ألغت هيئة الترفيه السعودية، الإثنين، حفلين فنيين كان سيحييهما الفنان العراقي، «كاظم الساهر»، في مدينتي الرياض وجدة.
وقالت تقارير إعلامية ومدونون سعوديون على مواقع التواصل الاجتماعي إن «الحفلين اللذين كان مقررا إحياؤهما يومي الـ 28 والـ29 من الشهر الجاري في الرياض وجدة على التوالي، لن يقاما في ذلك التاريخ».
وقام موقع «روزنامة الترفيه» المسؤول عن جدولة الفعاليات وربطها بمواقع التذاكر بإلغاء حفلة الساهر من الروزنامة وإلغاء صفحة الحفلة.
ولم يعلق «الساهر» على إلغاء الحفلين، لكنه لم يؤكد إقامتهما أيضا عندما تم الإعلان عن قدومه للسعودية قبل أيام؛ ما دفع البعض للاعتقاد بأن إلغاء الحفلين يعود لعدم اتفاق هيئة الترفيه السعودية مع الفنان «الساهر» قبل الإعلان عن موعدهما الدقيق.
ولا يعرف سبب الإلغاء على وجه الدقة، لكن آخر نشاطات «الساهر» الفنية هي إحياؤه لحفل فني في قطر قبل يومين برفقة الفنانة السعودية «وعد».
وكانت هيئة الترفيه السعودية، أعلنت إحياء الفنان العراقي «كاظم الساهر» حفلين غنائيين في الرياض وجدة، بحضور العائلات، ضمن فعاليات «شتانا ترفيه».
وكانت «رؤية 2030» التي أطلقها ولي العهد السعودي «محمد بن سلمان»، العام الماضي، تضمنت تنشيط فعاليات «هيئة الترفيه».
وبدأت الهيئة في سبتمبر/أيلول من العام 2016 بإطلاق فعاليات في العاصمة الرياض ومن ثم محافظة جدة غربي البلاد، في محاولة منها لبدء نشاطاتها على نطاق واسع داخل السعودية.
وتشهد فعاليات «الهيئة العامة للترفيه»، صراعا محتدما بين التيارين المحافظ والليبرالي على الساحة السعودية.
ويعكس هذا الصراع جانبا مهما من التحديات التي تواجه ما تطلق عليه الدولة خطط الإصلاح؛ والتي - حسب مراقبين - ستصطدم بأنماط الثقافة والاجتماع السائدة في المملكة منذ عقود، خاصة أنها لا تقتصر على إصلاح الاقتصاد، بل تمس بصورة مباشرة دور رجال الدين الرسميين والمستقلين في المجال العام.
وفي مارس/آذار الماضي، أفتى مفتي عام السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء ورئيس اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء، الشيخ «عبدالعزيز آل الشيخ»، بتحريم الحفلات الغنائية والسينما، قائلا إنه «لا خير فيها، وضرر وفساد كله مفسد للأخلاق ومدمر للقيم ومدعاة لاختلاط الجنسين».
وقال المفتي: «إن الحفلات الغنائية والسينما فساد.. السينما قد تعرض أفلاما ماجنة وخليعة وفاسدة وإلحادية، فهي تعتمد على أفلام تستورد من خارج البلاد لتغير من ثقافتنا».
