أعلنت هيئة الترفيه السعودية، إحياء الفنان العراقي «كاظم الساهر» حفلين غنائيين في الرياض وجدة، بحضور العائلات، ضمن فعاليات «شتانا ترفيه».

وأشارت الهيئة عبر حسابها على «تويتر» إلى أن «الساهر سيغني في جدة ليلة 28 ديسمبر/كانون الأول ‏المقبل، فيما يغني الليلة التي تليها في الرياض»، دون الإشارة إلى مكان إقامة الحفلين.

كما تشهد مدينتا الرياض وجدة إطلاق أولى الحفلات الغنائية النسائية نهاية شهر نوفمبر/تشرين الثاني الجاري وبداية شهر ديسمبر/كانون الأول المقبل، وستكون البداية مع الفنانة «بلقيس فتحي» التي ستغني في فندق الهيلتون بمدينة جدة ليلة الأربعاء 29 نوفمبر/تشرين الثاني.

فيما ستغني الفنانة «هبة طوجي» في مركز الملك فهد الثقافي بالرياض ليلة الأربعاء 6 ديسمبر/كانون الأول، وسيكون الحضور محصورا على النساء فقط.

ويحيي الفنان والمؤلف الموسيقي اليوناني «ياني» حفلا في جدة في الثلاثين من الشهر الجاري، والأول من ديسمبر/كانون الأول المقبل، فيما يحيي حفله الثاني في الرياض يومي الثالث والرابع من ديسمبر/كانون المقبل.

ويغني ليلة الخميس فنان العرب في مركز الملك فهد الثقافي بالرياض، حيث بيعت كامل مقاعد الحفل.

وفي الرابع والعشرين من الشهر الجاري يغني «عبادي الجوهر» و «نبيل شعيل» في جدة، فيما يحيي الفنان «رابح صقر» حفلا غنائيا في الدمام ليلة الثلاثين من الشهر الجاري.

جدل حول حفلي «الساهر»

ولقي إعلان هيئة الترفيه السعودية عن إقامة حفلي «الساهر»، جدلا واسعا بين المغردين السعوديين على مواقع التواصل الاجتماعي.

وفي حين استنكر مغردون إقامة الحفلين عبر وسم «#كاظم_الساهر_في_السعودية» على «تويتر» واعتبروه ضمن «الفتن» التي تشهدها السعودية، رحب آخرون بأول إطلالة للفنان «الساهر» في المملكة.

واستنكرت «سومة» «ياربي هذه نهاية الدنيا، كثرة الزلازل، كثرة المعازف، كثرة الفتن أتوقع أغلب علامات الساعه الصغرى صارت.. يارب ترحمنا وتغفر لنا شي يخوف والله».

وقالت «نوين» «هل مثل هالحفلات تخلينا متطورين ونواكب الدول المتقدمة مثلا.! الي متأكده منه إن هالاشياء تغضب ربي ولاترضيه وإحنا بحاجة ربي يرحمنا وينصرنا عالفتن الي قاعده تصير حولنا».

وأكد «عامر القحطاني»، «ينبهنا الله بالهزات الأرضية المتتابعة لعلنا نتذكر ولكننا نستمر بمبارزته! هذا مع أن رسولنا قد نبهنا بأن عذابنا في الدنيا سيكون بالفتن والزلازل والقتل لكننا لا نريد إبصار هذه الآيات غرورا وتكبرا من أنفسنا (سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق)».

وأضاف «عبدالله ملكي» «الهزات الارضيه تضرب في الشمال و الجنوب وعندنا حرب في اليمن و حرب وشيكه في لبنان و هالحمير همهم من الفنان اللي يجيبونه السعودية ختفو عليكم وعلى من جمعكم».

وأشار «فهد المطيري» إلى أنه «جاري تحويل الشعب الى رقاصات في وقت تعصف فيه الفتن والحروب والزلازل بالمنطقة انحطاط واستخفاف وكأنهم يأمنون مكر الله».

وفي الجانب الآخر، فضل آخرون الترحيب بإقامة حفلات للساهر بالسعودية، كأول إطلالة للفنان العراقي بالمملكة، معتبرين أنها ضمن الأحلام التي صارت حقائق.

ووصفت إحدى المغردات الإعلان عن حفلتي الفنان كاظم الساهر في السعودية بـ«الحلم»، وقالت في تغريدتها: «وصار الحلم حقيقة، القيصر على مسارح السعودية».

وكتبت «حنان»، حضور الفنان الساهر للسعودية بـ«اللحظة التاريخية»، وكتبت في تغريدتها: «هرمنا من أجل هذه اللحظة التاريخية».

وقالت «وفاء»: «هو أعظم يومٍ في التاريخ وأجمل خبرٍ في الدنيا»، ووافقتها «رحاب» بقولها: «سيضج المسرح عظمة بوجوده من الان الأيادي والقلوب عطشى».

وأضاف «سلطان» «فنان يستحق أن يكون بين جمهوره الكبير في السعودية، مطرب بكل ماتحمله الكلمة من معنى».

وكانت «رؤية 2030» التي أطلقها ولي العهد السعودي «محمد بن سلمان»، العام الماضي، تضمنت تنشيط فعاليات «هيئة الترفيه».

وبدأت الهيئة في سبتمبر/أيلول من العام 2016 بإطلاق فعاليات في العاصمة الرياض ومن ثم محافظة جدة غربي البلاد، في محاولة منها لبدء نشاطاتها على نطاق واسع داخل السعودية.

وتشهد فعاليات «الهيئة العامة للترفيه»، صراعا محتدم بين التيارين المحافظ والليبرالي على الساحة السعودية.

ويعكس هذا الصراع جانبا مهما من التحديات التي تواجه ما تطلق عليه الدولة خطط الإصلاح؛ والتي - حسب مراقبين - ستصطدم بأنماط الثقافة والاجتماع السائدة في المملكة منذ عقود، خاصة أنها لا تقتصر على إصلاح الاقتصاد، بل تمس بصورة مباشرة دور رجال الدين الرسميين والمستقلين في المجال العام.

وفي مارس/آذار الماضي، أفتى مفتي عام السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء ورئيس اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء، الشيخ «عبدالعزيز آل الشيخ»، بتحريم الحفلات الغنائية والسينما، قائلا إنه «لا خير فيها وضرر وفساد كله مفسد للأخلاق ومدمر للقيم ومدعاة لاختلاط الجنسين».

وقال المفتي: «إن الحفلات الغنائية والسينما فساد.. السينما قد تعرض أفلاما ماجنة وخليعة وفاسدة وإلحادية، فهي تعتمد على أفلام تستورد من خارج البلاد لتغير من ثقافتنا».