بالفيديوهات والصور.. فنانون مصريون فارقوا الحياة كما لو كانوا يمثلون!

الخميس 16 نوفمبر 2017 08:11 ص

لعله من الصعب تخيل تجسيد ممثل لدور ما في فيلم سينمائي، ثم يتحقق هذا المشهد كحقيقة على أرض الواقع، مفاجأة حدثت مع بعض الفنانين الذين تشابهت طريقة مفارقتهم الحياة مع مشاهد جسدوها في أفلامهم.

ربما سيبدو الأمر غير مرتب، ولكن لأنّ السينما عودتنا دائمًا أن نطلق خيالنا للعنان، فتخيلت كأنّ قلم بعض المؤلفين أطلق خياله ليوافق القدر، ووافقت نهايته ما كتبه الله  على الفنانين المصريين في الأفلام.

«سعاد حسني» والحادثة التي تمنتها

كانت تسير بسيارتها، في أحد الأفلام، وهي في منتهى الحزن، وفجأةً وجدت جمع من الناس يلتف حول إحدى العقارات السكنية، حيث كانت هناك خادمة تكاد أن تسقط من إحدى الأدوار العليا، وتخيلت نفسها مكان تلك الخادمة تواجه نفس المصير، بحسب موقع «أراجيك».

وبالفعل حدث مع «سعاد حسني» ما تحقق في هذا المشهد من فيلم «موعد على العشاء»، وسقطت من إحدى العقارات السكنية في لندن، وكان هذا الحدث بمثابة صدمة كبرى لكل عشاق الراحلة التي كانت دائمًا كالفراشة، ولم يتخيل أحد أنّ تلك الفراشة الجميلة ستواجه ذلك المصير المؤلم.

ورغم أن كل المؤشرات كانت تقول بأنّها لم تنتحر (شاهد الفيديو)؛ لأنّها كانت تريد أن تعود مرة أخرى الى مصر، ولكن الأمر لم يتحقق .. وبقي السؤال من قتلها؟

شارك كل من: «أحمد زكي»، و«حسين فهمي» بطولة الفيلم مع «سعاد حسني»، و«موعد على العشاء» كان من تأليف وإخراج الراحل «محمد خان».

«أحمد زكي» والموت كـ«عبدالحليم حافظ»

«ميهمنيش (لا يهمني) أموت دلوقتي (الآن) ميهمنيش أموت بعد 100 سنة أنا يهمني لما أموت أفضل محافظ على مكانتي (إبداعي الفني)» اختتم «أحمد زكي» حياته الفنية بتلك الكلمات في نهاية فيلم «حليم»، وكأنّه يختم حياته هو، فقد تشابهت نهاية حياة «أحمد زكي» مع حياة «عبدالحليم» حتى في الختام.

وبرغم اختلاف نوعية المرض بينهما، لكن طريقة الموت كانت واحدةً فجلس كل منهم يستقبل ملك الموت على فراشه، ثم أُسدل الستار على حياتيهما.

و«عبدالحليم» لم يكن شخصيةً عابرةً في حياة «زكي»، فمن الواضح أنّه منذ بداية دراسته في معهد الفنون المسرحية، وهو يعرف تفاصيل شخصيته جيدًا لدرجة قدرته على تقمصه، (شاهد الفيديو) وهو يغني بشكل آثار إعجاب زملائه خاصةً الفنانة «عفاف شعيب» التي كانت صديقته المقربة في المعهد.

وهذا ما جعل «زكي» يُجسد سيرته الذاتية في الفيلم الذي كانت «شعيب» ترى أنّ نهاية «زكي» ستكون من خلال نهاية «حليم»، فعندما أبلغها «زكي» ذات مرة بأنّه يريد أن يجسد شخصية «عبدالحليم» قالت بصوت مليء بالحزن والخوف «أنا حاسة إن ديه نهايتك»، وذلك على حسب ما ذكرت خلال الحلقة التي تناولت حياة «زكي» من برنامج «حكاية وطن» على إحدى الفضائيات.

وصدق حدس «عف6ف شعيب» وبالفعل لم يكن «عبدالحليم» مجرد فيلم قام به «زكي»، بل كان نهايته التي أحزنت كثيرين.

فيلم «حليم» كان من تأليف الراحل «محفوظ عبدالرحمن» وإخراج «شريف عرفة».

«محمود المليجي» والدنيا والقهوة

أخذ الممثل الراحل «محمود المليجي» فنجان قهوته وبدأ يقول: «يا أخي الحياة ديه (هذه) غريبة جدًا الواحد ينام ويصحى وينام ويصحى وينام» واستغرق في نومه للأبد.. توفاه الله.

هذا كان حوار لـ«المليجي» مع الممثل الراحل «عمر الشريف» في كواليس فيلم «أيوب»، وهذا الحوار الذي كان يدور حول الحياة والموت كان من المفترض أن يقوم «المليجي» بتصويره داخل الفيلم، ولكن «المليجي» فارق الحياة كما قال سيناريو الفيلم.

ويصف مخرج الفيلم «هاني لاشين» (شاهد الفيديو) هذا الأمر الذي أفزع جميع من في الأستديو بأنّ «المليجي» قد «مات» وهو يؤدي مشهد الموت، هذا الفيلم كان من تأليف الأديب «نجيب محفوظ».

و«المليجي» يعتبر من النجوم المتميزين بتجسيد أدوار الشر، ولكن بجانب ذلك جسد شخصية الفلاح الطيب في فيلم «الأرض»، ولا أحد ينسى جملته الشهيرة في هذا الفيلم «عشان كنا رجالة ووقفنا وقفة رجالة (في تعبير عن النجاح في التصدي للظلمة)»، وقال العارفون بشخصية «المليجي» ومنهم الناقد «محمود قاسم» بأنه كان من أرق الناس وأطيبهم قلبًا.

 «عبدالعزيز مكيوي» وحلم العدالة الثوري

جسد «عبدالعزيز مكيوي» دور طالب ثوري كان يريد دائمًا تغيير نظام المجتمع الفاسد لكي يجعل الفرد يعيش في المستقبل حياة كريمة مليئة بالأمل، وترأس في فيلم «القاهرة 30» مجموعة سرية ينادي من خلالها بالمبادئ التي يريد أن يقوم عليها المجتمع، (شاهد الفيديو).

كان هذا هو الخط الدرامي لدور «مكيوي» في الفيلم الذي كتبه «نجيب محفوظ» أيضًا، وهو الخط الذي انتهى في الفيلم بتوزيعه لمنشورات بها دعوة للشعب لكي يقوم بتغيير المجتمع الذي يسيطر فيه الأغنياء ويموت الفقراء من الجوع.

ولكن هذا الخط استمر بعد نهاية الفيلم، وكأنّ دور «مكيوي» لم ينتهِ إلى أن وضع الواقع له نهاية ومات فقيرًا ضعيفًا.. مات وسط إهمال من المجتمع الذي كان عبر الفيلم يطالب بتغييره.

فكأنّ حياة «مكيوي» في الحقيقة هي الجزء الثاني من الفيلم الذي لم يُعرض على شاشة السينما، الجزء الذي أثبت له أنّ صراعه نحو التغيير كان دون جدوى.

«القاهرة 30» من إخراج «صلاح أبوسيف» مخرج الواقعية.

 

 

 

المصدر | الخليج الجديد+متابعات

  كلمات مفتاحية

فنانون مصريون سعاد حسني عبدالحليم حافظ أحمد زكي محمود المليجي عبدالعزيز مكيوي مفارقة الحياة تمثيل خيال