الأوبزرفر: «بن سلمان» و«كوشنر» يهددان استقرار المنطقة

الأحد 19 نوفمبر 2017 05:11 ص

وصفت صحيفة الأوبزرفر البريطانية ولي العهد السعودي الأمير «محمد بن سلمان»، بالرجل المتعجل، مثله مثل «جاريد كوشنر»، صهر الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» ومستشاره وأن كليهما يمثلان مزيجا خطيرا.

وتحدثت الصحيفة عن الصداقة الحميمة التي باتت تجمعهما والعلاقة القوية التي مزجت بين الشباب والسلطة. 

وزار «كوشنر»، (36 عاما) الرياض نهاية الشهر الماضي واجتمع حتى ساعات الصباح الأولى مع «بن سلمان»، (32 عاما) في مزرعة الأخير بالصحراء.

 وأوضحت الصحيفة في افتتاحيتها أن ثلاثة أشياء حدثت بعد لقائهما، حيث بدأ «بن سلمان» حملة تطهير واسعة بين الأمراء الأثرياء وقام بانقلاب صامت في لبنان وفرضت القوات السعودية حصارا على اليمن ومنعت وصول المساعدات عبر موانئها الجوية والبحرية.

وأشارت إلى أن البيت الأبيض، الداعم للرياض لم ينتقد أيًا من هذه التحركات، كما دعم «ترامب في تغريدة له حملة التطهير.

ويعود هذا في جزء منه لـ«كوشنر» الذي عمل  على ترتيب زيارة «ترامب» الأولى كرئيس وكانت للسعودية حيث تم استقباله بشكل حافل.

واعتبرت الصحيفة أن الرابطة القوية بين «بن سلمان»، الحاكم الفعلي للسعودية و«كوشنر» الذي بات حلال المشاكل في الشرق الأوسط في إدارة ترامب أثارت مخاوف الدبلوماسيين والبنتاغون الذين أخبر بعضهم صحيفة نيويورك تايمز أنهم لم يتم إطلاعهم على محادثات «بن سلمان» و«كوشنر»، مضيفة أن هذه السرية باتت الواقع.

وقال مسؤول إن «جاريد» هو ثقب أسود ولا نعرف عن المواقف التي يدافع عنها، فقط نتكهن بها من خلال ما يفعل أو أين كان”.

وعلقت الصحيفة بالقول إن الطريقة التي تدير فيها إدارة «ترامب» سياستها الخارجية هي شأن خاص بها. ولكن عندما تتسبب أفعال اندفاعية ومتهورة وصدامية في زعزعة استقرار المنطقة الأكثر اشتعالا في العالم فهي مشكلة للجميع.

لبنان وحرب اليمن

وهو ما يحدث الآن، ففي عام 2015 شن «بن سلمان» كوزير للدفاع عملية عسكرية في اليمن تهدف لهزيمة الحوثيين وتخفيف التأثير الإيراني هناك، لكن العملية فشلت في تحقيق أي من الهدفين، وكل ما فعلته هو تحويل أفقر دولة في العالم إلى حقل قتل ينتشر فيه العنف والمرض وفقر التغذية.

وأشارت الصحيفة إلى تحذيرات الأمم المتحدة الأسبوع الماضي من مخاطر وفاة الملايين إن لم تتوفر المساعدات الطبية والغذائية العاجلة.

وقالت منظمة (أنقذوا الأطفال) إن 130 طفلا يمنيا يموتون كل يوم، ويعتقد أن أكثر من 50 ألف طفل ماتوا، كل هذا عشية يوم الطفل العالمي الذي يحل الأحد مما يشكل عارا على العالم.

وأشارت الصحيفة لسلسلة تقارير هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) الأسبوع الماضي المرعبة وتقترح أن الكارثة في اليمن غير مقبولة وكان يمكن تجنبها، إلا أن الأفعال السعودية بما فيها مزاعم ارتكاب جرائم ضد الإنسانية تمر من دون جدب من كوشنر والإدارة الأمريكية المتواطئة.

ورأت الصحيفة أن خوف السعودية الكامن من منافستها الإيرانية يقع في قلب الكثير من الأخطاء وسوء التقدير في المغامرات الخارجية وهي مصدر للقلق المتزايد بين الحلفاء الغربيين وزبائن النفط ومزودي السلاح.

