انطلاق «الرياض 2» بعد موجة الاستقالات بالهيئة العليا السورية للمفاوضات

الأربعاء 22 نوفمبر 2017 11:11 ص

انطلقت أعمال مؤتمر «الرياض2» الذي يجمع أطيافا من المعارضة السورية، الأربعاء، وذلك بعد يومين من موجة استقالات لأعضاء الهيئة العليا السورية للمفاوضات، التي شملت منسق الهيئة «رياض حجاب»، وسط أنباء تفيد بأن السعودية مارست ضغوطا للإطاحة بمعظم أعضاء الهيئة من المعروفين بتمسكهم بعدم تقديم تنازلات جوهرية حيال مصير«الأسد»، في أي مرحلة انتقالية سياسية.

ويأتي مؤتمر «الرياض2» الذي يستمر يومين، في مسعى إلى توحيد مواقفها، والخروج برؤية واحدة، وتشكيل وفد موحد للتفاوض مع النظام، في مؤتمر «جنيف 8»، المقرر يوم 28 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.

وانطلق المؤتمر بجلسة رسمية أولى، ألقى فيها وزير الخارجية السعودي «عادل الجبير» ومبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا «ستيفان دي ميستورا» كلمتين افتتاحيتين.

وعقب الجلسة الافتتاحية الرسمية، انتقلت الجلسات لتكون مغلقة، وفيها تتحدث الأطراف المشاركة من المعارضة، وتلقي كلمات، بهدف الوصول إلى توافق ورؤية مشتركة تصدر في بيان ختامي.

واعتبر «الجبير» في كلمته خلال افتتاح الاجتماع أنه «سيفتح آفاقا جديدة للحل في سوريا».

وبيّن أن «الاجتماع يأتي في ظل توافق دولي على ضرورة الحل السياسي للأزمة السورية التي تمر بمرحلة دقيقة وهي تعيش عامها السابع».

وشدد أنه «لا حل لهذه الأزمة دون توافق سوري وإجماع يحقق تطلعات الشعب وينهي ما عاناه، على أساس بيان جنيف 1 وقرار مجلس الأمن 2254».

وخاطب «الجبير» الحضور قائلا: «أنتم أمام مسؤولية تاريخية للخلاص من الأزمة التي أرهقت الشعب وتحقيق الحل والانتقال لمستقبل جديد».

وذكر أن «المملكة تؤكد أنها ستقف بجانب الشعب السوري كما كانت دوما لتحقيق تطلعاته للوصول إلى حل عادل».

بدوره، أعرب «دي ميستورا» عن تمنياته بأن «يكون الاجتماع طريقة رئيسية للمساعدة والإسهام في المفاوضات التي تقوم بها الأمم المتحدة في جنيف بناء على قرار مجلس الأمن 2254».

وبيّن أنه «خلال أيام سنبدأ في جنيف وضع إطار للعملية السياسية»، مؤكداً أنه «للقيام بذلك أنا أحتاج منكم وفدا سوريا قويا يقف على قلب رجل واحد».

وكشف عن أنه سيتم مناقشة «الدستور الجديد وحكومة شاملة غير عنصرية بناء على قرار مجلس الأمن وكل الأمور المتعلقة بالمختطفين وتقديم كل المساعدات الإنسانية لأي منطقة محاصرة».

فيما دعا المجتمعين إلى «اختيار فريق شامل يشمل كل الأطراف وأن يشمل تمثيلا له مغزى من النساء الذين يشكلون 50% من الشعب السوري».

وقال إن «الحل للأزمة السورية سوف يأتي في جنيف من خلال هذا الفريق، مجددا التأكيد على السعي إلى الحل السلمي».

ويأتي مؤتمر «الرياض 2»، في وقت تشهد فيه الأزمة السورية حراكاً دبلوماسياً مكثفاً؛ حيث يتزامن مع انعقاد قمة ثلاثية، اليوم، على مستوى زعماء الدول الضامنة لمسار أستانة، وهي تركيا وروسيا وإيران، في روسيا.

وأمس الثلاثاء، أصدرت أكثر من 100 شخصية سياسية وثورية وهيئات ومجالس محلية في سوريا بيانا، طالبت فيه المجتمعين في مؤتمر «الرياض 2» بضرورة الحفاظ على ثوابت الثورة وعدم التنازل عنها، خاصة رفض أي دور لرئيس النظام السوري «بشار الأسد» في المرحلة الانتقالية ومحاكمته كمجرم حرب.

وطالب البيان المجتمعين بالالتزام بروح المسؤولية الوطنية والأخلاقية التي تمليها عليهم تضحيات السوريين وعذاباتهم، وأن يواجهوا الضغوط التي تمارس عليهم من مختلف القوى، وألا يبنوا خياراتهم وقراراتهم على معطيات «آنية زائفة»، ولا يقبلوا بأي مخرجات قد تنجم عن المؤتمر تتجاوز ثوابت الثورة السورية.

يشار إلى أن منسق الهيئة العليا للمفاوضات السورية «رياض حجاب» وعشرة من أعضاء الهيئة أعلنوا استقالتهم، عشية انعقاد مؤتمر «الرياض2»، وسط أنباء تفيد بأن السعودية مارست ضغوطا للإطاحة بمعظم أعضاء الهيئة من المعروفين بتمسكهم بعدم تقديم تنازلات جوهرية حيال مصير«الأسد»، في أي مرحلة انتقالية سياسية.

  كلمات مفتاحية

متمر الرياض 2 الهيئة العليا السورية للمفاوضات عادل الجبير الأزمة السورية بشار الأسد