«بي بي سي»: 95% من أمراء السعودية المعتقلين ينوون عقد صفقة (فيديو)

الخميس 23 نوفمبر 2017 05:11 ص

أظهر فيديو حصري حصلت عليه «بي بي سي»، تم نشره الخميس، جانبا من مظاهر الرفاهية في فندق «ريتز كارليتون»، بالعاصمة الرياض، في محاولة لنفي التقارير المتداولة عن تعذيب العشرات من الأمراء والمسؤولين السعوديين، ضمن «حملة ضد الفساد» يقودها ولي العهد «محمد بن سلمان».

وسمحت السلطات السعودية، لكاتبة التقرير «ليس دوسيت»، بالتجول في الفندق، ولقاء أحد المحتجزين، دون الكشف عن هويته، مع تعهد قدمته المحطة البريطانية بعدم تصوير أي وجوه أو عقد حوارات مباشرة مع المعتقلين(فيديو).

وقالت «دوسيت»، التي لم تحدد توقيت مقابلاتها، إن «جميع المحتجزين بلا هواتف محمولة، لكن هناك خط ساخن يسمح لهم فيه بالتواصل مع أهلهم ومحاميهم وحتى مديري شركاتهم».

ووصفت مراسلة «بي بي سي» جانبا من حياة الأمراء المعتقلين، مشيرة إلى أن الفندق مجهز بكل وسائل الراحة والترفيه، بما في ذلك صالة للعب «البولينج»، لكن معظم الأمراء الموقوفين يفضلون قضاء الوقت في غرفهم.

وعلقت أنهم (الأمراء ورجال الأعمال) «يحظون بالدلال الأكبر في العالم»، وأردفت: «لديهم كل ما يريدونه، باستثناء حريتهم».

ومن أمام صورة لولي العهد السعودي، «محمد بن سلمان»، قالت «دوسيت»، إن أحد المحتجزين أخبرها بأن التحقيقات كلها تدور حول «صفقة لأخذ جزء من أموالهم مقابل الإفراج عنهم».

ونقلت مراسلة «بي بي سي» عن الموقوف، قوله: «معظم المحتجزين يميلون للقبول بإجراء صفقات والتنازل عن جزء من أموالهم مقابل الخروج وإطلاق سراحهم».

وأفادت بأن «95% من المعتقلين ينوون عقد صفقة لدفع مبالغ طائلة من ثرواتهم من أجل الخروج من ريتز كارلتون».

وتتم جميع التحقيقات حتى الآن بصورة ودية دون أي صفة رسمية، وسط تقارير عن موافقة عدد من الأمراء على التنازل عن جزء من ثرواتهم مقابل الإفراج عنهم.

ويتردد أن ولي العهد السعودي، صادر أكثر من 194 مليار دولار من حسابات وأصول الأمراء ورجال الأعمال والوزراء والمسؤولين الموقوفين.

وقال النائب العام السعودي، إنه يحقق في مزاعم حول فساد تصل قيمته إلى 100 مليار دولار على الأقل، ويقول المطلعون على المفاوضات إن الحكومة تريد استعادة هذا الرقم على الأقل، على الرغم من أن الهدف قد يرتفع إلى 300 مليار دولار.

ووفق «دوسيت»، فإن الحملة تحظى بشعبية وقبول داخل المملكة لكنها تهدد بزعزعة الاستقرار الذي تحتاج إليه البلاد للمضي نحو إصلاحات سياسية واقتصادية جوهرية.

 

و«دوسيت» أول صحفية يُسمح لها بدخول «ريتز كارلتون»، بتصريح من السلطات السعودية، إذ رافقتها الشرطة السعودية إلى الفندق الشهير، بعد منتصف الليل، علماً أنه من غير المسموح دخول أي شخص حالياً إلا بموافقة السلطات.

وكانت صحيفة «ديلي ميل»، البريطانية، أفادت بأن «مرتزقة أمريكيين من شركة أمن خاصة يتولون عملية استجواب الأمراء السعوديين ورجال الأعمال المليارديرات الموقوفين، ضمن عملية انتزاع السلطة»، لافتة إلى أن الموقوفين «يتعرضون للتعليق من أرجلهم والضرب والصفع والإهانة» على يد هؤلاء المرتزقة.

وقال الكاتب البريطاني المتخصص في شؤون الشرق الأوسط «ديفيد هيرست»، إن 17 معتقلا بينهم 6 أمراء سعوديين، على رأسهم «متعب بن عبدالله» و«الوليد بن طلال»، دخلوا إلى المستشفى، إثر تعرضهم للضرب والتعذيب، خلال التحقيق معهم في مزاعم اتهامهم بالفساد، أثناء حملة التطهير السياسية المستمرة في المملكة منذ أسبوعين.

وتسببت الحملة التي يقودها ولي العهد في صدمة لدى المستثمرين الأجانب، فيما أبدى مستثمرون محليون قلقهم من إمكانية حدوث عمليات بيع واسعة للأصول والهروب بالأموال خارج المملكة.

كانت السلطات السعودية أعلنت، في 4 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، اعتقال 11 أميرا، و4 وزراء حاليين والعشرات من الوزراء والمسؤولين السابقين ورجال الأعمال، بتهم «فساد» و«استغلال النفوذ»، لكن تقارير غربية ومصادر مطلعة تؤكد أنها خطوة في إطار تسهيل مهمة انتقال السلطة لولي العهد «محمد بن سلمان» (32 عاما).

وتؤكد عواصم غربية أن حملة الاعتقالات بالمملكة تعود إلى رغبة ولي العهد السعودي «محمد بن سلمان» في التخلص من خصومه تمهيدا لاعتلاء العرش.

  كلمات مفتاحية

السعودية اعتقالات الأمراء محمد بن سلمان ريتز كارليتون النائب العام السعودي