هيئات وشخصيات سورية تدعو المجتمعين بـ«الرياض 2» إلى التمسك بثوابت الثورة

الثلاثاء 21 نوفمبر 2017 10:11 ص

أصدرت أكثر من 100 شخصية سياسية وثورية وهيئات ومجالس محلية في سوريا بيانا طالبت فيه المجتمعين في مؤتمر «الرياض 2» بضرورة الحفاظ على ثوابت الثورة وعدم التنازل عنها، خاصة رفض أي دور لرئيس النظام السوري «بشار الأسد» في المرحلة الانتقالية ومحاكمته كمجرم حرب.

وطالب البيان المجتمعين بالالتزام بروح المسؤولية الوطنية والأخلاقية التي تمليها عليهم تضحيات السوريين وعذاباتهم، وأن يواجهوا الضغوط التي تمارس عليهم من مختلف القوى، وألا يبنوا خياراتهم وقراراتهم على معطيات «آنية زائفة»، ولا يقبلوا بأي مخرجات قد تنجم عن المؤتمر تتجاوز ثوابت الثورة السورية.

وأكد البيان أن «التوازنات الدولية والإقليمية دفعت المعارضة وقوى الثورة إلى عقد مؤتمر جديد بحجة توحيدها، وهي الذريعة التي يرددها المجتمع الدولي منذ انطلاق الثورة السورية في مارس/آذار 2011، بهدف تطويع المعارضة وإجهاض تطلعات السوريين».

وعدد مصدرو البيان ما اعتبروه ثوابت الثورة السورية قائلين: «رحيل بشار الأسد وزمرته المجرمة مطلب ثابت، لا يجوز لأحد التراجع عنه أو الالتفاف عليه بالصمت، ولا يمكن القبول بأي دور له مع بدء المرحلة الانتقالية ولا فيما يليها».

وتابع البيان: «قضية المعتقلين والمغيبين قسريا والمهجرين والمحاصرين هي التزام قانوني غير قابل للتفاوض، وعلى النظام تتفيذه فوراً وفقا للقرار 2254، ولا يمكن للعملية السياسية أن تنجح ما لم يتم تتفيذ الفقرات 12و13و14 من القرار المذكور في بداية العملية التفاوضية».

وشدد على أن «استقلال القرار الوطني السوري له الاعتبار الأعلى، كونه الضمانة الوحيدة لتحقيق تطلعات السوريين، وشرعية أي ممثل للسوريين تُستمد -بالدرجة الأولى- من عمق التزامه بمصلحة وطنه وشعبه وثورته».

وأشار البيان إلى ضرورة «اجتثاث الوجود الإيراني الطائفي في سوريا، الذي يهدد استقرار بلادنا ودول المنطقة، والذي لا يتحقق إلا بزوال نظام الأسد».

وحذر البيان من «منصة موسكو» التي اعتبرها «صنيعة روسيا حليفة نظام الأسد لاختراق المعارضة وتمزيق صفوفها»، مشيرا إلى أن «قبولها بين صفوف المعارضة، وبشكل خاص في وفدها المفاوض، هو قبول لتمثيل النظام نفسه مع المعارضة وقوى الثورة، بهدف تحويل قوى الثورة إلى أقلية في الوفد المفاوض».

استقالات بالجملة

وكان منسق الهيئة العليا للمفاوضات السورية «رياض حجاب» وعشرة من أعضاء الهيئة أعلنوا استقالتهم، عشية انعقاد مؤتمر «الرياض2»، وسط أنباء تفيد بأن السعودية مارست ضغوطا للإطاحة بمعظم أعضاء الهيئة من المعروفين بتمسكهم بعدم تقديم تنازلات جوهرية حيال مصير رئيس النظام السوري «بشار الأسد»، في أي مرحلة انتقالية سياسية.

وأوضحت عضو الهيئة «سهير الأتاسي»، سبب استقالتها من الهيئة العليا للمفاوضات قائلة في تغريدة لها عبر «تويتر»: «أنضم للأحرار في الهيئة لعليا للمفاوضات بإعلان استقالتي بعد أن تم تجاوز إرادة السوريين والهيئة العليا كمؤسسة وطنية في تنظيم وهندسة مؤتمرالرياض2».

من جانبه، قال الرئيس السابق للائتلاف السوري المعارض «خالد خوجة» إن «الاستقالات لم تكن مفاجئة بعد المحاولات المستمرة لخفض السقف التفاوضي للهيئة العليا للمفاوضات، خصوصا أن توجيهات قد جاءت للهيئة بالتعامل مع الوضع الدولي الذي يركز على الانتخابات والإصلاح الدستوري ويتجاوز مسألة الانتقال السياسي».

وأكد «خوجة» أن «توقيت الاستقالات مرتبط بمؤتمر الرياض المقبل بعد أن تم استبعاد الهيئة العليا منه رغم أنها هيئة منتخبة من عدة مكونات، وأضاف أن الحل في سوريا يبدأ من التفاوض على الانتقال السياسي».

وقبيل بدء مؤتمر «الرياض 2»، دشّن ناشطون وإعلاميون سوريون حملة على وسائل التواصل الاجتماعي تدعو إلى استبعاد «منصة موسكو» من المؤتمر، مؤكدين أن خطابها لم يتوافق يوماً مع ما خرجت له الثورة السورية في مارس/آذار 2011، ولم يتمسكوا أبداً بثوابتها.

ويشارك في مؤتمر «الرياض2» نحو 144 شخصية سورية معارضة، يمثلون تيارات سياسية عدة، إضافة إلى الفصائل العسكرية ومستقلين، ونال المستقلون الحصة الأكبر بـ70 مشاركاً، فيما يمثل الائتلاف 22 شخصية، والفصائل 21، ومنصة القاهرة عشرة، وموسكو سبعة.

ومن المتوقع أن يتمخض اجتماع «الرياض 2» عن هيئة جديدة للمفاوضات تتولى الإشراف على العملية التفاوضية مع النظام في مدينة جنيف تحت إشراف الأمم المتحدة، كما من المتوقع أن يصدر بيان يحدد استراتيجية المعارضة.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

الهيئة العليا للمفاوضات السورية مؤتمر الرياض 2 بشار الأسد النظام السورين المعارضة السورية