صحف لبنان تواصل مهاجمة السعودية وتتهم «بن سلمان» بالعمالة لـ«الموساد»

الجمعة 17 نوفمبر 2017 09:11 ص

في اليوم الـ13 لأزمة رئيس الوزراء اللبناني المستقيل «سعد الحريري»، واصلت الصحافة اللبنانية، الخميس، هجومها الحاد على السعودية والعائلة الحاكمة هناك، وتضمن ذلك اتهامات لولي العهد السعودي، «محمد بن سلمان»، بأنه «عميل» لجهاز «الموساد» الإسرائيلي، فضلا عن التقليل من شأن المملكة بالقول إنها كانت ستكون دولة «جمال وخيم» لولا نفطها.

وبخلاف الاتهامات والإساءات، تناولت الصحف اللبنانية تسريبات وأخبار عن الأزمة، والحراك المتواصل لنزع فتيلها، ومن ذلك أنباء عن تعرض «الحريري» لأزمات صحية، ومزاعم تسجيل حوارات وهمسات «الحريري» خلال لقائه البطريرك الماروني «بشارة الراعي» في الرياض، الإثنين الماضي، ومنع الصحفيين اللبنانيين والوفد اللبناني المرافق لـ«الراعي» من مقابلة «الحريري».

في المقابل، احتفت تلك الصحف بموقف الرئيس اللبناني «ميشال عون» التصعيدي تجاه السعودية في تلك الأزمة.

وعلى الصعيد الخارجي، تتبعت الصحف الأخبار الواردة بشأن أوراق الضغط الفرنسي على الرياض لإنهاء احتجاز «الحريري»، والسيناريوهات المتوقعة إذا ما قررت السعودية عرقلة سفر «الحريري» إلى باريس (السبت)، فضلا عن تقرير يرصد الوضع الصعب الذي جرت إليه المملكة نفسها بافتعال الأزمة؛ حيث بقيت وحيدة -اللهم إلا من الإمارات- في مواجهة انتقادات حادة دولية.

أما الصحف المقربة من «تيار المستقبل»، الذي يتزعمه «الحريري»؛ فقد حرصت على التهدئة، واكتفت بنشر الأخبار والتصريحات الرسمية التي ينشرها رئيس الوزراء المستقيل عبر حسابه على «تويتر»، فضلا عن نشر الأخبار الأخرى المتعلقة بالأزمة في شكل رسمي دبلوماسي، دون أن تتعرض لمزاعم احتجاز الرجل سواء بالتأكيد أو النفي.

«دولة جمال وخيم»

الهجوم الأبرز على النظام السعودي جاء من صحيفة «الديار» اللبنانية، التي يصفها البعض بأنها مقربة من «حزب الله»؛ حيث اتهمت ولي العهد السعودي بأنه «عميل إسرائيلي درجة أولى»، زاعمة أنه «انتسب إلى الموساد منذ 8 أشهر».

فعبر مقال له، قال رئيس تحرير الصحيفة، «شارل أيوب»: «من تكون السعودية لولا نفطها، إلا دولة جِمال وخيَم، وما عمر العمران المدني في السعودية إلا قلعة واحدة عمرها 150 سنة، فيما لبنان الحضاري يبلغ عمره الحضاري والثقافي 4 آلاف سنة وأكثر».

وأضاف: «لبنان يهزم إسرائيل في حرب 2006، بينما لم تطلق السعودية رصاصة واحدة ضد العدو الإسرائيلي رغم أنها تملك ترسانة عسكرية بـ4 آلاف مليار دولار».

وتابع هجومه العاصف: «نحن أصحاب شرف وعزة نفس وقوة، بينما آل سعود هم عملاء الصهيونية والعميل الأول فيهم الذي تم تطويعه لصالح الموساد بواسطة صهر الرئيس (الأمريكي دونالد) ترامب كوشنير هو محمد بن سلمان الذي ينفذ أوامر جهاز الموساد الإسرائيلي، الذي يعمل على تدمير العرب كلهم، عبر الكيان الصهيوني وعبر تنفيذ عمليات قتل واغتيالات في كل أنحاء العالم».

واعتبر «أيوب» أن «السعودية تعتدي على لبنان، وتحتجز الرئيس سعد الحريري، وما كان مخفياً بات واضحا وظاهرا، والتقارير التي وردت من السفير الروسي والسفير الفرنسي ومن العراق ومن مصر ومن فرنسا ومن لندن أكدت أن الحريري تم نقله إلى المستشفى 3 مرات ومعالجته بأدوية مهدّئة ومسكّنة للأعصاب، وأنه يعاني كثيرا جدا في احتجازه بشكل مهين وغير لائق ومهذب، بل يعامَل معاملة يتم استعمالها مع السجناء المجرمين».

