«خاشقجي»: «آل سعود» أصل الفساد.. والرعب يسيطر على المملكة

الأحد 19 نوفمبر 2017 06:11 ص

اتهم الصحفي والكاتب السعودي «جمال خاشقجي»، الأسرة الحاكمة في بلاده بأنها «أصل الفساد في المملكة»، لافتا إلى أن الجميع بات مصابا بحالة من الذعر والهلع جراء ما يحدث في المملكة.

وقال «خاشقجي»، خلال مشاركته في ندوة سياسية للمركز العربي في واشنطن، في معرض حديثه عن الاعتقالات التي طالت رجال أعمال بارزين، إن الفساد بالعقود التجارية التي تدخلت بها الأسرة الحاكمة، وصل إلى مليارات عديدة.

ونقل «خاشقجي» تصريحا سابقا لولي العهد  السعودي «محمد بن سلمان»، قال فيه إن أكثر من 100 مليار دولار، كانت تهدر كل عام ما بين 2010 - 2014.

وعلق بالقول: «أي أنه خلال عقدين تم إهدار أكثر من تريليون دولار، وهذا يعادل 30% من ميزانية السعودية».

وأضاف: «هذه أموالنا، تذهب إلى شراء قصور فاخرة في باريس، ولوس أنجلوس وغيرها».

وأشار الكاتب السعودي إلى أن هناك حاجة بالفعل إلى مكافحة الفساد، لكن في نفس الوقت يجب مناقشة الأمر نظراً لتداعياته.

رعب

ولفت إلى حالة الذعر التي يعيشها رجال الأعمال السعوديون، الخائفون على مستقبل أعمالهم، وما إذا كان سيف محاربة الفساد سيطالهم أيضاً، وكذلك ذعر عشرات آلاف العاملين في الشركات التي اعتقل أصحابها في حملة «بن سلمان» بشأن مسقبل وظائفهم في تلك الشركات.

وتابع «خاشقجي» أن «غالبية السعوديين، خصوصاً الأجيال الشابة، تؤيد محاربة الفساد، ويعتبرون أن ما يقوم به ولي العهد السعودي هو الأمر الصحيح، لكنه يقوم بذلك بطريقة خاطئة».

وأشار إلى غياب الشفافية عن حملة الاعتقالات، ومنع الصحافة السعودية من مواكبتها وتسليط الضوء عليها من أجل إطلاع الرأي العام على حقيقة ما يجري.

وعن التداعيات الاقتصادية لحملة «بن سلمان»، قال الكاتب السعودي الممنوع من الكتابة بالمملكة، إنها قد ترسل إشارات إيجابية للمستثمرين، لكن غياب الشفافية يُثير الشكوك حول مستقبل الاستثمار في السعودية.

وقال إنه على ولي العهد السعودي التركيز أكثر على حل قضية البطالة، التي تعتبر التحدي الأكبر لاقتصاد المملكة في المستقبل.

وتحتجز السلطات العشرات من أفراد العائلة الحاكمة والمسؤولين ورجال الأعمال، ضمن حملة تقول إنها مكافحة للفساد، حيث يواجه الموقوفون اتهامات تشمل غسيل الأموال وتقديم رشا والابتزاز واستغلال النفوذ لتحقيق مصالح شخصية.

وسبق أن كشفت صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية، أن السلطات السعودية تتفاوض مع الأمراء ورجال الأعمال المحتجزين بدعاوى الفساد، وتعرض عليهم صفقات لنيل حرياتهم، تصل في بعض الأحيان لطلب التنازل عن 70% من ثرواتهم، من أجل توجيهها لخزانة البلاد المستنزفة.

بيد أن صحفا عالمية، أرجعت سبب حملة الاعتقالات بالمملكة إلى رغبة ولي العهد السعودي الأمير «محمد بن سلمان» في التخلص من خصومه تمهيدا لاعتلاء العرش، مؤكدة أن قائمة المعتقلين تشير إلى اختيار دقيق لخصوم «بن سلمان» من قمة الهرم الاقتصادي والسياسي.

على صعيد آخر، طالب «خاشقجي»، ولي العهد، بإطلاق سراح الدعاة المعتقلين، منذ ما يزيد على شهرين.

ومنذ 10 سبتمبر/أيلول الماضي، تشن أجهزة الأمن السعودية حملة اعتقالات شرسة، شملت أساتذة جامعات، ومفكرين، ومثقفين، وكتابا، واقتصاديين، ودعاة، ومحامين، وشعراء، وإعلاميين.

وبررت السلطات السعودية، حملة القمع التي تقوم بها ضد المعارضة بمواجهتها المصالح الخارجية التي تهدد الأمن الداخلي، ومكافحة الفساد.

تحالف مع «الإخوان»

كما دعا «خاشقجي»، ولي العهد السعودي إلى التحالف مع جماعة «الإخوان المسلمون» «الحليف الطبيعي للحملة ضد الفاسدين»، وفق قوله.

كما دعاه إلى «الابتعاد عن الحساسية المبالغ فيها تجاه جماعة الإخوان المسلمين»، معربا عن استغرابه من محاربة «بن سلمان» للإخوان في عدة بلدان، مقابل تحالفه معهم في اليمن.

والأسبوع الماضي، التقى «بن سلمان»، في الرياض، قيادات بارزة في حزب «التجمع اليمني للإصلاح»، الذي يعد الفرع اليمني لجماعة «الإخوان المسلمون»، وذلك للمرة الأولى منذ التدخل العسكري للسعودية في اليمن في مارس/آزار 2015.

واعتمدت السعودية، في مارس/آذار 2014، قائمة للجماعات الإرهابية، تضم «الدولة الإسلامية» و«جبهة النصرة» و«الإخوان» و«الحوثيين»، وتنظيم «القاعدة» في جزيرة العرب، وتنظيم «القاعدة» في اليمن والعراق.

  كلمات مفتاحية

جمال خاشقجي السعودي آل سعود بن سلمان الفساد الإخوان

بعد التسويات المليارية.. السعودية تزيد مخصصات العائلة المالكة بنسبة 50%