مصر والإخوان وخطاب «نصر الله»: هل تشهد المنطقة تقارب مصري إيراني؟

الاثنين 19 يناير 2015 10:01 ص

قال الأمين العام لـحزب الله «حسن نصر الله»، إنه من المفيد أن تعود مصر وتلعب دوراً إقليمياً وعربياً على مستوى المنطقة كلها.

وأضاف «نصر الله»، خلال حوار نشرته وكالة معا الفلسطينية، أنه حتى الجمهورية الإسلامية الإيرانية عندما سعت إلى إقامة علاقات مع مصر جاء ذلك من منطلق أنه حين تكون هناك قوى إقليمية كبيرة ووازنة وحقيقية فيمكن التعاون في ما بينها لحل مشكلات المنطقة. 

وأضاف «نصر الله» أنه يمكن أن تكون القاهرة بوابة مقبولة من قبل الجميع لإخراج حل سياسي في سوريا وأنه لا يمانع إذا قامت مصر اليوم بأي مبادرة لمعالجة الموضوع السوري لا مشكلة في ذلك. 

وبحسب «نصر الله» فإيران لا تهتم بالدولة التي تقوم بحل المشكلة السورية سواء كانت مصر أو السعودية أو تركيا المهم أن يكون هناك حل وتنتهي الأزمة في سوريا والعراق والمنطقة.

وكشف «نصر الله» عن أن الحزب ليس لديه اتصالات مع جماعة الإخوان حتى عندما كانوا في الحكم، وأن حزب الله حاول أن يتواصل معهم، ولكن «ربما كانت لديهم حساباتهم» مؤكدا أن هناك شخصيات من الإخوان المسلمين كانت ولا تزال موجودة خارج مصر وعلى اتصال بالحزب.

وتابع «نصر الله»: «نحن لم تكن لدينا مشكلة بأن نجري اتصالاً مع جماعة الإخوان المسلمين وهذا قبل حتى تدخلنا في سوريا حتى لا يقال إن هذا سببه التدخل في سوريا، هذا قبل التدخل في سوريا».

ويبرر «نصر الله» عدم وجود علاقات طبيعية بين مصر وإيران إبان حكم الإخوان بكونهم «تعاملوا مع إيران بجفاء وهم في النهاية كانوا يفترضون أن يسيطروا في المنطقة ويمسكوا حكومة هنا ورئاسة هناك، هذا فهمي لما جرى فهم في النهاية لم يريدوا أن يفعلوا ما يثير حساسية الأميركيين أو السعوديين، فافترضوا أن أي اتصال أو علاقة مع أي دولة أو جهة قد تؤدي إلى إثارة حساسيات من هذا النوع أو تشير إلى قيام حلف مثلاً أو محور مقاومة جديد أو حلف إسلامي جديد وهذا أفضل ما يمكن أن تستخلصه إذا أحسنت الظن». 

وأكد «نصر الله» أن حكومة مصر في عهد الإخوان لم تطلب مساعدة إيران اقتصاديا بل إنها سدت في وجههم الباب، مؤكدا أن «مصر بالنسبة لإيران مهمة جدا».

توتر مستجد

المفارقة أن إيران التي أدانت تدخل الجيش في إزاحة الرئيس «مرسي» وأدانت قتل المتظاهرين برصاص الجيش والشرطة في مصر، ما لبثت أن أكدت في أكثر من مناسبة على احترام خارطة الطريق التي فرضها الحكم العسكري في موقف بدا متناقضاً.

تصريحات «حسن نصر الله» التي تناست موقف الاخوان الإيجابي تجاه حزبه في حرب 2006، وتجاهلت علاقة الإخوان مع حماس وعدم رضا الولايات المتحدة بالطبع عن هذه العلاقة جاءت لتؤكد على مركزية فكرة المؤامرة الكونية على محور المقاومة الشيعي في المنطقة ولتعيد للأذهان الملف السوري باعتباره مفتاح الخلاف بين إيران والإخوان.

ورغم التقاطعات الفكرية بين المحورين في مسائل مثل الحكم الإسلامي والموقف من الغرب، وترحيب الإخوان بثورة الخميني في حينها، إلا أن الثورة السورية وأحداث لبنان ما بعد حرب 2006 جاءت لتزيد الخلاف القائم أصلاً والذي عبر عنه الرئيس «مرسي» خلال زيارته لإيران ؛ على الرغم من أن الاخوان لطالما اتهموا بموالاة إيران من أطراف إسلامية سلفية ومن نظام الحكم العسكري في مصر على السواء .

تصريحات «نصر الله» الأخيرة التي رحبت بدور لنظام الحكم العسكري المصري في حل الأزمة السورية وانهاء الحرب هناك، توافقت مع زيارات لمسؤولين سوريين من النظام وحتى من المقربين للجيش السوري لمصر في الفترة الأخيرة بعضها تم الاعلان عنه أو تسريبه للصحافة فيما بعد، وحسبما يشير محللين فإن نظام الحكم العسكري في مصر يجد في الموقف الإيراني حليفاً محتملاً في مواجهة الإرهاب «السني» ومحاربة التنظيمات الجهادية في سوريا والعراق التي تعتبر العدو الأخطر لدى كلا الطرفين.

وإذ يبدو هذا التقارب المصري الإيراني المحتمل على غير هوى حكام الخليج ؛ فإنه يبدو أنه يتم تحت المظلة الأمريكية في إطارالحرب الغربية ضد ما يسمى «الإرهاب» في الشرق الأوسط.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

مصر إيران الإخوان المسلمون حزب الله العلاقات المصرية الإيرانية