«واشنطن بوست» تطالب «ترامب» بمواجهة إيران قبل سيطرتها على سوريا

الاثنين 20 نوفمبر 2017 09:11 ص

طالبت صحيفة «واشنطن بوست»، الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» التحضير لمواجهة إيران قبل سيطرتها على سوريا.

وكتب المعلق «روش روغين» قائلا: «في الوقت الذي تحتفل فيه إدارة ترامب باتفاقية جديدة لتجميد النزاع في جنوب سوريا، يحضر نظام الأسد وإيران للمرحلة المقبلة من الحرب الطويلة وسيحاولان فيها غزو بقية البلد».

وأضاف: «سواء نجحت إيران أم لا فهذا يعتمد بالضرورة على اعتراف الولايات المتحدة بالواقع ومن ثم تحضر لمواجهة هذه الاستراتيجية».

وقال الكاتب إن «إيران تقوم بإرسال آلاف المقاتلين للمناطق التي تمت السيطرة عليها في الفترة الأخيرة إضافة لبناء قواعد عسكرية هناك، وبرغم دعم الولايات المتحدة لقوات شرق نَهَر الفرات، جنوب غرب البلاد، فإن إيران عبرت عن موقفها الواضح أنها ستساعد الأسد على استعادة كامل سوريا، وشوهد قائد فيلق القدس في الحرس الثوري، الجنرال قاسم سليماني في الفترة الأخيرة بشرقي سوريا في مدينة دير الزور، بشكل يظهر الأولوية التي تضعها إيران من أجل استعادة المناطق الغنية بالنفط في شرق البلاد».

وتابع: «كما شوهد سليماني في بلدة البوكمال قرب الحدود السورية مع العراق ومقابل بلدة القائم التي تعد آخر قطعة في الممر البري الذي تعمل إيران على بنائه ويمتد من طهران إلى بيروت».

ويشير الكاتب إلى أن الاتفاق الذي عقده «ترامب» مع الرئيس الروسي «فلاديمير بوتين» في آسيا قدم على أنه محاولة للتأكد من عدم وقوع المناطق «المحررة» في أيدي نظام «الأسد»، ويبعد الطريق أمام خروج القوات الأجنبية من البلاد، ولكن وزير الخارجية الروسي «سيرغي لافروف» قال إن بلاده لا خطط لديها لكي تضغط على إيران لإخراج قواتها من سوريا.

ويتساءل الكاتب عما يجب أو يمكن عمله؟ ويشير في هذا السياق إلى تقرير أعدته مجموعة من كبار الدبلوماسيين الأمريكيين العسكريين السابقين، وفيه اقتراحات حول ما يمكن لـ«ترامب» عمله كي يمنع إيران من السيطرة على ما تبقى من المناطق «المحررة» ويحقق ما وعد به وهو احتواء التأثير الإيراني بالمنطقة.

وأشار الكاتب إلى ما جاء فيه «ما يجب عمله عاجلاً وهو أن تقوم الولايات المتحدة بوضع عراقيل أمام بحث إيران عن النصر النهائي لنظام الأسد في سوريا».

وصدر التقرير عن المعهد اليهودي للأمن القومي للولايات الأمريكية، ودعا إلى إعلان أمريكا استراتيجيتها الواضحة في سوريا وأنها لا تريد الخروج من البلاد بعد هزيمة تنظيم «الدولة الإسلامية»، ويجب أن تظل القوات الأمريكية على الأرض وفي الجو من أجل التأكد من عدم ظهور «تنظيم دولة جديد» ولا يسيطر الأسد على كامل البلاد، إضافة لتقديم الأمن ودعم إعادة الإعمار في البلاد.

كما دعا التقرير إدارة «ترامب» لزيادة مساعدتها للمجتمعات السنّية التي تتمتع بالعيش خارج حكم الأسد ومساعدة الجماعات المدعومة من الولايات المتحدة التي تسيطر على مناطق مهمة في جنوب البلاد، ويمكن لهذه المناطق أن تقدم منافع اقتصادية للجماعات المحلية وتعطيها نفوذاً سياسياً أيضا.

