«ترامب» يكشف لـ«لافروف» تفاصيل عملية سرية لـ«الموساد» في سوريا

الخميس 23 نوفمبر 2017 01:11 ص

ذكرت مجلة «فانيتي فير» الأمريكية، أن الرئيس الأمريكي، «دونالد ترامب»، سرب تفاصيل عملية سرية لـ«الموساد» في سوريا لوزير الخارجية الروسي «سيرجي لافروف» خلال لقاء معه في البيت الأبيض.

وكشفت المجلة الأمريكية تفاصيل مثيرة عن تلك العملية السرية التي نفذها جهاز المخابرات الإسرائيلي «الموساد»، في سوريا، بموافقة أمريكية.

وقالت مجلة «فانيتي فير»، إن وحدة عسكرية إسرائيلية تسللت إلى داخل سوريا، وتمكنت من الحصول على معلومات حول مخطط لتنظيم «الدولة الإسلامية»، يسعى إلى تحويل أجهزة حواسيب محمولة، إلى قنابل بإمكانها تهديد الطائرات، نظرا لقدرتها على تجاوز الفحص الأمني داخل المطارات.

ونقلت المجلة، عن خبيريْن في عمليات الاستخبارات الإسرائيلية، دون الكشف عن هويتهما، تفاصيل العملية التي نفذتها عناصر من وحدة نخبة الكوماندوز الإسرائيلية «سايريت متكال»، وأعضاء من الوحدة التكنولوجية في «الموساد».

ووفق الرواية التي أوردتها المجلة، فإن مروحيتين إسرائيليتين من طراز «سيكورسكي تش-53»، حلقتا مساء إحدى الليالي بعلو منخفض عبر الأردن، ثم بقيتا تحت الرادار، واتجهتا شمالا نحو سوريا.

وتابعت: «الهدف خلية من تنظيم داعش كانت تتسابق للحصول على سلاح جديد قاتل يعتقد أنه قد ابتكره إبراهيم العسيري، السعودي الذي كان صانع القنابل الرئيسي لتنظيم القاعدة في اليمن».

وقالت المجلة، إن العملية أدت إلى اكتشاف «غير مؤكد» بأن مسلحي «الدولة الإسلامية» كانوا يعملون على تحويل الحواسيب المحمولة إلى قنابل يمكن أن تمر دون كشفها من خلال أمن المطارات.

وتشير المجلة الأمريكية إلى أن العملية «كانت إسرائيلية بحتة»، في إشارة إلى عدم مشاركة أي دولة أخرى في العملية.

وأضافت: «وفقا لما نقلته شبكة (إيه بي سي) الإخبارية عن مسؤولين أمريكيين فإن المهمة الميدانية الخطيرة قام بها جاسوس إسرائيلي مزروع في عمق إقليم داعش، وسواء كان عميلا مزدوجا أم أن (إسرائيل) تسللت إلى داخل خلية داعش، أو إذا كان عن شخص محلي كان قد عثر على بعض المعلومات المهمة التي أدرك أنه يستطيع بيعها، فإن هذه التفاصيل تظل محجوبة في التاريخ السري للمهمة».

وروت مصادر استخباراتية إسرائيلية أمريكية، أنه «في ليلة التسلل هبطت المروحيات التي تحمل وحدات زرقاء وبيضاء (إسرائيلية) على بعد عدة أميال من هدفها، تم تحميلها في سيارتي جيب تحملان علامات الجيش السوري، وسارت كما لو أنها كانت دوريات طبيعية في فترة ما قبل الفجر في مدينة عدو، في الوقت الذي قام فيه عملاء التكنولوجيا بالموساد بعملهم».

واستدركت: «التفاصيل التشغيلية غير واضحة وحتى متناقضة، قال أحد المصادر إنه تم زرع أجهزة تنصت لا يمكن رؤيتها في الغرفة الفعلية التي تجتمع فيها خلية داعش، وذهب آخر إلى القول إنه تم التلاعب بصندوق تقاطع هاتفي بحيث يمكن الاستماع إلى كل كلمة يتم قولها في المنطقة».

بيد أن المصادر تتفق على أن الفرق دخلت وخرجت تلك الليلة، وحتى قبل عودة المروحيات إلى (إسرائيل)، تم اعتراض الصوت بالفعل، بمعنى بدء عملية التجسس في الموقع.

