هل قررت ألمانيا التصدي للسعودية داخل الاتحاد الأوروبي؟

الأربعاء 22 نوفمبر 2017 12:11 م

في ظل الأزمة الصامتة التي انفجرت بين الاتحاد الأوروبي والسعودية على خلفية احتجاز الرياض لرئيس الحكومة اللبنانية «سعد الحريري»، أقدمت ألمانيا على مواقف واضحة للحد من «ترامبية» السياسة السعودية، بحسب وصف وسائل الإعلام الألمانية.

وتبنت برلين لهجة شديدة ضد الرياض بسبب احتجاز «الحريري»، ووصل الأمر بوزير خارجية ألمانيا «زيغمار غابرييل» الأسبوع الماضي، إلى مطالبة السعودية بوقف مغامراتها في الشرق الأوسط في ملفات مثل اليمن وقطر ولبنان.

وعادت وزارة الخارجية الألمانية إلى التصعيد مجددا عندما نشرت تغريدة على «تويتر» تطالب فيها برفع الحصار عن قطر.

وتمر العلاقات بين الرياض وبرلين بأزمة مفتوحة بعد استدعاء السعودية سفيرها للتشاور، فيما لا يبدو أن برلين تتراجع عن مواقفها، بل تطالب شركاءها في الاتحاد الأوروبي بموقف صريح تجاه المشاكل التي تسببها الرياض في الشرق الأوسط.

وصدر موقف برلين بينما ترغب السعودية في إقناع الاتحاد الأوروبي بإعادة النظر في الاتفاق النووي بين إيران والقوى الكبرى، فيما تقف برلين بالمرصاد لاستصدار أي موقف أوروبي ضد إيران.

وصرح وزير الخارجية الألماني «زيغمار غابرييل»، أمس الثلاثاء، بأن الدول الأوروبية ترغب في استمرار تطبيق الاتفاق النووي المبرم مع إيران، وأضاف أن الولايات المتحدة الأمريكية تريد التشكيك بهذا الاتفاق، بينما أوروبا مهتمة باستمرار تطبيقه.

وكانت ألمانيا قد منعت السعودية السنة الماضية من  فتح مراكز إسلامية جديدة في مدن أوروبية، حيث اعتبرت المخابرات الألمانية هذه المراكز مصدرا لنشر التطرف، وفي المقابل، رخصت ألمانيا لقطر بفتح المركز الثقافي البيت العربي «الديوان» في برلين الذي يعد أول مركز ثقافي قطري خارج قطر.

وجعلت ألمانيا من قطر مخاطبا لها في الخليج العربي لأن الإمارات والسعودية تنسقان مع فرنسا، بينما تجد الدوحة في برلين المدافع الشرس عن مصالحها وسط الاتحاد الأوروبي، ومن المرتقب أن تمنح قطر الشركات الألمانية حصة الأسد في الصفقات التجارية مستقبلا.

وتلتقي برلين والدوحة في ملف إيران النووي بتأكيد الاتفاق وتفضيل الحوار، وفي إنهاء حرب اليمن، وفي دعم استقرار لبنان.

وتدرك الرياض مدى قوة ألمانيا إذا تحركت سياسيا، فقد اتخذت المستشارة «أنغيلا ميركل» مواقف متشددة من الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان» رغم أن التبادل التجاري بين البلدين يفوق 35 مليار دولار سنويا، بينما التبادل التجاري الألماني-السعودي لا يتعدى 12 مليار دولار سنويا.

كما تعي السعودية قدرة ألمانيا على وقف صفقات الأسلحة لها، إذا تأزمت الأوضاع، وقد تبرر موقفها بـ«جرائم التحالف العربي» بقيادة السعودية في الحرب ضد اليمن.

يشار إلى أن وزارة الخارجية الألمانية عبرت، السبت الماضي، عن قلق بلادها الشديد من الأوضاع الراهنة في الشرق الأوسط، داعية دول المنطقة إلى العمل على خفض التطورات.

المصدر | رأي اليوم + الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

محمد بن سلمان استقالة الحريري الاتفاق النووي الإيراني العلاقات السعودية الألمانية