع مرور الوقت، كما أن تدخله لم يوضح، هو الآخر، الوضعية على المستوى السياسي.

ورغم حديث «الحريري» في لقائه مع قناة «المستقبل» عن إمكانية العدول عن استقالته، وهو ما حظي بتعليقات وتأويلات متعددة، إلاّ أنه، كما تقول الصحيفة الفرنسية، «يجب انتظار خطابات جديدة قادمة من السعودية».

وفي وقت سابق اليوم، قال «الحريري»، عبر «تويتر»، إنه بخير، وسيعود إلى بلاده خلال أيام، لافتا إلى أن أسرته ستستقر في السعودية.

وفي 4 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، أعلن «الحريري» استقالته من منصبه، أثناء زيارته للسعودية، ملمّحاً في خطاب متلفز إلى وجود مخطط لاغتياله.

وأرجع «الحريري» قرار الاستقالة إلى «مساعي إيران لخطف لبنان وفرض الوصاية عليه، بعد تمكن حزب الله من فرض أمر واقع بقوة سلاحه».

لكن الرئيس اللبناني، «ميشال عون»، أعلن أنه لن يقبل استقالة «الحريري» حتى يعود إلى لبنان ليفسر موقفه.

وطالب «عون»، السبت، الرياض بتوضيح الأسباب التي تحول دون عودة «الحريري» إلى بيروت.

ويدرس الرئيس اللبناني، التصعيد دوليا، والتقدم بشكوى إلى مجلس الأمن الدولي، لمعرفة مصير «الحريري»، الذي تؤكد بيروت أنه مختطف، وقيد الإقامة الجبرية.

المصدر | العربي الجديد + الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

الحريري استقالة الحريري السعودية لبنان العلاقات السعودية اللبنانية