منذ 45 عاماً وبالتحديد يوم 19 نوفمبر/تشرين الثاني 1969، وعند الساعة الـ11 و11 دقيقة مساءً، وأمام 65 ألف متفرج في ملعب ماراكانا، كان فريق فاسكو دي جاما يتعادل مع سانتوس بنتيجة 1-1، وذلك في مباراة حاسمة ضمن الدور التمهيدي لبطولة البرازيل، وقبل 12 دقيقة على نهاية المباراة، نجح الأسطورة «بيليه» في إحراز الهدف رقم 1000 في مسيرته ليصبح أول لاعب في التاريخ يصل لهذا العدد من الأهداف.

ويقول «بيليه» عن هذا الهدف: «أكثرية الجماهير في ماراكانا كانت تريد رؤية الهدف، لكن لاعبي فاسكو قاموا بكل شيء لحرماني منه، لقد جرحوني، استمروا بالقول إن هذا لن يحصل اليوم، لقد كان مقدراً أن يتحقق هذا الشيء وحصلت في النهاية على الفرصة».

ونجح «بيليه» خلال هذه المباراة في توظيف سرعته رغم تقدمه في العمر، وفي إحدى الهجمات تمت عرقلته واحتسب الحكم ركلة جزاء، وأسرع «بيليه» وسدد الكرة بحرفية شديدة وكانت أرضية في الزاوية اليمنى، وبرغم محاولات «إدجاردو أندرادا» حارس مرمى فاسكو دي جاما ولمسه الكرة إلا أن الأخيرة عانقت الشباك.

وهرع «بيليه» إلى المرمى لالتقاط الكرة، ومثله فعل مراسلون صحفيون لتخليد هذه اللحظة، وقال وقتها وهو يواصل الاحتفال: «لمحبة الله والناس، الآن والكل يسمعني، ساعدوا الأطفال والضعفاء، إنها أمنيتي الوحيدة في هذه اللحظة المميزة».

وركض بعض المشجعين ومنحوا «بيليه» قميص فاسكو دي جاما مع الرقم 1000 على ظهره، ارتداه الملك وهو يستمر بتقبيل الكرة دامعاً.

وعلق «بيليه»: «لأول مرّة بحياتي شعرت بالتوتر، كان أندرادا بحال رائعة، لم أشعر بضغط مماثل، كنت أرتجف، لكن تحمّلت المسؤولية وهدف، يا له من شعور، انفجر الملعب!».

ومن جانبه علق «إدجاردو أندرادا» حارس فاسكو دي جاما: «شعرت بأني ضدّ العالم بأسره، كان الضجيج يصم الآذان، حتى مشجعي فاسكو كانوا ضدّي، لماذا؟ كان الرجل الأسطوري يستعدّ لاستغلال فرصة ستدخله التاريخ، لم أرغب بأن أكون الحارس الذي يستقبل هذا الهدف».

تجدر الإشارة إلى أن اللعب توقف لمدة 25 دقيقة بسبب الاحتفال بهذه المناسبة التاريخية، لم يكن أحد يهتم بالمباراة، وبعد استئناف اللعب حافظ فريق سانتوس على تقدمه وانتهت المواجهة بفوزه بنتيجة 2-1.