بعد 75 يوما وحالة وفاة.. إخلاء سبيل «معتقلي الدفوف» بمصر

الخميس 16 نوفمبر 2017 10:11 ص

«أيوة الشباب أخذت إخلاء سبيل.. لكن احنا خرجنا ناقصين واحد عظيم، لا يقل عظمة عن الشباب المعتقلين، ولازم نحس بحق الواحد دا كويس قبل ما نفرح ونمشي ونجيب حقه ولا ننساه، عشان لو في فرحة تبقى أكبر، حمدا لله على سلامة الرجال، وعقبى لرجال دابود، ورجال أحداث كلابشة وكل معتقل مظلوم، ورحم الله المناضل والشهيد جمال سرور ويجعل مثواه الجنة يا رب».

بارتياح مشوب بالحزن، زفت صفحة «النوبة» على «تويتر» إلى متابعيها خبر إخلاء الأجهزة الأمنية في أسوان عن 24 نوبيا معتقلا من مسيرة الدفوف، وذلك بعد قرار محكمة مصرية بأسوان (جنوبي مصر) إخلاء سبيل جميع المتهمين في القضية المعروفة إعلاميا بـ«معتقلي الدفوف».

وسيطرت حالة من الارتياح الممزوج بالحزن بين أهالي وأسر المفرج عنهم حدادا على وفاة الناشط النوبي «جمال سرور» أحد محتجزي مسيرة الدفوف والذي توفي في محبسه الأسبوع الماضي بعد إصابته بغيبوبة سكر، إثر دخوله في إضراب عن الطعام بعد أن تجاوز شهرين في الحبس الاحتياطي دون محاكمة.

وبينما عبر نوبيون عن ارتياحهم المبدئي للقرار وتطلعهم لإخلاء سبيل بقية النوبيين المحتجزين على ذمة أحداث مماثلة، شدد آخرون بضرورة حل الأزمة بشكل جذري وإعادة توطين النوبيين في أراضيهم بالنوبة القديمة على ضفاف نهر النيل، وإلغاء القرار 444 الجائر المخالف للدستور الذي اعتبر تلك الأراضي منطقة عسكرية لا يجوز للمواطنين دخولها.

وألقت قوات الأمن منذ أيام القبض على 10 نوبيين آخرين أثناء احتجاجهم على وفاة «جمال سرور» بمنطقة كلابشة بمحافظة أسوان (جنوب).

وترجع بداية الواقعة إلى إلقاء قوات الأمن المصرية القبض على المعتقلين ثالث أيام عيد الأضحى الماضي أثناء تنظيمهم مسيرة بالدفوف وأحالتهم إلى النيابة، التي وجهت لهم تهم «التظاهر دون تصريح مسبق من الجهات المختصة، وقطع الطريق العام، وترديد الهتافات والشعارات، التي تندد بالدولة».

ودخل المحتجزون في إضراب مفتوح عن الطعام احتجاجا على استمرار حبسهم، ولقي الناشط النوبي «جمال سرور» حتفه في السجن نتيجة لإصابته بغيبوبة سكر، وتأخر إدارة السجن في نقله إلى المستشفى، وفق تقارير حقوقية.

وكانت «مسيرة الدفوف» تهدف إلى إقامة حفلات غنائية وقيام القيادات النوبية بالمطالبة بحقوق النوبيين التاريخية، ورفض ممارسات الدولة من مماطلتها تجاه تنفيذ المادة الدستورية رقم 236 التي تقضي بإعادة النوبيين إلى أراضيهم، وإصدار القرارات الظالمة ومنها القرار الجمهوري رقم 444 لعام 2014 المختص بإعادة ترسيم المناطق الحدودية، ما أدى إلى اقتطاع 17 قرية نوبية من المناطق المعروفة بـ«أراضي العودة» للنوبيين، وتصنيفها كمناطق عسكرية، وحظر السكان من العيش فيها، الذي صدرت توصية من هيئة المفوضين من مجلس الدولة مؤخرا بإلغائه.

وأعلن الاتحاد النوبي العام في أسوان، عن أسفه من استمرار حبس متهمي «مسيرة الدفوف».

وأبدى الاتحاد، في بيان «اعتراضه على إلقاء القبض على مجموعة جديدة من أبناء النوبة في أحداث منطقة كلابشة، ومطالبة أبناء النوبة بالإفراج عن ذويهم المحبوسين، والتعبير عن غضبهم لوفاة جمال سرور، داخل محبسه»، داعيا «أبناء النوبة إلى التوحد، واتخاذ كل السبل الشرعية للإفراج عن المحبوسين، وتحقيق أحلام النوبة وطموحاتها والعودة إلى ضفاف بحيرة ناصر».

كانت المادة 236 من الدستور المصري كفلت للنوبيين حق إعادة التوطين في أرض أجدادهم خلال 10 أعوام من الموافقة على الدستور، ويلزم الدولة بالقيام بمشاريع تنموية هناك والحفاظ على الثقافة والهوية النوبية.

وكان النوبيون عرضة لسلسلة من عمليات التهجير والنزوح خلال القرن الماضي، حدثت بين عامي 1902 و1963 بسبب بناء خزان أسوان والسد العالي.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

معتقلي الدفوف مسيرة الدفوف النوبيين النوبة القرار 444 النوبة القديمة