«الأتاسي»: طلبوا منا القبول بـ«الأسد» وإلا فلا مكان لنا

الثلاثاء 21 نوفمبر 2017 12:11 م

شددت عضو «الهيئة العليا السورية للمفاوضات» المستقيلة «سهير الأتاسي»، على أن هناك توجهاً دولياً لإرغام المعارضة على القبول ببقاء رئيس النظام السوري «بشار الأسد» في السلطة، مؤكدة أن الاستقالات الأخيرة لأعضاء من هيئة المفاوضات جاءت للتعبير عن رفض أصحابها لهذا الواقع.

وكان منسق الهيئة العليا للمفاوضات السورية «رياض حجاب» وعشرة من أعضاء الهيئة أعلنوا استقالتهم، عشية انعقاد مؤتمر «الرياض2»، وسط أنباء تفيد بأن السعودية مارست ضغوطا للإطاحة بمعظم أعضاء الهيئة من المعروفين بتمسكهم بعدم تقديم تنازلات جوهرية حيال مصير رئيس النظام السوري «بشار الأسد»، في أي مرحلة انتقالية سياسية.

وأكدت «الأتاسي»، في تصريح لموقع «الخليج أونلاين»، الثلاثاء، أن المجتمع الدولي يضغط على المعارضة للقبول ببقاء «الأسد» بحجّة الواقعية السياسية وسيطرة الروس على الملف السوري، مضيفة: «الخلاف بين الدول حاليا أصبح حول فترة بقاء الأسد وإمكانية ترشحه للرئاسة مجددا، وصلاحياته إن بقي رئيسا، وليس رحيله».

وأوضحت «الأتاسي»، من الرياض، أن «الاستقالات الأخيرة جاءت بعد إفشال السوريين في تنظيم وإدارة مؤتمر خاص بهم، بعدما باتت منصة موسكو مفروضة على مؤتمر الرياض، الذي كانت فكرته الأساسية تقوم على أن يكون مؤتمراً سورياً خالصاً».

وأضافت: «فكرة مؤتمر الرياض خرجت من داخل الهيئة العليا للمفاوضات، وتبنتها السعودية ودعمتها، لكن للأسف تم إقحام منصة موسكو بالمؤتمر، ولم تعد الهيئة ولا المملكة قادرتين على عقد مؤتمر سوري خالص؛ بسبب الضغوط الدولية النابعة مما يصفونه بواقعية بقاء الأسد والدور الروسي».

وتابعت: «المشاركون في المؤتمر لا يملكون قوائم بأسماء الحضور حتى اللحظة، بعدما باتت هذه الأسماء تخضع لتوازنات دولية»، مضيفة: «المستقيلون من الهيئة أرادوا إيصال رسالة للعالم بأنهم لن يفرطوا في حقوق السوريين، ولن يقبلوا بوجود مجرم حرب على رأس السلطة تحت مزاعم الأمر الواقع».

وحمّلت «الأتاسي» الجانب الروسي مسؤولية كل ما حدث ويحدث في الملف السوري، لافتة إلى أن «بعض المتخاذلين من السوريين ومن الدول التي انصاعت للأمر الواقع، يتحملون جزءاً ممَّا يحدث».

ولفتت في الوقت ذاته إلى أن «الاهتمام الشعبي الكبير بالاستقالات الأخيرة يعكس حجم التأييد للهيئة العليا للمفاوضات ولمواقفها، كما أنه يعكس الرفض الكبير لبقاء الأسد تحت أي حجج، ويؤكد أن انتصاراته العسكرية التي حققها بمساعدة الروس والإيرانيين لا تعني انتصاره على الثورة إطلاقاً؛ فالثورة السورية حيّة لن تموت»، بحسب قولها.

ومن المقرر أن تنطلق في الرياض، غدا الأربعاء، فعاليات مؤتمر المعارضة السورية، وذلك بالتزامن مع مباحثات ستنطلق في منتجع سوتشي الروسي، برعاية روسية، لبحث عملية الانتقال السياسي في البلاد، بعد انتهاء الحرب الدائرة منذ سبع سنوات.

يشار إلى أن وزير الخارجية الروسي، «سيرغي لافروف»، قال: إن «استقالة الشخصيات المتشددة بالمعارضة السورية ستساعد على توحيد المعارضة في الداخل والخارج»، على حد تعبيره.

وقبيل بدء مؤتمر «الرياض 2»، دشّن ناشطون وإعلاميون سوريون حملة على وسائل التواصل الاجتماعي تدعو إلى استبعاد «منصة موسكو» من المؤتمر، مؤكدين أن خطابها لم يتوافق يوماً مع ما خرجت له الثورة السورية في مارس/آذار 2011، ولم يتمسكوا أبداً بثوابتها.

ولاحقا، أصدرت أكثر من 100 شخصية سياسية وثورية وهيئات ومجالس محلية في سوريا بيانا طالبت فيه المجتمعين في مؤتمر «الرياض 2» بضرورة الحفاظ على ثوابت الثورة وعدم التنازل عنها، خاصة رفض أي دور لرئيس النظام السوري «بشار الأسد» في المرحلة الانتقالية ومحاكمته كمجرم حرب.

ويشارك في مؤتمر «الرياض2» نحو 144 شخصية سورية معارضة، يمثلون تيارات سياسية عدة، إضافة إلى الفصائل العسكرية ومستقلين، ونال المستقلون الحصة الأكبر بـ70 مشاركاً، فيما يمثل الائتلاف 22 شخصية، والفصائل 21، ومنصة القاهرة عشرة، وموسكو سبعة.

ومن المتوقع أن يتمخض اجتماع «الرياض 2» عن هيئة جديدة للمفاوضات تتولى الإشراف على العملية التفاوضية مع النظام في مدينة جنيف تحت إشراف الأمم المتحدة، كما من المتوقع أن يصدر بيان يحدد استراتيجية المعارضة.

المصدر | الخليج أون لاين+ الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

سهير الأتاسي بشار الأسد الثورة السورية الهيئة العليا السورية للمفاوضات مؤتمر الرياض 2 منصة موسكو