«النهضة» التونسية تجدد تعهدها بفصل العمل السياسي عن الدعوي

الخميس 16 نوفمبر 2017 03:11 ص

جددت حركة النهضة في تونس، تعهدها بالمضي قدمًا، في الفصل بين العمل السياسي للحزب والأنشطة الدعوية، لكن مراقبين شككوا في هذه الخطوة، ووصفوها بأنها «قرار تكتيكي»، فرضته ضغوط خصومها السياسيين، وجاءت نتيجة للتحولات الداخلية والإقليمية.

وأكد المكتب التنفيذي للحركة الإسلامية، في بيان نشره، الخميس: «التزامه بتفعيل قرار المؤتمر العاشر، المتعلق بخيار التخصّص، والمضي قدمًا في الفصل الجاد بين السياسي والدعوي، ورفض قيام القيادات السياسية للحركة، بأي نشاط مجتمعي؛ منعًا لأية ازدواجية قيادية في المجالين»، بحسب «إرم نيوز».

وكان رئيس الحركة «راشد الغنوشي»، قال: إن «النهضة ستترك الشأن الدعوي للجمعيات المدنية، وستتحول إلى حزب يعمل في الحقل السياسي فقط»، واصفًا ذلك، بأنه «محطة من محطات التطور، التي تمر بها النهضة».

بيد أن تصريحات «الغنوشي»، أثارت في المقابل شكوكًا عديدة من الأطراف السياسية والنخبة في تونس، التي ترى أن التوجه الجديد لحركة «النهضة» «نابع من محاولتها تجنب الضغوط الخارجية، وإزالة مخاوف طبقة واسعة من التونسيين، ما تزال متشككة في نواياها وأهدافها، أكثر مما هو نابع عن قناعات ومراجعات داخلية».

وأضاف «الغنوشي»، أن «هذا الفصل يأتي في سياق التطور الفكري والسياسي، الذي تمر به حركته، منذ سنة 2011، تاريخ انطلاق الربيع العربي».

وقال المحلل السياسي التونسي، «عبدالله العبيدي»، إن «إعلان حركة النهضة عن التزامها بالفصل بين الدعوي والسياسي، لا يعني أننا اليوم إزاء انقلاب فكري في صلب الحركة، تصبح بموجبه منخرطة بشكل كلي ومبدئي، في مسارات التحديث والعَلمَنة، بأبعادها الثقافية والاجتماعية والسياسية».

وأضاف «العبيدي»، أن «هذا الأمر، اقتضته الحاجة إلى إعادة تشكيل مشروع الإسلام السياسي التونسي، في ضوء متطلبات التجديد الداخلي لأجهزته التنظيمية، وتكيّفًا مع ما فرضته السياقات المحلية والإقليمية والدولية من متغيرات، لم تعد تسمح باستمرار هذا المشروع بأشكاله القديمة».

ومن جانبه، وصف الباحث التونسي، «أنيس الخليفي»، تعهد حركة النهضة بفصل الدعوي عن السياسي، بأنه «مناورة سياسية»، مشيرًا إلى أن «كل حزب يقوم على الإيديولوجيا، ينهزم داخله المصلحون أمام المحافظين الرافضين للتغيير».

وقال «الخليفي» إن «لديه شكوكًا كبيرة في نوايا حركة النهضة»، مضيفًا: «مضى اليوم أكثر من عام على مؤتمر حركة النهضة، الذي أقرت فيه الفصل بين الدعوي و السياسي، و لكن لم يتغير شيء في توجهات هذه الحركة».

وكانت حركة النهضة، أقرت في 22 من مايو/أيار 2016، خلال مؤتمرها العاشر، الفصل بين نشاطاتها الدينية والسياسية؛ «بهدف التأقلم مع التطورات الجارية في هذا البلد، الذي لا يزال بمنأى عن الأزمات التي ضربت بقية دول الربيع العربي».

المصدر | الخليج الجديد+إرم نيوز

  كلمات مفتاحية

تونس الغنوشي النهضة فصل الدعوي عن السياسي قرارـ عام مناورة تحليل