وتشير هنا للخلاف الدبلوماسي الحاد الذي نشب بين الرياض وبرلين في الدور الذي يعتقد أن الرياض لعبته في قضية استقالة «سعد الحريري»، رئيس وزراء لبنان بسبب رفضه التحرك ضد حزب الله المدعوم من إيران.

وقالت الصحيفة إن «الحريري» الذي يعتقد أنصاره أنه اختطف لجأ الآن إلى فرنسا.

 ورأت أوبزرفر أن فرنسا وألمانيا اللتين تخشيان من الحصار الذي فرضه بن سلمان على قطر بسبب علاقتها مع إيران عبرتا عن القلق ذاته وتوسع قوس المناطق غيرالمستقرة.

وانتقدت الصحيفة موقف الحكومة البريطانية من حملة «بن سلمان» في اليمن أو حرب الاستنزاف هناك، مشيرة إلى أن دعوة وزارة  الخارجية الأسبوع الماضي بفتح المجال حالا أمام وصول المواد التجارية والإنسانية كانت غير عادية في ضوء الموقف المذعن لمطالب الرياض.

وتختم الصحيفة بالقول إن الغرب نظر تاريخيا لبيت آل سعود المتصلب بأنه قوة ضرورية ولو كانت غير جذابة لاستقرار المنطقة، وكان القلق الأكبر منه متعلق بالطبيعة غير الديمقراطية وسجل السعودية الصارخ في مجال حقوق الإنسان والحقوق المدنية وطبيعة النظام المحافظة خاصة دوره في نشر الأصولية الجهادية السنّية إلا أن «بن سلمان» السعودية ينظر إليها من خلال منظور مختلف: دولة لا يمكن التكهن بأفعالها وخطيرة، أطلقت العنان لنفسها وتتقن شن أو تغذية النزاعات التي لا يمكنها وقفها ولم يعد هناك مجال للتسامح مع مظاهر فشلها المتعددة.

واعتبرت أن السعودية تعيش ضغوطا ليس بسبب طموحات إيران ولكن بسبب انخفاض أسعار النفط وتقلص الثروة الوطنية والدعوات المتزايدة للإصلاح.

ورغم أن التغيير ضروري وفي الطريق إلا أن سلوك «بن سلمان» الأحمق والعنيد المدعوم من رَجُله في البيت الأبيض يهدد بتدمير كل هذا، بحسب الصحيفة.

التخطيط لأمر ما

وقبل أيام، قالت مجلة «فورين بوليسي»، إن ولي العهد السعودي، ورئيس الوزراء الإسرائيلي، «بنيامين نتنياهو»، و«جاريد كوشنر»، يخططون لأمر ما للمنطقة.

وكشفت المجلة في تقرير لها أن هناك إجماعا في واشنطن على أن حملة الاعتقالات التي قام بها ولي العهد السعودي، استهدفت تعزيز سلطته قبل خروج والده الملك «سلمان بن عبدالعزيز» من المشهد.

وأشارت المجلة إلى أن «كوشنر»، كان في الرياض مؤخرا، في زيارة غير معلنة تعد الثالثة له للسعودية، والتقى مع «بن سلمان»، الذي طور على ما يبدو علاقة قوية معه، ويشترك مع الأمير في موقفه المتشدد من إيران، وعلق بشكل جيد على التطورات الأخيرة في الرياض.

وذهبت إلى أن «محمد بن سلمان قد لا يكون مصلحا حقيقيا، فسجله حول هذه النقطة ليس واضحا، لكنه مصر على وقف التوسع الإيراني، الذي بدا واضحا من خلال الهلال الشيعي الذي تحدث عنه الملك عبدالله الثاني قبل عقد من الزمان».

وكانت صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية قد كشفت تفاصيل عن الزيارة السرية التي قام بها «جارد كوشنر»، إلى السعودية ولقائه مع «محمد بن سلمان» الشهر الجاري.

وأفادت الصحيفة بأن «كوشنر» ناقش مع «بن سلمان» فرص تدشين علاقات دبلوماسية بين الرياض وتل أبيب.

المصدر | الخليج الجديد + القدس العربي

  كلمات مفتاحية

السعودية بن سلمان أمريكا كوشنر ترامب إسرائيل اليمن لبنان