كل واحد منّا لديه هذا الصديق العجيب الذي لا يسمن مهما أكل من وجبات سريعة، بينما نعاني نحن من السمنة بسهولة رغم التزامنا بالأكل الصحي في كثير من الأحيان، لكن مجموعة من العلماء يعتقدون أنهم وجدوا تفسيرا جديدا، بعد أن وجدوا أدلة تشير إلى وجود سبب وراثي جديد محتمل يقف خلف بعض حالات السمنة.

متهم جديد

هناك اعتقاد شائع بأن الكثير من حالات السمنة يمكن أن تُعزى إلى خلل في الشهية ومراكز التحكم فيها، والتي توجد في المخ، لكن المؤلف الأول لهذه الدراسة، «فان بينيت»، والذي يعمل كأستاذ للكيمياء الحيوية في كلية الطب بجامعة ديوك، تساءل قائلاً: «لكن، ماذا إن لم تكن كل المشكلة في رؤوسنا؟».

ركز البحث على جين يسمى «أنكيرين بي»، اكتُشف منذ ما أكثر من ثلاثين عاما، وهو نشط في جميع أنسجة الجسم، وقد تم ربط الطفرات في هذا الجين بمجموعة متنوعة من الأمراض في البشر، حيث كان العلماء يحققون منذ بضعة سنوات في علاقة غياب انتظام ضربات القلب مع الطفرات في جين «أنكيرين بي»؛ عندما لاحظ أحد الطلاب أن الفئران التي كانت لديها هذه الطفرات كانت أسمن من رفيقاتها.

اختبر الفريق النظرية، وتأكدوا بالفعل أن طفرات هذا الجين تسببت في حدوث السمنة للفئران، لكنهم لم يتمكنوا من حل الأحجية، وفهم طريقة عمله بالضبط.

كيف يعمل؟

البحث الأخير كشف عن الآلية الرئيسية التي تتسبب فيها التغيرات في الجين باكتساب الوزن، حيث وجد العلماء أن التلاعب في الجين، أو إزالته بشكل كلي، يؤثر على بروتين يسمى «جلوت4»؛ والذي يتحكم في معدل سكر الجلوكوز الداخل إلى الخلايا الدهنية.

تسبب التلاعب في الجين، بتدفق الجلوكوز بسرعة إلى الخلايا الدهنية بمعدل أكبر من المعتاد، مما نجم عن زيادة هذه الخلايا في الحجم.

نتائج تساعد المرضى

يقدر عدد الأمريكيين الأوروبيين المصابين بطفرة ما في هذا الجين بـ1.3%، أما عدد الأمريكيين الأفريقيين فيقدر بـ%8.4، وهذا يجعلهم أكثر قابلية للسمنة من الآخرين.

هذه النتائج سوف تساعد الأطباء على كشف المرضى الذين لديهم ميل محتمل للسمنة، وبناء عليهم، دفعهم لاتباع نمط معين من الحياة الصحية، والتنبه للسعرات الحرارية والتمرينات الرياضية، لإبقاء وزنهم تحت السيطرة.

يخطط العلماء في المرحلة القادمة من بحثهم، لأن يتأكدوا من النتائج عبر دراسة الأمر في شريحة أوسع من السكان.