ورأى رئيس تحرير الصحيفة  أن «موقف لبنان قوي جدا، وكل يوم يمر تظهر السعودية كم أنها صغيرة وكم أنها صهيونية، وكم أنها بنفطها وثروتها صغيرة». 

ومفندا مزاعم السعودية بأن «الحريري» ليس محتجزا وموجود على أراضيها بإرادته، تساءل «أيوب» مستنكرا: «لماذا منعت المخابرات السعودية الصحفيين المرافقين للراعي من مقابلة الحريري؟ (...) حتى إن السلطات السعودية لم تسمح لكامل الوفد اللبناني بمقابلة الحريري بل حصل الأمر (اللقاء) بين البطريرك الراعي والحريري، فيما كانت الكاميرات مركّبة والتسجيلات الصوتية مركّبة في سقف الصالون الذي يتكلم فيه الحريري مع البطريرك الراعي ويتم تسجيل كل كلمة يقولها الحريري.

السعودية.. «وحيدةً في حربها»

صحيفة «الأخبار» اللبنانية بدورها نشرت تقريرا بعنوان «السعودية وحيدةً في حربها: (الأشقاء) يتحاشون التورط».

وقالت إن المواقف الكويتية والعُمانية تستبطن ما يشبه «سخطاً» مكتوماً على «الشقيقة الكبرى» التي تهدد بتكثير بؤر التوتر في المنطقة.

وفي هذا الصدد، كتبت الصحيفة «دعاء سويدان»، قائلة: «وحيدة بين (شقيقاتها) تبدو (السعودية الجديدة) في حربها الشاملة المفتوحة على جبهتي الداخل والخارج. باستثناء الدعم الإماراتي الذي تبدو بصمات أصحابه واضحة في كل ما أقدمت عليه المملكة أخيراً، ومساندة البحرين التي لا يملك ملكها إلا أن يفعل ذلك».

وأضافت أنه «يغيب أي موقف خليجي مؤيد لانفلات ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، من عقاله، واتخاذه خطوات (طائشة) على أكثر من مستوى، بل إن الأصوات الرافضة لذلك (التهور) يزداد حضورها يوماً بعد يوم، إن لم يكن بالتصريح فبالتلميح».

وتابعت: «إلى جانب غياب المواقف الخليجية المؤيدة للسعودية في تصعيدها ضد إيران ولبنان واليمن، لم يُسجَّل على المقلب الأفريقي، خصوصاً في المغرب الذي تربطه علاقات متينة بالمملكة، أي تصريحات تضامنية مع الرياض».

واستدركت: «بل إن الخطوات الأخيرة للملك محمد السادس أوحت بعزم بلاده النأي بنفسها عن الجبهات الجديدة التي تفتحها السعودية. إذ فيما كانت الرياض تطلق نيرانها الكلامية على غير جبهة، حطّ ملك المغرب، على نحو مفاجئ، قبل 3 أيام، في دولة قطر».

امتداح «عون»

ومشيدة بموقف «عون» من الأزمة، عنونت صحيفة «الاتحاد» اللبنانية صفحتها الأولى بـ«عون يحرر الحريري».

كذلك، امتدحت صحيفة «العهد» موقف الرئيس اللبناني من الأزمة، ونشرت تفاصيل حول ضغط فرنسا على السعودية وتهديدها بفتح القضاء الفرنسي تحقيقا باعتبار «الحريري» مواطنا فرنسيا وملاحقة مسؤولين سعوديين كبار في هذا الصدد.

وأبرزت صحيفة «النشرة» الاحتمالات والسيناريوهات المتوقعة إذا ما رفضت السعودية أو عرقلت سفر «الحريري» إلى باريس.

موقف متحفظ

في المقابل، تمسكت صحيفة «المستقبل» اللبنانية، التابعة لـ«تيار المستقبل»، الذين يتزعمه «الحريري»، بلهجتها المتحفظة تجاه الأزمة، إذ اكتفت بتغطية أخبار توجهه من السعودية إلى فرنسا.

وحافظت الصحيفة على نشر الأخبار والتصريحات التي ينشرها حساب رئيس الوزراء المستقيل، دون أن تتعرض لها بالتحليل أو التدقيق، كما لم تؤكد أو تنف معظم الأخبار المتداولة في الصحف الأخرى.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

لبنان السعودية العلاقات السعودية اللبنانية أزمة الحريري