كشف مصدر عراقي مقرب من رئيس الوزراء «حيدر العبادي»، أن بغداد ستعتذر عن استقبال ولي العهد السعودي، الأمير «محمد بن سلمان»، في زيارته المقررة خلال الشهر الجاري.

وقال النائب «جاسم جعفر» عن ائتلاف دولة القانون، الكتلة التي ينتمي إليها «العبادي»، في تصريحات صحفية، إن «العبادي وجه دعوة إلى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، خلال زيارته الأخيرة إلى السعودية الشهر الماضي، حيث تم الاتفاق على أن تكون الزيارة في بداية الشهر الجاري».

وأضاف: «الأحداث الأخيرة في السعودية والمنطقة، وقضية لبنان واستقالة رئيس الحكومة سعد الحريري، كلها عقدت الأمور، فأصبح من الصعب على العراق أن يستقبل شخصا قد يسبب ضررا له في المستقبل جراء المشكلة بين السعودية وإيران»، بحسب صحيفة «القدس العربي».

ولم يصدر بعد أي موقف رسمي من الحكومة العراقية بشأن إلغاء زيارة «بن سلمان»، التي من المتوقع تأجيلها، على خلفية التصعيد القائم بين الرياض وطهران، وتهديد السعودية بشن حرب ضد «حزب الله» في لبنان، بعد استقالة رئيس الوزراء اللبناني «سعد الحريري»، في خطاب متلفز من العاصمة السعودية.

وتمر العلاقات السعودية العراقية، في الشهور الأخيرة، بمرحلة من الانتعاش والتحسن الملحوظ، خاصة بعد توقيع مذكرة تأسيس المجلس التنسيقي بين البلدين، الشهر الماضي.

وتابع القيادي في حزب «الدعوة الإسلامية» حديثه، قائلاً: «العراق يريد أن يبقى مستقلا وليس طرفا مكان طرف آخر، فقد أصبح من الطبيعي أن وقت الزيارة غير مناسب حاليا، إلا بعد رؤية نتائج ما يحدث في المنطقة».

ووفق النائب المقرب من «العبادي»، فإن «التأجيل حتما سيكون من الجانب العراقي، لأن العراق لا يستطيع استقبال شخص يريد التصعيد مع إيران وحزب الله وأطراف حتى في داخل العراق»، محملا الرياض مسؤولية التصعيد في المنطقة.

وتحتفظ بغداد بعلاقات وثيقة مع طهران، وتستعين الحكومة العراقية بقوات إيرانية في حربها ضد تنظيم «الدولة الإسلامية».

وتشهد العلاقات السعودية - العراقية في الآونة الأخيرة حراكا رسميا، وذلك بعد زيارة وزير الخارجية السعودي «عادل جبير» إلى بغداد، ثم أتبعها رئيس الوزراء العراقي «حيدر العبادي» بزيارتين إلى السعودية التقى خلالهما الملك «سلمان بن عبدالعزيز».

وفي 21 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أطلق المجلس التنسيقي بين السعودية والعراق، حيث عقد البلدان اتفاقيات غير مسبوقة برعاية «سلمان»، و«العبادي»، وحضور وزير الخارجية الأمريكي «ريكس تيلرسون».

وقبل ذلك، أجرى وزير الداخلية العراقي «قاسم الأعرجي»، زيارة إلى السعودية التقى فيها ولي العهد «محمد بن سلمان»، وأعقب زيارة «الأعرجي»، وصول زعيم التيار الصدري في العراق، «مقتدى الصدر»، إلى المملكة العربية السعودية، التقى خلالها بولي العهد أيضاً.

ومن المتوقع أن يتسبب إلغاء زيارة «بن سلمان» في تجديد التوتر بين الرياض وبغداد، بعد قطيعة في العلاقات استمرت لأكثر من 27 عاما، إثر حرب الخليج الثانية عام 1990.