وأضاف التقرير مطالبا الولايات المتحدة بالعمل مع القوى الإقليمية لمنع إيران من نقل السلاح والمقاتلين إلى سوريا، وهذا يعني اعتراض الشحنات في وسط البحر والتأكد من سيطرة الجماعات المدعومة من واشنطن على المعابر الرئيسية على الحدود مع العراق، وبهذه الطريقة يتم وقف العدوان الإيراني دون الحاجة لخوض حرب مباشرة مع طهران.

مصالح الأمن القومي الأمريكي

ويعلق الكاتب أن مصالح الأمن القومي الأمريكي واضحة فسيطرة إيرانية طويلة على مناطق حررت من النظام وتنظيم «الدولة» يهددان الاستقرار ويغذيان التطرف بشكل يطيل أمد الأزمة.

وقال «معاذ مصطفى»، مدير لجنة المهام الخاصة السورية: «كان التحالف الأمريكي والدول المشاركة فيه عاملاً مهماً في هزيمة تنظيم الدولة ولكن تحرير السوريين من تنظيم الدولة ووضعهم في يد إيران سيطيل مسألة التطرف في البلد».

ويختم بالقول: «قيل لنا بشكل دائم أن لا حل عسكرياً للأزمة السورية وهذا صحيح، وما هو صحيح أن لا حل دبلوماسياً ممكناً طالما ظلت إيران والأسد يبحثان عن النصر العسكري من دون أية مواجهة».

ميدان المواجهة مع إيران

من جانبها، قالت «وول ستريت جورنال» إن «سوريا والعراق ميدان المواجهة مع إيران ودون استراتيجية سيتصرف الحلفاء بمفردهم».

وفي مقال مشترك لكل من «كينث بولاك» من معهد أمريكان انتربرايز و«بلال صعب»، مدير برنامج الدفاع والأمن في معهد الشرق الأوسط في صحيفة «وول ستريت جورنال»، قالا فيه إن استراتيجية إيران التي أعلنت عنها الإدارة الأمريكية الشهر الماضي تحتاج لتعديل في ضوء التطورات الأخيرة بالمنطقة.

وقالا إن «استقالة سعد الحريري من رئاسة وزراء لبنان والهجوم الحوثي على السعودية هما علامتا جلبة مرتبطة بالتهديد الإيراني الذي عبرت الدول الإقليمية الحليفة عن مخاوفها منه، فمن دون مبادرة بقيادة أمريكية للحد من تأثير إيران بالمنطقة ستظل الدول الحليفة لأمريكا تتصرف بناء على قراراتها الفردية، وبالتالي تزيد من المشاكل الإقليمية، ولهذا السبب تعتبر استراتيجية إدارة دونالد ترامب التي أعلنت عنها الإدارة الشهر الماضي مهمة، وهي جزء من الجهود لصياغة استراتيجية شاملة».

وأكدا أن «أهم ملمح ذكي في الاستراتيجية هي اعتراف الإدارة بأن الحد من نشاطات إيران النووية لن ينهي التصرفات العدوانية للنظام الإيراني بالمنطقة، ومع ذلك فهناك طرق جيدة وسيئة من أجل وقف التأثير الإيراني بالمنطقة، وعلى ما يبدو تركز الإدارة على الطريقة السيئة، وتظل سوريا والعراق المكان الذي يمكن فيه تطبيق استراتيجية إيران وليس اليمن أو لبنان وبالتأكيد ليست الاتفاقية النووية».

ويقول الكاتبان إن «إيران وضعت ثقلها كله في سوريا وفي الوقت الذي تربح فيه لكنها انكشفت وبشكل كبير، فهي لا تستطيع ترك نظام الأسد ينهار بشكل يأخذ معه حزب الله وبالتالي خسارتها التأثير الذي استثمرت فيه وبقوة بمنطقة الشرق، ومن هنا فقد تستفيد الإدارة الأمريكية من هذا الوضع وتقوم بزيادة الدعم للمعارضة السورية من أجل استنزاف دمشق وداعميها الإيرانيين، بالطريقة ذاتها التي استنزفت فيها الولايات المتحدة الاتحاد السوفييتي عندما دعمت المجاهدين الأفغان في الثمانينات من القرن الماضي، وهذه السياسة لو تم تبنيها فستتناقض مع موقف ترامب القاضي بغسل يديه نهائياً من سوريا بعد هزيمة تنظيم الدولة».

  كلمات مفتاحية

سوريا إيران ترامب العراق الدولة الإسلامية