محلل إسرائيلي حول العلاقة مع السعودية: «إن الله مع الصابرين»

الأربعاء 22 نوفمبر 2017 05:11 ص

استخدم كاتب ومحلل إسرائيلي معروف آية قرآنية في سياق توجيه النصح للحكومة الإسرائيلية في علاقتها مع السعودية.

واستشهد الكاتب «مردخاي كيدار» في مقال بصحيفة «إسرائيل اليوم»، بآية «إن الله مع الصابرين»، من سورة البقرة، معتبرا أن الصبر هو ما سيؤدي إلى جني الثمار من العلاقة مع السعودية.

وعلق الكاتب على ما سماها «هتافات الفرح وأنهار الانفعال التي أغرقت الصحافة الإسرائيلية»، إثر المقابلة التي أجراها رئيس الأركان الإسرائيلي مع موقع «إيلاف» السعودي، مضيفا أن «القليل من الإسرائيليين يعرفون أن الذي أجرى المقابلة ليس سعوديا هبط سرا في (إسرائيل) بل هو مجدي حلبي، أخونا وواحد منا، مراسل إيلاف في (إسرائيل)، والموقع يستضيف إسرائيليين منذ إنشائه عام 2001».

وقال «كيدا»: «يبدو أن إسرائيليين -كبارا ومهنيين في إجراء المقابلات- نسوا القاعدة الأولى في ثقافة السوق في الشرق الأوسط، هذه القاعدة علمنا إياها الكاهن الأكبر لقواعد المفاوضات في منطقتنا البروفيسور موشيه شارون (معلمي وكاهني أطال الله في عمره): لا تظهر أبدا الحماسة، لأن الثمن سيرتفع إلى مستوى لن تستطيع دفعه».

ورأى الكاتب الإسرائيلي أن «السعوديين محتاجون لنا بسبب الإيرانيين، وسيكونون مستعدين للدخول إلى الفراش حتى مع الشيطان ذاته؛ فقط إذا خلصهم من الفارسيين».

ووجّه الكاتب نصيحته بالقول: «يجب علينا أن نتظاهر بعدم الحماسة، من أجل أن يتشجعوا، فيحاولوا إقناعنا بعمل سلام معنا بشروطنا، مثلا، سفارة في القدس، لماذا؟ هكذا، لأن هذا هو شرطنا».

وتابع: «الحماسة الإسرائيلية لأي إشارة سعودية في العلاقة مع (إسرائيل) تدل على أننا لم نتعلم ما يقوله القرآن لجيراننا: (إن الله مع الصابرين)، أي إذا أردت أن يساعدك الله، فلا تستعجل ولا تخرج عن طورك ولا تنفعل ولا تظهر مشاعرك، حافظ على هدوئك وعلى صبرك واحرص على أن تظهر وجها مسكينا».

وأشار إلى أن «الضغط والخوف من الإيرانيين، الذي يدفع السعوديين نحونا، يمكننا -ربما للمرة الأولى في التاريخ- من وضع شروط لعقد القران: مفاوضات مباشرة مع السعوديين فقط دون تدخل أجنبي، سفارة سعودية في القدس، اعتراف سعودي بدولة (إسرائيل) كدولة للشعب اليهودي، اعتراف بحق اليهود بالعيش في أرجاء أرض (إسرائيل)، فصل السلام مع السعودية عن المسألة الفلسطينية، امتناع السعودية عن التصويت ضد (إسرائيل) في المؤسسات والمنظمات الدولية، تطبيع كامل، بما في ذلك علاقات علمية، فنية، تجارية، صناعية ورياضية مع رفع أعلام وعزف السلامين الوطنيين، لا نريد؟ مع السلامة وإلى اللقاء».

وختم «كيدار» مقاله بالقول: «إن من يعتقد أن سلاما كهذا - والذي هو أفضل بكثير من الاتفاقات مع مصر والأردن- هو غير ممكن، فإنه ما زال قابعا في عقلية جواسيس موسى الذين أخبروه بعد أن جالوا في البلاد: (في اليوم الذي نرى فيه أنفسنا بحجمنا الصحيح، فإن جيراننا سينظرون إلينا بالطريقة المناسبة، وحتى ذلك الحين اهدأوا)».

يشار إلى أن الشهور الأخيرة شهدت تسارعا في وتيرة التطبيع بين الرياض وتل أبيب، بشكل علني؛ حيث بدأ الأمر بالزيارات السرية المتبادلة لمسؤولين من البلدين، مرورا بفتوى مفتي عام السعودية ورئيس «هيئة كبار العلماء» في المملكة، الشيخ «عبدالعزيز آل الشيخ»، بعدم جواز قتال (إسرائيل).

وتعد مقابلة رئيس الأركان الإسرائيلي، الأسبوع الماضي، عبر منير إعلامي سعودي (صحيفة إيلاف)، أمرا ذا دلالة، دفع الجنرال «غادي إيزنكوت»، للتعبير عن سروره بهذه الفرصة للتحدث عبر الإعلام العربي عن (إسرائيل) عسكريا وسياسيا.

  كلمات مفتاحية

إسرائيل السعودية العلاقات السعودية الإسرائيلية التطبيع مع إسرائيل