وأضافت: «من خلال قاعدة الهوائي بالقرب من قمة مرتفعات الجولان، على الحدود الإسرائيلية مع سوريا، قام المستمعون من الوحدة 8200 (وحدة التجسس في الجيش الإسرائيلي) بمراقبة عمليات النقل عبر الأثير من الهدف في شمال سوريا».

وتابعت: «لكن بعد عدة أيام شك المحللون في الوحدة 8200 بأنه تم تضليل زملائهم، ربما عن عمد، من قبل المصدر في هذا المجال، وبدأوا يخشون من أن المخاطرة التي تمت لا قيمة مقابلة لها».

ولكنها نقلت عن مصادر إسرائيلية على معرفة بتفاصيل العملية، أنه لاحقا جاء ما كانت يهدف «الموساد» إلى معرفته.

وقالت: «قام جندي بتنظيم الدولة الإسلامية بالحديث بالتفصيل عن كيفية تحويل جهاز كمبيوتر محمول إلى سلاح إرهابي يمكن أن يمر عبر أمن المطار، وأن يُحمل على متن طائرة ركاب، وقد حصل تنظيم داعش على طريقة جديدة تسبب انفجارات الطائرات فجأة وتفجرها في السماء»، وفق المصادر.

وعندما وصلت أخبار هذه المحاضرة المخيفة إلى «الموساد»، قرر المسؤولون بسرعة مشاركة المعلومات مع نظرائهم الأمريكيين.

وذكرت «فانيتي فير»، أن أجهزة الأمن في (إسرائيل) شاركت هذه المعلومات، مع نظيراتها الأمريكية، لكن الرئيس الأمريكي، «دونالد ترامب»، سرب هذه المعلومات لروسيا، خلال لقاء في البيت الأبيض مع وزير الخارجية الروسي «سيرجي لافروف».

وإثر تداول المعلومات بشأن السلاح الجديد، سارع المسؤولون في الأمن الداخلي في الولايات المتحدة الأمريكية، وتلاهم بسرعة السلطات البريطانية، إلى منع المسافرين من قائمة من البلدان ذات الأغلبية المسلمة من حمل أجهزة الكمبيوتر المحمولة وغيرها من الأجهزة الإلكترونية المحمولة الأكبر من الهاتف الخليوي على متن الطائرات.

وبعد أربعة أشهر متوترة، بدأت المطارات الأجنبية خلالها في الامتثال لتوجيهات أمنية أمريكية جديدة وصارمة، بدأ رفع الحظر على أساس كل مطار على حدة.

وكانت إدارة «ترامب» منعت في مارس/آذار الماضي، المسافرين على متن الرحلات المباشرة إلى الولايات المتحدة من عشرة مطارات في 8 بلدان من حمل الحواسيب المحمولة واللوحية والأجهرة الإلكترونية التي يفوق حجمها الهواتف الذكية.

وأعلنت بريطانيا لاحقا قرار منع مشابها يسري على الرحلات الآتية من 6 بلدان في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

وتزامن الإجراء الذي يجبر المسافرين على وضع حواسيبهم في الحقائب التي تشحن مع تنامي قلق مسؤولي مكافحة الإرهاب من صنع متشديين قنابل تحمل شكل بطاريات الأجهزة الإلكترونية الاستهلاكية.

وعملية «الموساد» ليست الأولى من نوعها، ففي خلال العامين الماضيين، شنت (إسرائيل) عشرات الغارات الجوية، ضد مواقع سورية وتابعة لـ«حزب الله»، وعمليات سرية أخرى، لوقف ما قالت إنه عمليات تسليم شحنات أسلحة متطورة للحزب اللبناني، أحد الحلفاء الرئيسيين للنظام السوري.

ومنذ حرب يونيو/حزيران 1967 تحتل (إسرائيل) 1200 كم مربع من هضبة الجولان، في حين أن 510 كيلومترات مربعة من الهضبة تقع تحت السيطرة السورية.

المصدر | الخليج الجديد + فانيتي فير

  كلمات مفتاحية

الموساد إسرائيل سوريا تنظيم الدولة الإسلامية طائرات مفخخة