برغم أن النادي الأهلي هو صاحب الشعبية الأكبر في كرة القدم المصرية، إلا أنه النادي الأكثر كرهاً من قبل أغلب جماهير الأندية الأخرى وعلى رأسها ناديي المصري البورسعيدي والإسماعيلي بجانب المنافس التقليدي نادي الزمالك، وهو ما يظهر واضحاً في مشاهد تشجيع جماهير هذا الثلاثي لبعضها البعض، عندما يلتقي أي منها مع النادي الأحمر.

وتعد مشاعر الكراهية للأهلي من قبل الجماهير الزمالكاوية أمراً منطقياً في ظل انحصار المنافسة على الألقاب بينهما فقط منذ عشرينيات القرن الماضي، ولكن كراهية جماهير الإسماعيلي والمصري البورسعيدي، تثير التساؤلات وتحتاج لإجابة واضحة خاصة وأنها أخذت منحنى خطير خلال السنوات الماضية وتمثلت في احتجاز جماهير الأهلي داخل ملعب الإسماعيلية لعدة ساعات بسبب محاصرة جماهير الإسماعيلي لها عقب إحدى المباريات التي جمعت الناديين، وأخيراً كارثة مذبحة بورسعيد عام 2012 والتي راح ضحيتها 74 مشجعاً أهلاوياً على يد جماهير المصري.

وقبل المواجهة المرتقبة بين الأهلي والإسماعيلي، مساء الاثنين، ضمن منافسات الدوري المصري الممتاز موسم 2017-2018، نستعرض أبرز أسباب هذا العداء، من خلال السطور التالية:

خطف «الضظوي»

بدأت كراهية جماهير المصري تجاه الأهلي بسبب قيامة الأخير بالتعاقد مع أحد النجوم التاريخيين للفريق البورسعيدي وهو «السيد الضظوي» خلال موسم 1956، بعد الإغراءات المالية من جانب إدارة القلعة الحمراء، وانقلبت بورسعيد وقتها مع هذا الانتقال لنجمهم الأول، الذي كان بمثابة نصف قوة فريقها الكروي.

وحاول الأهلي من وراء التعاقد مع «الضظوي» كسر شوكة فريق المصري البورسعيدي في الدوري، بعد أن أوقع بالفريق الأحمر عدة هزائم.

نكسة 1967

في عام 1967، ومع نكسة يونيو التي أضرت بمدن القناة الثلاث بشكل خاص، وأدت الحرب إلى تدمير المدن بشكل كامل، وتهجير الأهالي من هناك إلى القاهرة، ومحافظات مصرية أخرى، انتقلت الفرق الكروية في الإسماعيليّة وبورسعيد إلى القاهرة، وكانت تحتاج هذه الأندية إلى ملاعب للتدريب وللعب مبارياتها عليها، لاسيما أن الإسماعيلي وقتها كان يخوض مباريات في البطولة الإفريقية.

واستنجد الناديين بالأهلي للتدريب على ملاعبه وأداء مبارياتهما على أرضه، لكنه رفض، في حين أن الزمالك رحب بهذه الفرق في محنتها، الأمر الذي عمق العداء وأوجد علاقة محبة أبدية مع النادي الأبيض.

خطف أبناء الدراويش

في السنوات الأخيرة، وبالتحديد منذ بداية الألفية الجديدة، اعتمد الأهلي بشكل كبير على الحصول على خدمات اللاعبين أصحاب المهارات العالية في فريق الإسماعيلي معتمداً على ضعفه ماليا، فكان يقوم بإغراء لاعبيه بملايين الجنيهات، ما أضر الدراويش كثيراً وأبعده عن المراكز الأولى وأدخله في دوامه من النتائج السيئة.

وحقق الأهلي عشرات البطولات خلال هذه الفترة بفضل لاعبي الإسماعلي بعد أن استطاع شراءهم بشكلٍ مباشر أو غير مباشر من أنديتهم، هم محمد بركات، إسلام الشاطر، عماد النحاس، سيد معوض، محمد عبد الله، شريف عبد الفضيل وغيرهم الكثير، ممّا تسبب في زيادة العداء.