قضت محكمة الجزاء الدولية الخاصة بيوغوسلافيا السابقة، الأربعاء، بالسجن مدى الحياة، على القائد العسكري السابق في جمهورية صرب البوسنة «راتكو ملاديتش»، بتهمة ارتكابه مجازر وجرائم ضد الإنسانية، في مذبحة «سريبرينيتسا».
وجاء قرار المحكمة التابعة لـ«الأمم المتحدة»، والتي تتخذ من مدينة لاهاي الهولندية مقراً لها، والخاصة بجرائم الحرب، على الجنرال «ملاديتش»، وفقا للبنود 10 و11 من الاتهامات الموجهة حول أحداث «سريبرينيتسا».
وأدانت المحكمة «ملاديتش»، بتهمة الإبادة الجماعية للمسلمين جراء مجزرة «سريبرينيتسا» التي راح ضحيتها أكثر من 7 آلاف شخص، فضلا عن اتهامه باحتجاز موظفين أمميين كرهائن في البوسنة في العام 1995.
وقال رئيس المحكمة «ألفونس أوري»، إن «الجرائم المرتبكة تصنف ضمن أبشع الجرائم التي عرفها الجنس البشري، وتضمنت الإبادة الجماعية والإبادة كجريمة في حق الإنسانية».
وتضمنت لائحة الاتهام بحق «ملاديتش» ما مجموعه 11 بندا، يتعلق كلها بارتكاب جرائم أثناء الحرب الأهلية في البوسنة والهرسك خلال أحداث تفكك يوغسلافيا في التسعينات من القرن الماضي.
واستمرت جلسة النطق بالحكم في قضية «ملاديتش»، عدة ساعات.
وتم إبعاد «ملاديتش» من قاعة المحكمة بسبب تصرفاته، فيما طلب محاموه تعليق الجلسة بسبب الحالة الصحية للمتهم، لكن القاضي تجاهل الطلب وقرر استمرار الجلسة.
من جانبه، رحب المفوض السامي لحقوق الإنسان لـ«الأمم المتحدة»، «زيد رعد الحسين»، بالحكم الصادر بحق «ملاديتش»، ووصفه بـ«انتصار العدالة».
واعتبر أن الحكم بمثابة تحذير لمن يرتكب جرائم مماثلة، وإشارة إلى أنهم لن يفلتوا من العقاب بغض النظر عن قوتهم والوقت الذي قد تستغرقه محاكمتهم.
واعتقل «ملاديتش»، في عام 2011، ونقل إلى مدينة لاهاي، حيث بدأت محاكمته في مايو/أيار عام 2012.
وخلال المرافعات القضائية، أدلى أكثر من 160 شاهد عيان من جانب الاتهام بشهاداتهم وأكثر من 200 شاهد من جانب الدفاع.
وبدأت حرب البوسنة عام 1992 وانتهت في 1995 بعد توقيع اتفاقية «دايتون»، وشهدت ارتكاب القوات الصربية العديد من المجازر بحق مسلمين، كما تسببت في إبادة أكثر من 300 ألف شخص، وفق «الأمم المتحدة».
ودخلت القوات الصربية بقيادة «ملاديتش»، مدينة «سريبرينيتسا» في 11 يوليو/تموز 1995، بعد إعلانها منطقة آمنة من قبل «الأمم المتحدة»، وارتكبت خلال عدة أيام، مجزرة جماعية راح ضحيتها أكثر من 8 آلاف بوسني، تراوحت أعمارهم بين 7 إلى 70 عاما.
